أوصلونا الى هنا!!! سهير جرادات – الأردن
العالم الآن – الجميع يتحدث عن الضغوطات التي يتعرض لها الأردن والأردني ، وهذا ليس بخاف على المواطنين فالكثير من المقالات والتحليلات، تتحدث عما يتعرض له بلدنا من ضغوط داخلية و خارجية؛ تَتعمد التشويش و نشر الرعب في نفس المواطن حول نظام الحكم واستقراره ، ووجودنا كأردن وأمننا المجتمعي.
لا أحد ينكر بأننا وصلنا إلى حالة من الفوضى السياسة -ذات الوتيرة العالية- التي لم نصلها من قبل، على الرغم من الأحداث والضغوطات المشابهة التي شهدتها الساحة الأردنية سابقا ، إضافة إلى اتساع رقعة الفقر بطريقة تعادل نسبة الفساد الذي حرمنا من الاستثمار الأجنبي ، ودفع بأصحاب الاستثمارات الوطنية للهجرة الى الخارج، وكذلك أبنائنا الذين يبحثون عن فرص عمل لهم في أي مكان في العالم ، علاوة على تدني المستوى الاخلاقي والمعيشي بعد أن فقدنا الكثير من القيم الاخلاقية التي كنا نتميز بها .
إن ما وصلنا إليه يعود الى مخططات خارجية تسعى إلى التتدخل في مصيرنا وايصالنا الى هذه النقطة؛ لتسهيل اتمام تنفيذ بنود ” صفقة القرن” ، بتحويل الأردن إلى بيئة غير جاذبة للاستثمارات الأجنبية ، وتحويل البيئة الاقتصادية الأردنية إلى بيئة طاردة للاستثمارات المحلية- وشهدنا هجرة الأموال والاستثمارات الأردنية الى دول عربية وأجنبية – والسعي الى تفريغ الأردن من ثروته البشرية؛ بتهجير الكثير من الكفاءات من أبناء البلد لعدم توافر فرص عمل لهم في وطنهم ، بعد أن ازدادت رقعة البطالة لدينا .
ولا يخفى أن الظروف التي تشهدها الدول المحيطة بنا – وخاصة بعد ما يسمى بثورات الربيع العربي- اسهمت في التأثير على الأجواء المحلية من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فتدنى المستوى المعيشي أثر حالة الركود الاقتصادي الذي خيم على البلاد وأثر فيها، وعلى اثرها شهدت الساحة الداخلية قيام حركات محلية تنادي باصلاح النظام ، ومحاربة الفساد الذي نخر في البلد ، والمطالبة بالملكية الدستورية المنسجمة مع روح الدستور وليس نصوصه.
ولمواجهة هذه الحركات الداخلية ، وضع الأردن ، خطة عمل لاحتواء حالة الحراك الشعبي التي شهدتها الساحة الداخلية بانتهاج سياسة الأمن الناعم ، و توفير المناخ الديمقراطي للمظاهرات، بتوزيع المياه والحلوى على المتظاهرين .
كما أن الدولة ولاحتواء الحالة الشعبية التي رافقت فترة “الربيع العربي” استجابت للشعارات التي اطلقها المواطنون في الشارع الأردني ، من خلال تشكيل لجنة لتعديل الدستور ، وأخرى للحوار الوطني ، عملت على إجراء تعديل على الدستورية – دون إجراء استفتاء شعبي على التعديلات – وتشكيل هيئة مستقلة للانتخابات ، ومحكمة دستورية .
ولمعرفة ما وصلنا إليه ، علينا أن نتتبع أول الخيط علنا نعرف أين نهايته، إذ ان المؤشرات تدل على أن نشر مفهوم ” ثورات الربيع العربي ” في المنطقة جاء مدروسا لاحداث الفوضى الخلاقة، وغير الخلاقة على إيدي الشعوب ذاتها لتضغط على حكوماتها ، بالتالي يشكل هذا الضغط الشعبي حالة رضوخ وخنوع لهذه الحكومات أمام الاملاءات ، والمطالب وغايات؛ التي تهدف من كل ذلك إلى تنفيذ ما يتعلق بنا من بنود ” صفقة القرن “.
والمحصلة أننا اصبحنا لعبة في يد المُخطِّطين الخارجين ، ننفذ لهم مآربهم من خلال المطالبة بحقوقنا المشروعة ، التي يتم استغلالها من قبلهم ، لتنفيذ ما هو غير مشروع لهم …
حمى الله الأردن وأهله الطيبين.