جدل واسع في الصحافة العربية بعد إطلاق وزارة اللامستحيل الإماراتية
العالم الآن -ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية إعلان رئيس مجلس الوزراء في الإمارات استحداث وزارة جديدة اسمها “وزارة اللامستحيل”، بعد ثلاثة أعوام من تأسيس وزارة مختصة بالسعادة.
وذكرت وكالة أنباء الأمارات أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وجه بتكليف 3 وزراء أيضا بمهام وزارة اللا مستحيل في مرحلتها الأولى.
وقد تباينت مقالات الرأي والافتتاحيات في بعض الصحف العربية في النظرة إلى القرار الإماراتي بإنشاء هذه الوزارة بين التأييد وكلمات الإطراء والمديح وبين السخرية والاستنكار.
أفكار خارج الصندوق”
تقول رشا عوني في موقع صدى البلد المصري إن “الإمارات تعيش في عالم آخر، تُحلق بعيدا بأفكار خارج الصندوق، تنشئ مشاريع عالمية تنافس بها كبرى الدول الأوروبية، تارة تنشئ أطول برج في العالم، وتارة تنشئ أطول فندق أيضًا، لتصبح الإمارات تعيش في كوكب آخر بعيدًا عن الدول العربية، فدائمًا ما تبهر العالم وشعبها بإنجازات وقرارات غير تقليدية”.
وتضيف الكاتبة أن “الإمارات لم تتوقف عن دعم مواطنيها وخدمة السياح، فقررت أن تبهر العالم من جديد على طريقتها الخاصة، لكن هذه المرة بوزارة جديدة تسمى (اللا مستحيل)، لكن الجديد في هذه الوزارة أنها من دون وزير، وبتغريدة على (تويتر) أعلن حاكم الإمارات عن الوزارة غير التقليدية على حسابه الخاص ليكون الهدف منها العمل على ملفات وطنية مهمة وبناء أنظمة حكومية جديدة للمستقبل”.
من جانبه يقول عصام قضماني في الرأي الأردنية: “الشيخ محمد بن راشد عودنا على المبادرات الخارجة عن المألوف حتى أن البعض يظن أنها نوع من الترف أو المبالغات، لكنها ليست كذلك، فقد كان الشيخ خصص وزارة للسعادة، ووجدنا أن إسعاد الناس واحدة من بين أهم مهام الحكومات، فالسعادة لا تعني هنا إضحاك الناس أو تسليتهم بل في قيمة ومستوى الخدمات التي تقدمها الحكومة وكلما كانت جيدة وسهلة كان الناس سعداء والعكس هو الصحيح”.
ويرى الكاتب أن “البعض قد يسخر من اسم الوزارة التي اختار محمد بن راشد اسما لها لكن إن نظرت بعين الدقة، فإن جوهر المبادرة هو الإرادة والأهم هو إرسال رسائل من الدولة لمواطنيها عنوانها (نحن نعمل من أجلكم، بدلا من (نأسف لتعطيلكم).
على المنوال ذاته، يقول عارف الشيخ في البيان الإماراتية إن الشيخ آل مكتوم “عوّدنا أن يقدم لنا دائماً الجديد الذي لم يُطرق، وأن يغامر بالجديد بعزمه الواثق من نفسه، وبهمة القائد الذي ضمن النصر والفوز والحب بإذن الله، وبشجاعة الأسد الذي لا يكاد يُسمع زئيرُه إلا ويستسلم له الغاب وما في الغاب”.
ويضيف الكاتب أن “اليوم نلاحظ أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تبنىّ عدداً من المستحيلات، فأحالها إلى واقع ملموس ومعايش يراه القاصي والداني، حتى إنه بعد هذه النجاحات أزال من قاموسه فكرة المستحيل؟”.
مصير “بائس”
أما القدس العربي اللندنية فتقول في افتتاحيتها إن “الذي حصل عملياً بعد تأسيس وزارتي السعادة والتسامح الآنفتين أن سعادة من يسكنون الإمارات لم تزدد، وأن تسامح السلطات الإماراتية، سواء مع من يسكنون بلادهم ويزورونها أو من يصل إليهم نفوذها في اليمن وليبيا وحتى ماليزيا والباكستان، تكشّف عن قسوة وتصلّب وعجرفة وغطرسة لا تطاق”.
وتعرّض هذان المصطلحان لامتحانات فظيعة كشفت خواء هاتين الوزارتين وانقلابهما على المعنيين الجميلين اللذين تحملانهما، ولعلّ أكبر فضيحة ممكنة للسعادة والتسامح في الإمارات تكشّفت مع انكشاف محاولتي هروب ابنتين للشيخ محمد بن راشد نفسه من (القفص الذهبي) الذي ترفرف عليه آيات السعادة والتسامح”.
وتضيف الصحيفة: “على الطريقة نفسها فنحن قادرون على التنبؤ بمصير وزارة (اللامستحيل) العتيدة من قراءة مصير زميلتيها البائستين، وقد قرأ كثير من الناشطين أيضاً هذا المصير متسائلين لماذا لا تنشئ الإمارات وزارة للقضايا التي (تنجز) فيها حقّا، كوزارة للثورة المضادة وأخرى للتطبيع مع إسرائيل”.
” BBC”