إتهامات متبادلة بين الوفاق وحفتر بشأن قصف أحياء بطرابلس

0 279

العالم الآن – لا يزال الانقسام الدولي حول ليبيا، يحول دون اتخاذ مجلس الأمن الدولي قراراً بوقف إطلاق النار في العاصمة طرابلس، فيما تبادل «الجيش الوطني»، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة «الوفاق» فائز السراج، الاتهامات بالمسؤولية عن قصف مناطق سكنية مدنية في العاصمة، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين، مساء أول من أمس، ما رفع عدد القتلى إلى أكثر من 181، إضافة إلى مئات الجرحى.

وأدان غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، بأشد العبارات، القصف الصاروخي العنيف الذي استمر طوال الليل على حي أبو سليم، ذي الكثافة السكانية العالية في طرابلس، والذي أسفر، بحسب بيان أصدره أمس، عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.

ونقل البيان عن مصادر طبية أولية، أن من بين الخسائر البشرية إصابة نساء وأطفال، فيما فقدت إحدى العائلات أماً وابنة وحفيدة. واعتبر سلامة «أن استخدام الأسلحة العشوائية والمتفجرة في المناطق المدنية يشكل جريمة حرب»، وشدد على أن «المسؤولية عن مثل هذه الأعمال لا تقع على عاتق الأفراد مرتكبي هذه الاعتداءات العشوائية فحسب، بل يمكن أن يتحملها أيضاً كل من يصدر الأوامر لهم».

وأكدت البعثة الأممية على وجوب احترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان احتراماً كاملاً، كما دعت إلى اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين والمنشآت المدنية.

وتعرض حي أبو سليم، الذي يقع قرب الطريق إلى المطار القديم جنوب طرابلس، والذي تبدلت السيطرة عليه عدة مرات منذ بدء القتال، للقصف، إذ سُمع دوي الانفجارات من وسط المدينة حيث تمضي الحياة بصورة طبيعية إلى حد بعيد غير متأثرة بالعنف.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الليبي، إن قذائف سقطت داخل منطقة حي الانتصار بطريق المطار، مشيرة إلى اشتعال النيران بمنزل و4 مركبات. وهزّت 7 انفجارات قوية على الأقل وسط المدينة، مساء أول من أمس، وتصاعدت بعيد ذلك أعمدة الدخان فوق حي أبو سليم في جنوب العاصمة، الذي طاولته صواريخ عدة، بينما قال سكان إن أصوات قصف دوت في عدة مناطق بالمدينة.

وندد السراج، الذي زار حيي أبو سليم والانتصار، اللذين كانا الأكثر تضرراً بالقصف، بما أسماه «وحشية» و«بربرية» حفتر، الذي وصفه بأنه «مجرم حرب».

وأضاف، بحسب تسجيل مصور نشره مكتبه الإعلامي: «سيتم تقديم جميع المستندات للمحكمة الجنائية الدولية» بشأن ارتكاب قوات حفتر «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية»، مضيفاً: «نحمّل مجلس الأمن والمجتمع الدولي المسؤولية القانونية والإنسانية لمحاسبة هذا المجرم على فعله».

وجاءت هذه التصريحات، فيما ذكر دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن مشروع قرار حول ليبيا، عرضته بريطانيا على الدول الـ14 الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، يطالب بوقف إطلاق النار والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق القتال بالقرب من طرابلس بلا شروط، لم يلق إجماعاً بعد.

وأضاف السراج لدى اجتماعه، مساء أول من أمس، مع مجالس الحكماء والشورى وأعيان منطقة الساحل والجبل بغرب ليبيا في العاصمة طرابلس، أن «حفتر حرك قواته ليحبط آمال الليبيين، ويغرق البلاد من جديد في دوامة من العنف وحرب مدمرة، أزهق فيها كثير من الأرواح، ودمرت ممتلكات خاصة وعامة، وعرضت حياة المدنيين للخطر».

في المقابل، نفت القيادة العامة لـ«الجيش الوطني»، استخدام قواته أي نوع من الأسلحة الثقيلة في هذه الاشتباكات، وأكدت في بيان لها، مساء أول من أمس: «قيام الميليشيات الإرهابية، التي تسيطر على العاصمة، بالرماية العشوائية بصواريخ الغراد والراجمات على ضواحي المدينة».

وتحدثت الكتيبة 166 مشاة، التابعة لـ«الجيش الوطني»، عن إحباطها ما وصفته بعملية التفاف فاشل نفذتها المجموعات الإرهابية بالقرب من كوبري الزهراء، مشيرة في بيان مقتضب إلى أن الأمر انتهى بهم ما بين قتيل وهارب وأسير، بالإضافة إلى غنم وحرق كثير من الآليات التابعة لهم.

وكان المتحدث الرسمي باسم الجيش، اللواء أحمد المسماري، قال خلال مؤتمر صحافي عقده، مساء أول من أمس، إن طائرات معادية، أقلعت من الكلية الجوية في مصراتة، شنت 6 غارات استهدفت مدينة هون بالجفرة بغارتين جويتين على مقر للهجرة غير الشرعية، وأخرى على متنزه عائلي بالمدينة، لكن دون حدوث أي أضرار.

وقال إن سلاح الجو التابع للجيش شنّ في المقابل 8 طلعات جوية، وقام بدعم تقدم القوات في منطقة السواني، لافتاً إلى أن «العدو بدأ يندحر وينكمش إلى منطقة الكريمية».

واعتبر أن قطر تتدخل بشكل سافر في الشأن الليبي، مضيفاً: «حكام قطر لا يعون أن ليبيا أكبر من بلادهم في كل شيء، ولا يعون حقيقة هذا الأمر، وما زالوا يتعاملون مع الإرهاب، بنغازي أكبر وأشرف وأعز من قطر».

في غضون ذلك، قالت شعبة الإعلام الحربي التابعة لـ«الجيش الوطني»، إن من وصفته بالإخواني المفصول من الجيش، أسامة الجويلي، اقتحم، مساء أول من أمس، مقر السفارة الأميركية في طريق مطار طرابلس، على رأس قوة تابعة له، من ضمن قوات المهربين وقطاع الطرق الذين يقودهم، مشيرة إلى أن المقر كان خالياً من الموظفين والحراسات.
” الشرق الاوسط”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد