شد البطن… عملية تجميل ذات فوائد ومخاطر
العالم الآن – العملية الجراحية لشد جلد منطقة البطن Abdominoplasty هي أحد الإجراءات الجراحية التجميلية لإعطاء شكل ومظهر أفضل للبطن المترهلة. وتُصنّف هذه العملية الجراحية، التي تُسمى باللهجة الإنجليزية العامية «تومي تك» Tummy Tuck ضمن مجموعة العمليات الجراحية الكبرى، وتستغرق مدة قد تتراوح ما بين ساعة إلى خمس ساعات حسب حالة جدار البطن لدى المريض والعوامل التي تسببت بترهل وعدم تناسق شكل البطن عنده.
– شد البطن
وخلال هذه العملية يتم إجراء شد لغلاف منطقة البطن، بما يشمل إزالة الجلد الزائد والمترهل، وإزالة كتل طبقات الدهون المتراكمة في ثنايا وأجزاء غلاف طبقة البطن الجلدية وما تحتها، كما يتم شد الأنسجة الضامة والعضلات في غلاف البطن، وبعد ذلك يتم إعادة تغليف البطن بطبقة الجلد باستخدام طريقة أنيقة لتجعل شكل البطن أكثر جاذبية ورشاقة. أي أنها إجراء جراحي يُسطّح مظهر وشكل البطن حال وقوف الشخص.
ولا ينبغي الخلط بين عملية شد البطن وبين عملية شفط الدهون، التي هي الجراحة التجميلية المستخدمة لإزالة كتل رواسب الدهون عن جدار البطن الخارجي. هذا مع تذكر أن الطبيب الجراح قد يُضيف إلى خطوات العملية الجراحية لـ«شد البطن» عملاً آخر وهو إجراء «شفط الدهون»، وذلك كجزء إضافي لعملية شد البطن.
إن البطن المترهلة Flabby Abdomen حالة لا تنتج فقط عن زيادة تراكم الدهون في طبقات جدار غلاف البطن، بل وإضافة إلى ذلك يحصل ضعف في «مرونة» جلد غلاف البطن، وتحصل زيادة «مساحة» جلد غلاف البطن، ويحصل تمدد في حزمات «الأنسجة الضامة» الداخلية للبطن، التي تُسمى طبياً اللفافة البطنية Abdominal Fascia، وكذلك يحصل تدني متانة وتماسك كتلة وأوتار «عضلات البطن» التي تمتد من ضلوع الصدر إلى عظم العانة في الحوض.
وتماسك اللفافة البطنية وعضلات البطن هو ما يشكل حزاماً داخلياً لجدار البطن، وهو الحزام الذي يثبّت الأعضاء الداخلية في تجويف البطن بمكانها الطبيعي، وهو أيضاً الحزام المسؤول عن تحقيق شد البطن لحفظ مظهرها الأنيق والرشيق حال الوقوف. ولذا ترتفع احتمالات بروز البطن بعد حصول كل من: تمدد اللفافة البطنية أثناء الحمل أو بعد زيادة وزن الجسم، وضعف تماسك كتلة عضلات غلاف البطن.
– جراحة تجميل
ومن هنا تبدو فائدة عملية شد البطن في عملها الجراحي على تحقيق كل من: إزالة الزوائد الجلدية المرتخية والمترهلة، وإزالة الدهون المتراكمة ككتل منفصلة وخاصة حول أو تحت منطقة السرّة Bellybutton، وشدّ اللفافة البطنية والعضلات الضعيفة. هذا بالإضافة إلى مهارة الجراح في إزالة علامات التمدد الحملي Stretch Marks وإزالة الجلد الزائد في الجزء السفلي من جدار البطن الموجود تحت السرة. وإذا سبق للمرأة أن خضعت لجراحة عملية الولادة القيصرية، فربما قد يتمكن جراح التجميل من تلحيم ندبة الجراحة القيصرية في ندبة جراحة شد البطن.
ولأنها عملية جراحية «كبيرة» وعملية جراحية تجميلية «اختيارية»، فمن المهم للشخص الذي يود الخضوع لإجرائها أن يعرف عن تفاصيلها ومدى ملاءمتها لحالته الصحية العامة وشكل غلاف البطن لديه وأن يُحلل بدقة مدى احتياجه لها وجدواها له وأن يأخذ ما يحتاجه من الوقت للوصول إلى قرار نهائي حول إجرائها له.
