نواب وسجناء أكراد ينهون إضرابهم عن الطعام في تركيا تلبية لدعوة أوجلان
العالم الآن – قال نواب بالبرلمان يوم الأحد إن عددا من النواب الأكراد وآلاف السجناء في تركيا أنهوا يوم الأحد إضرابا عن الطعام تلبية لدعوة وجهها الزعيم الكردي المسجون عبد الله أوجلان، وذلك بعد 200 يوم من بدء الاحتجاج.
وينهي هذا القرار سببا للتوتر في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية بعدما سمحت أنقرة لأوجلان بالالتقاء بمحاميه هذا الشهر وذلك للمرة الأولى منذ عام 2011 مما أثار تكهنات بوجود جهود جديدة محتملة لإنهاء الصراع بالمنطقة.
وكانت ليلى جوفين عضو البرلمان عن حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد قد بدأت إضرابا عن الطعام في نوفمبر تشرين الثاني في محاولة لإنهاء سنوات من عزلة أوجلان عن طريق ضمان زيارة عائلته والمحامين له بانتظام.
وقال أوجلان في بيان قرأه أحد محاميه في اسطنبول بعد أربعة أيام من زيارة المحامين له في السجن لثاني مرة هذا الشهر ”رفاقي الذين ألزموا أنفسهم بإضراب عن الطعام والصوم حتى الموت، أطلب منكم إنهاء احتجاجكم“.
وأوجلان محتجز بسجن في إحدى الجزر منذ أن ألقت قوات خاصة تركية القبض عليه في كينيا عام 1999.
وزاره محاموه في بداية الشهر الجاري للمرة الأولى منذ حوالي ثمانية أعوام، وسُمح لهم بالحديث إليه مرة ثانية يوم الأربعاء.
وقال أحد النواب في مؤتمر صحفي بمدينة ديار بكر في جنوب شرق تركيا يوم الأحد إن الاحتجاج انتهى تلبية لدعوة أوجلان.
ويأتي استئناف زيارات المحامين لأوجلان قبل شهر من إعادة انتخابات البلدية في اسطنبول مما أثار توقعات بوجود تحرك نحو عملية سلام جديدة بعد انهيار محادثات أنقرة مع أوجلان لإنهاء الصراع قبل أربعة أعوام.
غير أن وزير العدل عبد الحميد جول نفى أي صلة بين السماح للمحامين بالزيارة وإعادة الانتخابات.
ويشير بعض المعلقين إلى أن قرار السماح للمحامين بزيارة أوجلان قد يكون محاولة لحصول حزب العدالة والتنمية على أصوات الناخبين الأكراد.
وفي الانتخابات على رئاسة بلدية اسطنبول التي جرت في مارس آذار، أيد حزب الشعوب الديمقراطي مرشح المعارضة الذي فاز بفارق ضئيل على مرشح حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان.
وألغت سلطات الانتخابات النتيجة مشيرة إلى حدوث مخالفات. وأشار حزب الشعوب الديمقراطي إلى أنه سيدعم المعارضة مجددا في الانتخابات التي تقرر إعادتها يوم 23 يونيو حزيران.
ويشكل الأكراد نحو 15 بالمئة من سكان اسطنبول البالغ عددهم أكثر من 15 مليون نسمة، ويصوت معظمهم لحزب الشعوب الديمقراطي أو لحزب العدالة والتنمية.
قبل نقلها في سيارة اسعاف إلى مستشفى، قالت جوفين إن الإضراب عن الطعام قد حقق هدفه.
وقالت في بيان مكتوب ”لكن كفاحنا ضد العزلة، وكفاحنا من أجل السلام الاجتماعي سيستمر على كل الأصعدة. ينبغي أن يقود هذا الكفاح إلى سلام مشرف“.
وأوجلان هو مؤسس حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بأنه منظمة إرهابية.
ونقل نيروز وصال محامي أوجلان عنه قوله إن سماح أنقرة للمحامين بزيارته لا يعني أنه توجد عملية تفاوض. لكن أوجلان قال إنه مستعد للعب دور إيجابي في قضايا تخص سوريا.
وفي مايو أيار، دعا أوجلان قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها أكراد إلى حل الخلافات في سوريا دون صراع. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية، التي تشكل قوام قوات سوريا الديمقراطية، جزءا من حزب العمال الكردستاني.
وبحسب حزب الشعوب الديمقراطي، ثالث أكبر الأحزاب تمثيلا في البرلمان، فقد انضم لإضراب النائبة ليلى جوفين عن الطعام ثلاثة آخرون من النواب عن الحزب ونحو 3000 في عشرات السجون بأنحاء تركيا وناشطون في عدد من الدول.
وقال الحزب إن سبعة أشخاص، ستة منهم بالسجون التركية وسابعهم في ألمانيا، انتحروا خلال شهر مارس آذار احتجاجا على حبس أوجلان. وخلال فترة الإضراب عن الطعام كانت جوفين تعيش على شرب المياه وتناول الفيتامينات والسكر.
وشن حزب العمال الكردستاني تمردا انفصاليا في جنوب شرق تركيا في عام 1984 لكنه طالب لاحقا بحكم ذاتي. وقُتل منذ ذلك العام ما يربو على 40 ألفا معظمهم من الأكراد في اشتباكات.
وفي نوفمبر تشرين الثاني 2012، وجه أوجلان دعوة مشابهة لسجناء لإنهاء إضراب عن الطعام. وبعد شهر تبين أنه كان يخوض محادثات مع أنقرة بشأن عملية سلام.
وانهارت المحادثات وعملية السلام في عام 2015 مما أثار أسوأ موجة عنف منذ ظهور التمرد. ودخل أردوغان منذ ذلك الحين في تحالف مع قوميين ينتقدون أوجلان بشدة ويعارضون عملية السلام.
” رويترز”