#كومستير .. الخامس من حزيران .. بأي حال عدت يا عيد- شادن صالح – الأردن
العالم الآن – يصادف عيد الفطر فلكياً لهذه السنة في الخامس من حزيران .. وحين قرأت هذا التاريخ وللوهلة الأولى مر ببالي ذكرى وحيدة تعود لعام 1967 .. التاريخ الذي تمادت فيه إسرائيل – كالعادة – على سوريا ومصر والأردن وأخذت خلال الستة أيام سيناء وقطاع عزة والجولان والضفة الغربية .. خلال مدة سميت لاحقاً بها وهي ” حرب الستة ” .. ورغم الخسائر العربية الكبيرة ورغم إنعقاد قمة اللءات الثلاثة العربية … إلا أن تبعات هذه الحرب لا تزال ليومنا هذا …
كان الحديث قبل الخامس من حزيران عام 67 يعج بالتفاؤل عن عودة من تركوا أراضيهم وتحرير فلسطين خلال فترة قصيرة وذلك لأن القضية الفلسطينية في حينها كانت القضية الرئيسية والمحورية للعرب ….
اليوم يأتي هذا التاريخ وقد إنزلق العرب الى حال أكثر سوءاً … خريف عربي وإنقلابات وموت بالجملة وفوضى تعشعش في البلاد …. لا تكاد بلد عرب تخلو من حرب أهلية وإقليمية … وتحالفات عالمية وغيرها … وكلها لم تفضي لإي إتفاق أو تحقيق لأي أهداف تنموية أو فومية… فأصبحنا نحن أنفسنا من نفرض حصار على إخوة لنا غير مكترثين ما قد تسببه الخلافات السياسية على مصائر الشعوب ..
وحزيران هذا العام لن ننتظر فيه عيدنا فقط … بل ستكون الأمة بإنتظار عما يسمونه ” صفقة القرن” كمشروع تصفوي جديد … رغم أن ما يعول عليه دائماً هو الرهان على الشعوب التي لطالما تعتبر هط الدفاع عن الحقوق والثوابت..
وبدون الخوض بتفاصيل أكثر لهذا التاريخ فإن الأردن ليس بمنأى عن كل ما يحدث حوله في دول الجوار والأقليم
والأردنيون اليوم ينظرون بعين الريبة وعدم الرضا بعد زيارة كوشنر الأخيرة للأردن ورفع وتيرة الرفض لكل المساعي الرامية لتنفيذ صفقة القرن على حساب القضية الفلسطينية وعلى الاردن على حد سواء…
ويرى الكثيرون أن السير تجاه صفقة القرن بشقيها السياسي والاقتصادي “خطأ فادح”،وهو ما يتطلب من الدولة الأردنية أن تحسب خطواتها جيدا حتى لا تبتعد عن المسار الفلسطيني.غير إن الدول العربية التي كانت ولا زالت غير معنية بمستقبل القضية الفلسطينية لن تكون مهتمة بمستقبل الدولة الأردنية ومصالحها، بعد إعلان “صفقة القرن….
أما داخلياً فيأتي العيد على المواطن وسط ضغوطات إقتصادية جمة لا سيما مع نسبة بطالة مرتفعة وفي ظل بقاء اللجوء السوري في الاردن والمنافسة في سوق العمل رغم فتح المعابر مع سوريا …. ناهيك عن مصاريف المواطن الأردني خلال شهر رمضان الذي تحول من شهر عبادة الى شهر التزامات وولائم ومصاريف تثقل كاهل الجميع.
بكل الأحوال – ومن وجهة نظري الشخصية- لا يزال العيد يحمل معه فرحاً يشبه الذي كنا نشعر به صغاراً …. تكبيرات العيد … ملابس جديدة .. وأطفال يغمرهم الفرح ولا يعنيهم اي شئ مما قلته من بداية مقالي ….
كل عيد ونحن الى الأقصى أقرب