الفلافل… البرغر النباتي الشرقي

0 276

العالم الآن – بعد التحذير من التوسع غير المحسوب في تخصيص الأراضي والموارد والمياه للأبقار من أجل تلبية الطلب المتزايد على اللحوم لتصنيع أقراص البرغر التي تسوقها مطاعم دولية، مثل سلسلتي «ماكدونالدز» و«برغر كنغ»، يعود العالم تدريجياً إلى الأصول، بإعادة اكتشاف البرغر النباتي، وتشجيع الإقبال عليه من أجل الحفاظ على الصحة، وعلى البيئة. وهناك عشرات الوصفات لمحتويات البرغر النباتي حول العالم، منها البرغر المكسيكي، وأنواع البرغر المختلفة المعتمدة على الحمص أو البطاطس أو الباذنجان أو الفطر، ومؤخراً أيضاً برغر الكيل.
لكن وصفات البرغر الحديثة تغفل البرغر النباتي الأصلي، وهو الفلافل التي تم ابتكارها عربياً في بلاد الشرق، ويحاول آخرون الاستيلاء عليها، كوجبة خاصة بهم ضمن جهودهم للاستيلاء على الهوية أيضاً. الفلافل يتم صنعها في بلاد الشام بالحمص الأخف وطأة في الهضم من الفلافل المصرية المصنوعة من الفول.
وما زالت الفلافل هي الوجبة الأساسية في كثير من الدول العربية، كما أنها أخذت في السنوات الأخيرة تنتشر فيما وراء حدود الشرق الأوسط إلى أوروبا وأميركا.
وفي مرحلة التحول من اللحوم إلى البرغر النباتي، يمكن للفلافل أن تلعب دوراً على المسرح العالمي، كطعام نباتي لذيذ الطعم يمكن أن يستصيغه المذاق الأجنبي، خصوصاً مع الإضافات الخاصة بها من سلطات ومقبلات.
وتختلف الفلافل عن أنواع البرغر النباتي الأخرى في أنها تحتفظ بمذاقها الخاص، ولا تحاول تقليد مذاق اللحوم. ولا تحتاج الفلافل سوى تبني مطاعم كبرى لها توفر لها التسويق والشهرة اللازمة عالمياً.
من ناحية أخرى، سوف يأتي قريباً الغزو المعاكس للبرغر النباتي الذي يكاد يماثل تماماً طعم اللحوم، لكي يباع في منافذ «برغر كينغ» و«ماكدونالدز» العربية. وهذا يعني أن بضاعتنا سوف ترد إلينا، بزعم أنها الخيار الصحي البعيد عن اللحوم ومخاطرها. ومن أجل فوائد البرغر النباتي الصحية سوف يباع بأسعار مماثلة للحوم توفر للشركات هوامش ربح أعلى، بينما يسعد المستهلك بأنه سوف يشتري صحته بالتحول إلى الخيار النباتي.
كلمة أخيرة من خبراء الصحة: التحول إلى البرغر النباتي يجب أن يكون ضمن منظومة غذاء صحية، بالاستغناء على البطاطس المقلية والمشروبات الغازية، واختيار السلطة الخضراء والعصير الطبيعي.
” الشرق الاوسط”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد