42 فوجًا بعد نصف قرن على أول كلية طب بعهد استقلال الأردن
العالم الآن – نصف قرن، هو عمر أول كلية طب في عهد استقلال الأردن خرَّجت خلاله 42 فوجًا، وقدّمت 138 بحثًا علميًا محكَّمًا، وهي المعتمدة الأردنية الوحيدة عالميًا لدى الهيئة العالمية للتعليم الطبي WFME، ولدى هيئة الاعتماد الدولية ACCM ، بيد أنها ما زالت بمبناها القديم ذاته .
على مكتب يكتظ بالأبحاث والدراسات في كلية الطب بالجامعة الأردنية، تحدث خريجاها، عميدها الدكتور إسلام مسّاد ومساعدته لشؤون الجودة الدكتورة رندة فرح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن كلية كانت النواة الأولى لتعلُّم الطِّب في الأردن، وكيف أنها وبأقل الإمكانات صنعت فارقًا كبيرًا في نوعية الطبيب الأردني وصدَّرته إلى الداخل والخارج ليتسلم أكبر المراكز الطبية العالمية.
وتقول الدكتورة فرح سبق إنشاء هذه الكلية، انشاء مستشفى عمَّان الكبير عام 1966، وتم تحويله لمستشفى الجامعة الأردنية عام 1973م، وان قرار إنشاء الكلية جاء على يد المغفور له الملك الحسين بن طلال،بعد ان بدات كفكرة عام 1967، واتخذ القرار بإنشائها عام 1968، واستقبلت أول طلبتها عام 1971، واستمرت دراستهم 7 سنوات حتى عام 1978، عندها خضعوا لامتحان تقييم جامعة برنغهام البريطانية وحصل طلابها على نتائج مذهلة كانت سببًا لمنحهم الاعتماد الدولي الأول لكليتهم البِكر.
يتذكر الدكتور إسلام جيدًا دخوله الكلية عام 1988، وبرفقته 90 طالبًا، درسوا ست سنوات بعد تقليص سنوات الطب من 7 سنوات، ويؤكد أنها علامة فارقة ومشرقة في الدولة الأردنية. الكلية بنفس المبنى منذ التأسيس يضيف اسلام، ورغم ذلك فإن أعداد الدارسين بازدياد، والسبب السمعة الطيبة ونوعية التعليم فيها، وتضم اليوم بالاضافة الى البكالوريوس، 5 برامج ماجستير و 16 برنامج إقامة تشرف عليها الجامعة، و7 أقسام سريرية، و5 أقسام للسنوات الأساسية. وتقول الدكتورة فرح إن الكلية تضم 2400 طالب على مقاعد الدراسة، و217 طالب ماجستير، و300 طالب في الاختصاص العالي، وبلغ الفوج الاول 42 طالبًا، واليوم 400 طالب، وأكثر من 190 عضو هيئة تدريس، و130 مشرفًا سريريًا من الخدمات الطبية الملكية، ووزارة الصِّحة والقطاع الخاص، و25 موفدًا إلى الخارج، وهي الكلية الوحيدة المعتمدة من هيئة الاعتماد العالمي ACCM عام 2016 ولست سنوات قادمة حتى 2022 ، ما يؤهلها لخوض امتحانات الشهادة الأمريكية، وهي الكلية الوحيدة المعتمدة من الهيئة العالمية للتعليم الطبي WFME. أهمية الاعتماد هنا أنَّ الخريجين واعتبارَا من العام 2023 لن يستطيعوا التقدم لامتحان الشهادة الأمريكية إن لم يكونوا خريجي كليات معتمدة من الهيئة العالمية للتعليم الطبي، وهنا ركزت الجامعة بحسب الدكتور اسلام على المحافظة على الاعتماد في تحقيق معايير الجودة المطلوبة من هذه الهيئات وهي إضافة لنوعية الخريج ومصلحة البلاد. ويضيف أن نتائج امتحانات الكلية تتم عبر مكتب الامتحانات فيها الذي ينظم العملية كاملة، ولا يتم امتحان الطالب اليوم ويمنح النتيجة في اليوم التالي، لكن يتم اعداد جدول للامتحانات ومراقبيها ومنح أرقام لكل طالب دون أسماء، ويتم تصحيحها واعتماد نتائجها حسب الرقم وبعد عرضها على مجلس القسم وبعدها يتم معرفة الأسماء وهي عملية معقدة وعصية على الواسطة والمحسوبية. ويبين أن خريجي كلية الطب يحققون نتائج عالمية متميزة في امتحان الشهادة الأمريكية USMLE، حيث تصل نسبة النجاح إلى أكثر من 97 بالمئة في جميع الامتحانات، أما الابحاث فقد نشر أعضاء هيئتها التدريسية 138 بحثا علميا في مجلات علمية محكَّمة بما يعادل 0.9 بحث لكل عضو في محرك البحث سكوبس، وتشرف على امتحانات الزمالة الايرلندية والبريطانية للتخصصات المختلفة، وحصلت على دعم مادي خلال العام 2017 للمشاريع البحثية بما يقارب 450 ألف دولار من عمادة البحث العلمي وصندوق البحث العلمي.
وتشير الدكتورة فرح إلى إنشاء مكتب البحث العلمي للإشراف على الأبحاث العلمية ودعمها في الجامعة وتشجيع طلبتها وخريجيها على البحث، وتكلل ذلك بإقامة أول يوم علمي في الكلية في نيسان الماضي، قدم الطلبة ابحاثهم وتنافسوا على أفضل بحث وتم تكريم الطلبة الناشرين والمتفوقين. وخلال العقود الماضية كانت الكلية تتطور وتحقق نتائج كبيرة، لكنها تعاني من بنية تحتية قديمة تحتاج الى التجديد، يقول الدكتور مساد، ويضيف أن انشاء مكتب البحث العلمي جاء من لا شيء، والموارد قليلة، وبجهود ذاتية من أعضاء هيئة التدريس. يُشار إلى أنَّ إنشاء كلية الطب في الجامعة الأردنية سنة 1971 جاء لتلبية حاجة المجتمع الأردني، وتحقيقًا لرغبة الآلاف من الطلبة الأردنيين الذين كانوا يتجهون إلى كليات طب في الدول العربية والأجنبية؛ لتحقيق حلمهم بدراسة الطب
” بترا”