” المجد لأسيادي ” – هيثم العجلوني – فلوريدا
العالم الآن – حينما يبدأ الشعر الأبيض بالتساقط ، وكذلك الأصدقاء ، ويصبح لدى الحب حقيبةٌ حزينه وجواز سفر ، وتغدو المشافي احدى الامكنه التي من الممكن تمضية بعض الوقت فيها مرغماً ، ولكن الى حدّ ما آمناً ، وعندما يصبح الذي كان متاحاً بكثره من شباب وحب وفرح ، ذكريات كتلك التي نقرأها في الروايات ، تذكر بان كل شيء يتغير الاّ التغيّر نفسه ، مع عدم اغفال العصافير والفراشات ،، يزعم اتباع او أشباه داروين ان سبب وجودنا في الحياة هو ممارسة الحياة والتناسل ، اما اتباع الديانات فهم متفقون نظريّاً على الاقل ان السبب هو عمل الخير وعبادة الخالق !! ونظرياً لا تكفي !! سأل أحد القساوسة يوماُ رواد كنيسته ؛ من منكم يريد الذهاب إلى الجنة؟! فوقف الجميع إلا رجلاً واحداً، وبعد ذلك عاد وسأل ؛ من منكم يريد الذهاب إلى جهنم؟ فلم ينهض أحد ، فقال القسيس الحائر للرجل الذي لم يقف في الحالتين ؛ عجباً ، إلى أين انت تريد الذهاب يا بني ؟! فأجاب ، ولماذا بالضرورة عليّ الذهاب ؟ اريد البقاء هنا في المضمون لعلُي افعل شيئاً يبرر وجودي !! ( المجد لأسيادي ) ، ليست هذه جمله قصيره قالها عبدٌ قي حضرة سيده ، بل هي عنوان لمذكّرات ” ريجيس دوبريه” ولمن لا يعرف هذ المُمجّد ، فهو ممن تأثرت بهم في شبابي ، وقد كان يوصف بالمفكر وبالفيلسوف وبالديبلوماسي الماكر وطبعاً بالثوري ، وربما كان على نحو ما ، الاربعة معاً ، وقد تذكرته اول امس حينما تطلب وضعي الصحي على خلفية حادث ، وحدتين اثنتين من الدم ، المجد لمن تبرّع بهما ، فمن مثلي لا يتساءل لمن كان المجد ، اسود ، ابيض ، رجل ، امرأه ، بوذي ، يهودي ، مسيحي ، لاتيني ، افريقي ، ، ام مسلم ، الخ … لا اعلم ، لست ادري ، ولن اعرف اكثر من انه كان إنساناً عظيماً داخل كائن بشري ، لم يأبه هو او هي حينما تبرّع في عروق من سيجري دمه ، ولربما كان ذلك هو الرجل الذي لم يقف في الحالتين ، واكتفى بعدئذٍ ان يبتسم كقطّ من ديزني لا يريد الذهاب , وبدى فخوراً بانه يتربًع بإنسانيته على سطح العالم،،، الم ينقذ حياة او اكثر في عالم يكثر فيه اليوم القتل وتنتشر فيه الكراهية والحقد ، لعله يستحق اكثر من جنُه ، اما بالنسبة لي با ساده فقد استوطن جلالة المتبرًع هذا ضميري ، ودخل مذكراتي باستحقاق , مع وسام بحجم حياتي تحت فصل ” المجد لأسيادي ” …….🦅🌴،