قرن إرهابي بإمتياز – هيثم العجلوني – فلوريدا
العالم الآن – اذا كان القرن الماضي قرن الحروب الكونيه والإقليمية ، حروب الجيران وصراعات الاعداء والاصدقاء على حد سواء ، تلك التي اودت بحياة ملايين البشر ودمرت الحجر والشجر ، فأن هذا القرن الواحد والعشرين الذي انتظرناه طويلاً على مقاعد العداله والحريّة والعلوم والطبابه ، وانتظرناه على مفترق مكافحة الفقر والاميّه ونشر مبادىء العيش المشترك وتقبل الآخر ، واشبعناه تفاؤلاً لا نملك غيره ، ليفاجىء كل توقعاتنا بانه قرن ارهابي بامتياز ومفخٌخ بشتى انواع الوحشيه والتطرّف ، تسعة عشر عاماً تكاد منه ان تنقضي لم ينجَ عاماً منها دون ذبح ، دون خطف وتفجير ، ودون اراقة دماء ابرياء في كل مكان ، قَص شريطه شياطين الحادي عشر من سبتمبر في عامه الاول بعمليات اذهل هولها العالم برمّته ، لتتالى العمليات الاجراميه الجبانه التي لا يستوعبها عقل آدمي ، طالت كل الأماكن والمدن بما فيها الأماكن التي حَرَّم الله فيها القتال ، بيوت العباده وبيوت الله ، الله نفسه الذي يتطرّفون من اجله ، لا يُوفرون في اجرامهم طفل او امرأة او كهل ! اي نوع من البشر هؤلاء واي فكر يحملون ولأي انسان ينتمون !! في تقديرنا ، لن يتوقف هذا النزيف ولن تتوقف هذه الجرائم ، بل مرشحة لتطوير درجات وحشيتها وأساليبها وخبثها وغدرها ، لن يثنيهم عن غيّهم لا تهديد ولا عقاب ، ذلك ان عقولهم ملوّثه وقلوبهم سوداء مصابة بداء السعار وفايروس الاجرام ، اغلب الظن ان هذا الفكر المجنون له ساحة واحده لقتاله ليست المهادنة بالقطع ، فان لم يتم اقتلاع كل المنظمات والجمعيات والمصادر ، وكل البؤر التي تؤجج مشاعر الكراهيه والثأرات وما شابه من جذورها ، اضافة الى تجفيف منابع التمويل والتحريض تحت طائلة عقوبة الإعدام ، فلن تفلح كل الأساليب والطرق الحضاريه في ثنيهم ، والى حين يأتي اليوم الذي يقف الاب في وجه ولده المتطرف او الابن في وجه والده التكفيري ، لا ينبغي ان نطمئن بان بيوض الارهابيين لن تفرّخ ، رحم الله ضحايا الارهاب والموت الشنيع لمرتكبيها….🦅🌴