ماذا لو ؟!! سهير جرادات – الأردن
العالم الآن – ماذا لو ؟!.. تبين أن ما نعيشه من تخبط وفوضى عارمة ، وما نشهده من احتجاجات شعبية داخلية وخارجية أفقدتنا توازننا ، وما يحدث من كسر لكل المعايير الاخلاقية والاجتماعية والاقتصادية ، والاساءة للشخصيات العامة ، اضافة إلى ما وصلنا اليه من مس لهيبة الدولة ورجالاتها ، والغموض الذي يلف التحديات الداخلية والخارجية ، والاحباط من الواقع ، الممزوج بالخوف من المقبل ، كنتيجة حتمية للسيناريوهات المفزعة … كل ذلك وأكثر ما هو إلا ( فقاعات ) ،تم اعتمادها ضمن استراتيجيات الأجهزة الاستخباراتية والمخابراتية العالمية المسيطرة علينا ؟!.
(الفقاعة ).. عبارة عن فرضية يتم اختلاقها من قبل – أولي الأمر – وتتم تهيئة الأجواء لها لضمان انتشارها ، والحرص على أن تكون (محبكة) بطريقة يسهل تصديقها ، والعيش في تفاصيلها ، ووضع جميع الاحتمالات التي قد تعترض الفرضية ، وتطرح من خلالها سيناريوهات لمنحنيات قد تعترض طريقها ، كأن يحدث طارىء ، أو أن يُجد جديد ، أو أن يحدث ما لا يتوقع ،مما يؤثر في سير الخطة للفرضية الوهمية التي تم وضعها ، ولضمان نجاح الفرضية ، والتأكد من نجاحها ، يتم اعتماد طرح الاستفسار الشهير : ماذا لو ؟!. للإجابة عن جميع الاستفسارات التي قد تعترض الفرضية خلال تنفيذها ..
وما أن تنقضي الفترة المفروضة ، أو التي تتحملها الفقاعة ، حتى نصحو بعد فترة من الزمن على حقيقة أن ما نحن فيه ، ما هو سوى سرد لقصة (مختلقة ) ، وما عشناه ليس أكثر من فرضية ، كان الهدف منها أن نغدو دولة بلا انجازات جديدة ، بعد توقف قسري مرافق للفقاعة حتى زوالها ، وبذلك تتحقق لهم أهدافهم الخبيثة؛ بأن نظل متأخرين ومتخلفين عن السير في ركب الحضارة ، بعد أن أصابتنا حالة من الجمود لسنوات ، وبتنا نعيش في قلق دائم من مجهول مقبل يصعب توقعه ، ونحن لاهون بتلك الفقاعة الوهمية ، التي استنفدت قوانا ، واستحوذت على جل وقتنا ، ونحن نحللها ومعطياتها ، ونعيش حذافيرها الوهمية ، وما يرافقها من حالة جمود .
نعيش في هذه الحالة ،في وقت لم يتوقف فيه العالم عن العمل والجد والانجازات ، والسير بخطى واثقة نحو التقدم ، ولنعلم أن الإدارة الأميركية نفذت سياستها الخارجية المعتمدة على نشر الفوضى الخلاقة لتعظيم مكاسبها ، وضمان التفوق لإسرائيل على غرمائها العرب ، بهدف تغيير خريطة الشرق الاوسط ، وتقسيمنا آلى دويلات ، لتبقى اسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة، ولتتمكن اميركا من إحكام قبضتها على ثروات المنطقة بأسرها .
بعد فوات الأوان ، سنكتشف أن مشروع الشرق الاوسط الموسع ، والصفقة المشؤومة قد نفذتا، وآل حال العباد الى تخلف وانحطاط ، وثروات المنطقة استبيحت ونهبت ، والقضية الفلسطينة الى زوال ، و القدس تهودت ، والحلم الصهيوني تحقق …ونحن لا حول لنا ولا قوة !!!