بعد سنوات من إعتقاله في طهران… نزار زكا في بيروت
العالم الآن -!انتهت قضية اللبناني نزار زكا بعد أكثر من ثلاث سنوات على توقيفه في طهران بوصوله بعد ظهر أمس برفقة مدير عام الأمن العام عباس إبراهيم إلى بيروت، حيث توجها مباشرة إلى لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون.
وبعدما كانت «وكالة فارس» ذكرت نقلا عن مصادر إيرانية قولها إن طهران ستفرج عنه بناء على طلب ووساطة أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله فحسب نافية حصول مفاوضات مع أي شخص أو دولة في قضيته، أكد إبراهيم بعد اللقاء أن «نزار زكا عاد إلى لبنان نتيجة رسالة من الرئيس عون إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني».
وفيما نفى ما نقلته «وكالة فارس» بالقول إن «هذا الموضوع لا أساس له من الصحة» أضاف: «الرئيس تمنى وأمين عام (حزب الله) السيد حسن نصر الله دعم هذا التمني، و(حزب الله) له دور، ولكن الأساس هو طلب الرئيس عون». ولفت إلى أن كلام المسؤولين الإيرانيين كان يقول إن رغبة الرئيس عون ستلبى خلال 48 ساعة، وسيتم إطلاق سراح نزار زكا بناء على طلبه.
وكشف إبراهيم أنه «تابع الموضوع بتفاصيله من مساء الاثنين، ونقل إلى الرئيس أنه «منذ لحظة وصوله إلى طهران كانت كل الأبواب مفتوحة تحت عنوان أنني مرسل من قبل رئيس الجمهورية، وإطلاق سراحه تم بناء لرغبته». وشدد «لا أنا ولا الرئيس ندخل في موضوع الصفقات وزكا يحمل الهوية اللبنانية، ويجب أن نستعيد أي مواطن يحمل الهوية اللبنانية، ولا أعتقد أن زكا وقع على أي شيء»، مشيرا إلى أن «موضوع اللبناني قاسم تاج الدين، هو في ضميري وأنا التقيته في سجنه في أميركا وهذا الموضوع ليس متروكا»، على غرار الموقوفين في الإمارات وفي قطر إضافة للمطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم وسمير كساب المخطوفين في سوريا».
من جهته، عبّر زكا عن شكره لرئيس الجمهورية ووزير الخارجية جبران باسيل على الجهود التي بذلت للإفراج عنه وقال في كلمة له: «أتوجه إليكم، للمرة الأولى، من بيت الشعب اللبناني تحت شمس الحرية التي اشتقت إليها. لقد أمضيت 3 سنوات في المعتقل وأنتم السند الحقيقي، ومنكم استمددت القدرة على المقاومة». وأضاف: «ما زلت قوميا صامدا، ورأسي مرفوع، فلم يتغير إلا في زيادة شراستي في حرية التعبير والوصول إلى الإنترنت».
ورفض تهمة العمالة التي كانت إيران قد وجهتها إليه قائلا: «قبل الاعتقال لم اتعد يوما على أحد، وأنا ما زلت كما كنت، فلا عمالة ولا عمولة. لن أخوض في تفاصيل الخطف والاعتقال والتهم الباطلة ومجرى المحاكمة الصورية»، مشددا على أن «المبادرة من أولها إلى آخرها ولدت في لبنان. واليوم، تنتهي في لبنان، فهي صناعة وطنية، وكانت نتائجها إيجابية».
وكان زكا الذي يحمل الجنسية الأميركية أيضاً، وبصفته الأمين العام «للمنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات» (اجمع)، اعتقل بعد انتهائه من المشاركة في مؤتمر حول الريادة في الأعمال وفرص العمل، في المؤتمر الدولي الثاني حول دور المرأة في التنمية المستدامة في سبتمبر (أيلول) 2015 وذلك بعد تلقيه دعوة رسمية من نائبة رئيس الجمهورية الإيرانية لشؤون المرأة والأسرة. وفي وقت لاحق أعلنت وسائل إعلام إيرانية أنه معتقل لدى «الحرس الثوري» الإيراني، لاتهامه بـ«إقامة علاقات مع الجيش وجهاز المخابرات الأميركيين»، قبل أن تصدر محكمة إيرانية حكماً بسجنه 10 سنوات، وغرامة قدرها 4.2 مليون دولار بجرم «التعامل مع دول معادية».
” الشرق الاوسط”