قصيدة ( “كأس الردى” ) – الشاعر : أكثم حرب ( التيابي ) … الأردن …
العالم الآن – ( “كأس الردى” )
واعِظِي قَبلَ نُقلَتي ، ذا المَشيبُ
ونُحُولي ، ضَعفي ، كَذا والشُّحوبُ
رُسُلٌ كُلُّهمْ ، وَقَد غَفَلَ القَلـ
ـبُ ، وجَارَتْ على النُّفُوسِ الخُطوبُ
كُلُّ يَومٍ يَمضي ، فَثَمَّ نَذِيرٌ
قَائِلٌ : كَيفَ مِنْ رَداكَ الهُروبُ
هِيَ ساعاتُنا ، تَقِلُّ وتَفنى
مِثلُ مِلحٍ ، في الماءِ حينَ يَذوبُ
أَو كَشَمسٍ ، بَعدَ الشُّروقِ تَغَنُّوا
بِشُعاعٍ ، فانداحَ مِنهُ الغُروبُ
كَم حَبيبٍ ، فارقتُهُ ، ودُموعي
وَابِلٌ يُغرِقُ القُبورَ ، سَكُوبُ
بَعدَ أَنْ مَرَّ عَن حَبيبي زَمانٌ
قُلتُ : أَينَ الحبيبُ والمحبوبُ ؟
أَينَ مِنهُ ، نَسلو ونَضحكُ لا نَذ
كُرُ وَجهًا ، وَعنْ هواهُ نَتُوبُ
حالُنا بَعدَ أَنْ نمُوتَ ، كهذا
نَحنُ في شِرعةِ الفَناءِ ضُروبُ
إِنَّ كَأسَ الرَّدى ، ولو قَد حَيِينا
أَلفَ حَولٍ ، يا صَاحبي ، مَشروبُ !