صفقة القرن بين الواقع والتسريبات – نور كاشور/ الأردن
العالم الآن – كثرت في الآونة الأخيرة الأحاديث والتغريدات والمقالات والتسريبات بشأن صفقة القرن المزعومة، ربما أبعاد صفقة القرن لم تبرز بعد بشكلها النهائي بالرغم من المزمع الإعلان عنها بعد انتهاء شهر رمضان، لكنها تتصدر اهتمامات العديد من الصحف العربية والعالمية وتشغل الكثير من السياسيين والاقتصاديين حول ماتحمل بين طياتها من جوانب اقتصادية وسياسية.
ولكن كيف سيواجه العرب هذه الصفقة؟ وهل سيكون هناك دورعربي قوي في الحوار خصوصًا بأنها تشتمل على جوانب اقتصادية؟.
الديماغوجية أو الدهمانيّة، مقابل تقديم المزيد من التنازلات للكيان الصهيوني، فكرة استثارة العواطف واستمالتها من أجل الحماية من الحضيض، سياسة ينتهجها الكثير من السياسين والقادة من أجل الترويج لأفكارهم والتباكي على حالهم، وبذلك الخروج من مأزق قبول تلك الصفقة أولا، بتأثيرعلى الشعب من خلال العواطف. تؤشر صفقة القرن المشؤومة بمرحلة جديدة تنعش اقتصاد دول وتؤمّن التعليم والبنية تحتية لدول أخرى ولكن مقابل أمن إسرائيل، والأهم من هذا اندماج “إسرائيل ” كدولة طبيعية في منطقة الشرق الأوسط وأن لا تبقى معزولة، فتتقبلها كل الشعوب وخاصة العربية، وهذا من الممكن والحاصل حول البراغماتية صفقة القرن.
اعترافات متبدلة وتعاون اقتصادي وتجاري بين الدول العربية المطبعّة والكيان الصهيوني ومستقبل مشرق لكافة الأطراف، ومن هنا جاءت فكرة الترويج لتصدي للمد الإيراني والانتصار الوجودي، في الشرق الأوسط، وهذا ماشهدناه في مؤتمر وارسو والذي ضم دول عربية مع الكيان الصهيوني لسير في خندق واحد مناهض لإيران. وبذلك تصبح قضية العرب الأولى هي كيفية مواجهة الخطر الإيراني وليس القضية الفلسطينية لتصبح قضية الشعب الفلسطيني قضية إنسانية اقتصادية لاتدخل في المسار السياسي .
المعادلة تقول على من يصرّ على الصداقة مع تل أبيب لاتحتاج إلى صفقة القرن، فهي موجودة قبل أن تكون هناك صفقة أم لا ، موجودة منذ معاهدات السلام، ومستمرة منذ أن بدأت الجهود العربية إلى تسوية القضية الفلسطينية وإنما الصفقة هي ” الحاجة لفلسطين انتهت” ، يقول الكاتب الإسرائيلي في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية هو أن الساعين للتحالف مع إسرائيل ما عادوا بحاجة لركوب حصان الحرب الفلسطيني لأن «الحاجة لفلسطين انتهت»، وإذا كانوا يصرّون على صداقة تل أبيب فعليهم ألا يشغلوا أنفسهم بترضية الفلسطينيين أو ممالأة شعوبهم التي تكره إسرائيل؟، ولكن ماذا عن الوعي الشعبي والإرادة الفلسطينية الموجودة منذ قيام هذا الكيان المحتل كيف سينتهي؟ وهل ركوب حصان الحرب الفلسطيني بحاجة إلى العربي؟ ماذا عن غزة برغم الظروف القاسية والحصار الذي تعيشه إلا أن الاستعداد للتضحية ووعي الشعب متفجر بمسيرات العودة؟ أيام قليلة تفصلنا عن الصفقة المشؤومة فهل كل مافي الأمر هو الوقت لإختبار سلاح المقاومة في غزة؟.