بيلوسي تتهم بار بالكذب على الكونغرس ومطالبات ديمقراطية بعزله

0 328

العالم الآن – اتهمت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، المدعي العام الأميركي ويليام بار بـ«الكذب على الكونغرس»، فيما يتعلق بالملخص الذي قدمه إلى الكونغرس حول تقرير روبرت مولر عن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية 2016. وقالت بيلوسي، خلال مؤتمر صحافي: «الخطير في الأمر هو أن المحامي العام للولايات المتحدة الأميركية لا يقول الحقيقة… لقد كذب على الكونغرس. إذا قام أي شخص آخر بذلك، فسوف تُعتبر جريمة».

ورداً على سؤال حول ما إذا كان ينبغي على بار الذهاب إلى السجن، أجابت: «هناك عملية يجب اتباعها هنا». وهذه هي المرة الأولى التي تذهب فيها رئيسة مجلس النواب إلى هذا الحد في انتقاد رأس السلطة القضائية في البلاد. وردَّت المتحدثة باسم وزارة العدل، كيري كوبيك، بأن هجوم بيلوسي على النائب العام «لا أساس له، وهو عمل متهور وغير مسؤول وغير صحيح».

وبدأت الأزمة تشتعل بعد أن كشف تقرير، الأسبوع الماضي، أن مولر أرسل خطاباً إلى المدعي العام يعرب فيه عن قلقه وعدم رضاه عن الملخص الذي قدمه بار إلى الكونغرس، والذي تضمن استنتاجات وزارة العدل لما جاء بتقرير مولر حول التدخل الروسي.

وخلال شهادته أمام جلسة استماع للجنة القضائية بمجلس الشيوخ، الأربعاء الماضي، قال بار، الذي واجه أسئلة ساخنة من الديمقراطيين، إنه لم يكن على علم بمخاوف فريق مولر بشأن ملخصه. ودافع بار مراراً عن ترمب وأكد أنه لم يرتكب أي جريمة تتعلق بعرقلة العدالة. وكان من المقرر أن يحضر بار جلسة استماع ثانية أمام الجنة القضائية بمجلس النواب، يوم الخميس، إلا أن المدعي العام رفض الحضور والشهادة أمام اللجنة التي تمثلها أغلبية ديمقراطية.

وأثار ذلك غضب الديمقراطيين في المجلسين. وهدد رئيس اللجنة، جيري نادلر، باتهام المدعي العام بازدراء الكونغرس إذا لم يوافق على تقديم تقرير مولر الكامل دون أي تعديل.

واتهم زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، المدعي العام بحماية الرئيس ترمب وتضارب المصالح. وكتب شومر خطاباً إلى بار، قبل يومين، سأله فيه عن آراء المدعي العام بشأن السلطة التنفيذية، ورأيه في إمكانية أن ينهي رئيس الجمهورية تحقيقاً ما إذا شعر بأن الاتهامات التي يقوم عليها التحقيق غير صحيحة. وكتب شومر: «إذا كانت هذه الآراء آراءك حقاً، فأنت لا تستحق أن تكون مدعياً عاماً»، حسبما ذكرت شبكة «إن بي سي».

من جانبه، أبلغ البيت الأبيض، اللجنة القضائية التابعة لمجلس النواب، يوم الأربعاء، أنه سيتجاهل أمر استدعاء للنسخة غير المعدلة لتقرير مولر وللوثائق الأساسية المتعلقة بالتحقيق الروسي. وقال إنه لن يمتثل لطلبات لجنة الرقابة في مجلس النواب للحصول على الوثائق المتعلقة بالموافقات الأمنية لمسؤولي إدارة ترمب. ويرفض ترمب أيضاً السماح لشهادة دون مكغان المستشار السابق للبيت الأبيض، أمام الكونغرس.

وأثارت شهادة بار أمام مجلس الشيوخ دعوات عدد كبير من الديمقراطيين لعزل المدعي العام، والمطالبة بإدلاء المحامي الخاص روبرت مولر بشهادته علانية أمام الكونغرس. وتساءلوا: لماذا قررت وزارة العدل محاولة التأثير على تحقيق مولر وعدم توجيه الاتهام للرئيس بعرقلة العدالة؟!

ويجادل الديمقراطيون بأنه إذا لم يوجه مولر اتهاماً صريحاً إلى الرئيس بعرقلة العدالة، فإنه في الوقت ذاته لم يعفِ الرئيس من ذلك، وترك هذه المسألة لوزارة العدل التي كان من المفترض أن تنظر في التقرير بعناية، وتقرر ما تراه بشأن محاولات الرئيس عرقلة العدالة، من خلال محاولاته لإنهاء التحقيق، وإقالته لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) السابق جيمس كومي.

وطالب النائب الديمقراطي سيث مولتون، مرشح الرئاسة لعام 2020، بعقد جلسات استماع في الكونغرس حول عزل المدعي العام ويليام بار بعد اتهامه من قبل الديمقراطيين بالكذب على الكونغرس. وقال في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، أمس (الجمعة)، إنه موافق بشكل مطلق على عقد جلسات للتصويت على عزل بار بشأن تصريحاته أمام الكونغرس حول ملخصه لتقرير مولر. وأوضح أنه كان لا يعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لإجراء تصويت على العزل، سواء لبار أو للرئيس ترمب، لكنه يعتقد أن جلسات الاستماع بشأن عزل بار مناسبة الآن.

ويعكس الصدام الحالي بين البيت الأبيض والكونغرس، صراع السلطة المستمر منذ سنوات بين الرئيس السابق باراك أوباما والجمهوريين في الكونغرس، فيما يتعلق بتعيينات الرئيس للمناصب المهمة. وعندما تولى الديمقراطيون الأغلبية في مجلس الشيوخ تغيرت قواعد المجلس في عام 2013، لتسهيل تأكيد معظم الترشيحات الرئاسية بأغلبية بسيطة. وعندما عاود الجمهوريون السيطرة على المجلس، رفضوا عقد جلسة استماع بشأن ميريك غارلاند، مرشح أوباما في عام 2016 للمحكمة العليا، وأصروا على ترك المقعد شاغراً حتى تولي ترمب السلطة، وقام بترشيح شخص آخر.

ويرى المقربون من ترمب أن تجاهل البيت الأبيض لمذكرات الاستدعاء التي يصدرها الكونغرس لمساعدي الرئيس تستند على استراتيجية ترمب للاستفادة من نظام المحاكم لصالحه.
” الشرق الاوسط”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد