رسائل سياسية أردنية وتحرك رسمي داخلي ملحوظ – أيمن الخطيب – الأردن

0 437

العالم الآن – لقد شكل إعادة انتخاب اليمين الإسرائيلي مؤخرا العدَّ التنازلي الاخير لصفقة القرن وملحقاتها مما دعى مركز القرار الاردني لاتخاذ حزمة من التحركات على مستوى الجبهة الداخلية والخارجية وقد انضوت هذه التحركات على رسائل سياسية من الوزن الثقيل تعبر عن موقف الأردن؛

١- في ظل فقدان الأردن لخياراته وشعوره أنّه بات خارجا من محور ظل تاربخيا يقحم نفسه فيه دون جدوى
يتجه الأردن اليوم الى تحقيق تقارب سياسي / اقتصادي مع محور تركيا – قطر
هذا التقارب الذي كان قبل عامين خجولا حين ذهب الملك عبدالله الثاني الى تركيا للمشاركة بؤتمر الدفاع عن القدس والذي ثبّت في بيانه الختامي وصاية الهاشميين على القدس ،
بات اليوم ” تقارب الضرورة ” في ظل موقف المحور الاخر الرياض / ابو ظبي / القاهرة الذي يدعم صفقة القرن جملة وتفصيلا على حساب الاردن .
وعلى الرغم أن لعبة المحاور اكبر من الاردن السياسي والجغرافي الا أنه يشكل في صيغته السياسية آخر الحلول
المتبقية لشخص الملك تحديدا في مواجهة إرهاصات وتداعيات صفقة القرن.
تكلفة التقارب الاردني مع قطر وتركيا كبيرة جدا
ويدركها النظام الاردني ويعي حساباتها وهو ما انعكس داخليا حيث قابل الملك اليوم ممثلين عن كتلة الإصلاح التيار النيابي للاخوان المسلمين
باعتباره تنظيما يحتوي على قاعدة جماهيرية فلسطينية كبيرة وهو ما يضعنا أمام تساؤلات
هل يثمر اللقاء عن تعديل حكومي يضم أعضاء من الاخوان المسلمين في سياق تمرير رسالة للرياض وحلفائها
أم أن وجود الإسلاميين في واجهة الحكم قريبا يشكل ضرورة لشكل الأردن القادم بعد التغيير.؟

٢- في سياق موازٍ وقعت الهيئة المستقلة للانتخابات مذكرة تفاهم حول قانون الانتخابات مع وكالة التنمية الامريكية منذ يومين
التحرك هذا لا يجب أن يقرأ بحسن نية ابدا خاصة فيما يتعلق بعنصر التوقيت
في ظل حديث حالي عن كونفدرالية قادمة تختص فقط في موضوع البلديات والخدمات بين الضفة الغربية والأردن ؛
الأمر الذي يعني وجود قانون انتخابات جديد يوائم المرحلة القادمة وإذا ثبت هذا فعليا فإن هذا يعني أن هناك قبول رسمي من جهة فاعلة داخل الاردن على صفقة القرن وافرازاتها .

الموقف الاردني في مواجهة الاستحقاق السياسي الكبير يبدو متابينا وهو ما يلحظ في الانقسامات الهائلة داخل مركز القرار
ومن يقرأ هذه التحركات في الموقف الاردني داخل فضائها الحقيقي والطبيعي يستطيع أن يتلمّس أن هناك أكثر من فريقي عمل يبتنى كل واحد منهما مشروعا خاصا
مختلفا عن الآخر
موقف يخوضه اعلى رأس في نادي الحكم الاردني ممثلا بجلالة الملك الذي يناضل من أجل شرعية تاريخية له في الحكم
وموقف يخوضه فريق الليبراليون الجدد المتحالف قريبا مع الاسلاميين والذي يعبر عن استجابة واضحة للمشاريع القائمة في محيط الأردن الإقليمي.
الأمر الذي يتطلب من باقي القوى الانتباه والتحرك سريعا
وبلورة موقف يضع المسألة في نصابها الصحيح
المتمثل في الدفاع عن حق العودة ورفض اي تسوية تتناول قضايا التوطين والوطن البديل.

أيمن الخطيب.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد