#كومستير .. رمضان جانا .. ما الذي تغير؟! – شادن صالح – الأردن
العالم الآن – في نفس هذا التوقيت من العام الماضي احتشد الأردنيون في الشارع مطالبين بإسقاط حكومة الملقي .. وكان لهم ذلك، وجاءت حكومة الرزاز مع آمال وتطلعات كبيرة بإصلاحات سياسية وإقتصادية.
بعد سنة تماماً من ذلك وفي ظل تخوفات من إنفجار احتجاجات جديدة بدأت الحكومة – على ما يبدو – بإجراءات استباقية لمواجهة عدد من التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الدولة الأردنية، جاءت بداية على شكل إجراءات إقتصادية قبل شهر رمضان كتأجيل تسديد القروض البنكية وصرف دعم الخبز لتنشيط حركة الأسواق وتوفير العديد من فرص العمل في أكثر من مجال، وتصريحات من المسؤولين بعدم قطع المياه عن المتأخرين بالسداد وخفض أسعار بعض السلع.
إجراءات من شأنها تخفيف العبء الإقتصادي على المواطنين لا سيما أنه الهاجس المربك الذي ينتاب الشعب والذي قد بضطره للخروج والاحتجاج في ظل هجوم مستمر على حكومة الرزاز من قبل الكثيرين. وكل ذلك يأتي لتجنب احتمالية تكرار نفس المشهد في رمضان هذه السنة،.
الكثير يذهب الى أن هذه الإجراءات ما هي الا حلول مؤقتة وغير دائمة في ظل تراجع الدعم للدولة الأردنية.
ومع ذلك ورغم ذهاب البعض إلى سطحية إجراءات حكومة الرزاز إلا أن المواطنين يهمهم تنشيط الأسواق وتعطية تكاليف شهر رمضان وتخفيف الأعباء الإقتصادية،
أما خارجياً.. فإنتهاء شهر رمضان معناه الدخول بتحدي أعلن عنه كوشنر قبل أيام وهو الإعلان عما يسمى بصفقة القرن التي ستشكل ضغطاً آخر على الدولة والشارع الأردني والتي بالتأكيد ستجلب معها فوضى ورفض واحتجاج.
الفعاليات الشعبية والعشائرية في محافظات المملكة المختلفة والتي كانت لدعم مواقف الملك والتأكيد على وقوف الشارع لدعم سياسات الحكومة من المتوقع أن تزيد خلال الشهر الفضيل وتتواصل، وبما أن هذه الصفقة ستدخل دول المنطقة والإقليم في تحالفات وربما فوضى فذلك يعني أن الدولة الأردنية ستعمل على تقوية وتماسك السياسة الداخلية والتخلص من أي توترات إقتصادية أو ضغوط سياسية لأن المرحلة القادمة حتماً هي الأكثر صعوبة وخطورة على الأردن وهذا ما يحتم ضرورة الإصلاح السياسي لتشكيل عتبة داخلية قوية قادرة على مواجهة التحديات الخارجية.
وهذه التحديات الخارجية والتي تتمثل بمضامين صفقة القرن التي تخلو من بند حل الدولتين والتي تعني إنهاء حلم إقامة دولة فلسطينية مستقلة تنعكس بشكل مباشر على الاردن ما دفع الملك عبدالله الى تكرار تأكيده على الوصاية الهاشمية على المقدسات وعلى أن الأردن لن يكون وطناً بديلاً.
الأردن الممسك العصاة من المنتصف من خلال علاقات متوازنة مع دول الإقليم والعالم لم تحميه من بعض التجاوزات من عدد من الدول التي لم تضع الدولة الأردنية في حساباتها.. إلا أن ذلك جعل الشارع الأودني بكافة أطيافه صفاً واحداً في دعم مواقف الملك تجاه المقدسات.
باختصار .. الشارع الأردني يضج بكافة الأسباب التي تدعو إلى الأحتشاد سواء صفقة القرن أو الدوافع الإقتصادية الداخلية منا يستدعي احتياطات وإجراءات احترازية وإستباقية من الحكومة لإحتواء الموقف وإيجاد حلول تسهل إقناع المواطن بعدم تحويل ليالي رمضان الى مساءات شعبية حراكية تنادي بإسقاط الحكومة والإستعداد بشكل جاد لعدم تكرار ما حصل العام الماضي والإبتعاد عن أي قرار من شأنه استفزاز الشارع الأردني أو تحميله عبئاً إقتصادياً جديداً.