وفي هذا الشأن، يفيد أطباء جراحة التجميل من كليفلاند كلينك: «يجب أن تكون عملية شد البطن الملاذ الأخير للأشخاص الذين استنفدوا جميع التدابير الأخرى، ويجب ألا يُستخدم هذا الإجراء الجراحي كبديل لعدم بذل الجهد في خفض وزن الجسم وتقليل حجم البطن. كما يجدر ملاحظة أن هذه العملية تتطلّب إحداث الجراح لعدد من الشقوق الجراحية في جلد جدار البطن، ما يترك في الغالب درجات متفاوتة من الندبات الجراحية، وهو الأمر الذي على المرأة أن تفكر في مدى تقبلها لوجوده على جلد بطنها.
إن عملية شد البطن مناسبة لكل من الرجال والنساء الذين يتمتعون بصحة عامة جيدة وبوزن ثابت وغير مدخنين. وقد تجد النساء اللاتي حصل لديهن تمدد وترهل في عضلات وجلد جدار البطن، بعد تكرار عمليات الحمل والولادة، أن عملية شد البطن مفيدة لهن. وإذا كانت المرأة لا تزال تخطط لإنجاب مزيد من الأطفال، فيجدر تأجيل الخضوع لعملية شد البطن حتى الفراغ من إنجاب الأطفال. والسبب أن أثناء تلك الجراحة، يتم شد عضلات البطن العمودية، وفي الحمل التالي بالمستقبل يمكن أن يحصل فصل لهذه العضلات نتيجة تعاظم حجم البطن بالحمل، ما قد يسبب فتقاً فيها وفي جدار البطن، الأمر الذي قد يعيد مشكلة عدم تناسق شكل البطن والذي قد يتطلّب الخضوع لعملية جراحية أخرى لإصلاح ذلك الفتق الجديد.
ويضيفون القول: «كما أنها عملية جراحية مفيدة للرجال أو النساء الذين كان لديهم سمنة مفرطة في مرحلة سابقة من حياتهم، ثم تخلصوا منها، وبقي لديهم ترهل فضفاض في جلد غلاف منطقة البطن، وهو ما يحتاج إلى إزالة بالعملية الجراحية إذْ لا وسيلة أخرى لإزالة ذلك الترهل بالحمية الغذائية. ولكن إذا كان لا يزال على المرء فقد مزيد من الوزن، فيجدر تأجيل الخضوع لهذه العملية الجراحية إلى حين الفراغ من إعادة وزن الجسم إلى المعدلات الطبيعية واستقرار وزن الجسم لفترة كافية مع العمل على عدم عودة السمنة مرة أخرى للجسم» .
– مخاطر محتملة
وعن المخاطر المحتملة لهذه العملية الجراحية الكبرى، يقول أطباء جراحة التجميل في مايو كلينك: «تشمل تلك المخاطر كلا من:
> تراكم السوائل تحت الجلد أو ما يُعرف بـ«التورم المصلي» Seroma: ومن الممكن أن تساعد أنابيب التصريف التي يتم تركها في موضعها بعد الجراحة في تقليل مخاطر الإصابة بالتورم المصلي. ربما يقوم الطبيب كذلك بإزالة السوائل بعد الجراحة باستخدام إبرة ومحقنة.
> صعوبة التئام الجروح: تلتئم المناطق الممتدة بطول خط الشق بصورة ضعيفة في بعض الأحيان أو تبدأ في الانفصال. وقد يتم تناول مضادات حيوية في أثناء الجراحة وبعدها للوقاية من الإصابة بالعدوى.
– التندّب: تتكون ندبة الشق الجراحي. وقد يختلف طول الندبة ومدى وضوحها من شخص إلى آخر.
> نخر الأنسجة Tissue Necrosis: في أثناء عملية شد منطقة البطن، قد تتلف الأنسجة الدهنية العميقة داخل الجلد في منطقة البطن أو تموت. ويزيد التدخين من مخاطر نخر الأنسجة. ووفقاً لحجم المنطقة، قد تلتئم الأنسجة تلقائياً في غضون أسابيع أو قد يلزم إجراء جراحي تهذيبي.
> تغيرات في الحسّ الجلدي: وفي أثناء إجراء عملية شد منطقة البطن، قد يؤثر تصحيح وضع أنسجة البطن على الأعصاب الحسية السطحية في منطقة البطن، وبصورة نادرة، في الجزء العلوي من الفخذين. من المحتمل أن تشعر بإحساس محدود بالخدر أو التنميل نوعاً ما. وعادة ما يتلاشى هذا في غضون أشهر عقب إجراء الشد.
– وكغيرها من أنواع الجراحات الكبرى، تنطوي جراحة شد البطن على مخاطر النزيف، والعدوى وتفاعل عكسي للتخدير».
– ندبات الجراحة
وحول ندبات جراحة شد البطن وتأثيرها على شكل سطح البطن، تفيد الجمعية الأميركية لجراحي التجميل American Society of Plastic Surgeons بأن ندبات عملية شد البطن قد تستغرق عدة أشهر إلى سنة حتى تستقر بشكلها النهائي، وعلى الرغم من النتائج الجيدة المتوقعة من إجراء هذه العملية، فإنه لا يوجد أي ضمان. وفي بعض الحالات، قد لا يكون من الممكن تحقيق النتائج المُثلى من خلال إجراء عملية جراحية واحدة، بل قد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية أخرى. ويُعد اتباع تعليمات الطبيب أمراً ضرورياً لنجاح الجراحة. ومن المهم ألا تتعرض الشقوق الجراحية لقوة مفرطة أو تورم أو كشط أو حركة شديدة، وذلك أثناء وقت نقاهة الشفاء بُعيد العملية الجراحية. وسوف يعطي الطبيب لمريضه تعليمات محددة حول كيفية الاعتناء بنفسه خلال تلك الفترة».
ويقول أطباء جراحة التجميل في كليفلاند كلينك: «بعد عملية شد البطن، من المهم جداً أن تتبع جميع تعليمات جراحك بشأن ارتداء أنواع الملابس والعناية بالضمادات على جروح البطن، وسوف يُعلّمك جراحك أيضاً عن أفضل وضع لنفسك أثناء الجلوس أو الاستلقاء للمساعدة في تخفيف الألم. وإذا كنت نشيطاً بدنياً بشكل استثنائي، فستضطر إلى الحد بشدة من التمارين الرياضية الشاقة لمدة تتراوح ما بين أربعة إلى ستة أسابيع. وسينصحك طبيبك بهذا الأمر وأنت تمر بعملية نقاهة الشفاء.
وعموماً، يحب معظم الناس المظهر الجديد للبطن لديهم بعد خضوعهم لعملية شد البطن. ومع ذلك، قد لا تشعر بحالتك الطبيعية المعتادة لعدة أشهر بعد الجراحة. ومن المهم جداً اتباع نظام غذائي مناسب وممارسة تمارين رياضية للحفاظ على مظهرك الجديد.
– 4 خطوات و3 أنواع لعمليات شد البطن
تفيد الجمعية الأميركية لجراحي التجميل بأن إجراء عملية شد البطن يتضمن الخطوات التالية:
> الخطوة الأولى هي التخدير، إذ تعطى الأدوية الملائمة لتحقيق الراحة أثناء العمليات الجراحية. وتشمل الخيارات تخديرا في الوريد والتخدير العام General Anesthesia. وسوف يوصي طبيبك بالخيار الأفضل بالنسبة لك.
> الخطوة الثانية هي الشق الجراحي. وتتطلب عملية شد البطن الكاملة شقاً ذا اتجاه أفقيHorizontally – Oriented Incision في المنطقة الواقعة بين العانة وسرّة البطن. وسيتم تحديد شكل وطول شق من خلال كمية الجلد الزائد الموجودة لدى كل مريض. وبمجرد رفع جلد البطن، يتم إصلاح عضلات البطن الضعيفة الأساسية. وقد يكون من الضروري إجراء شق ثانٍ حول السرة لإزالة الجلد الزائد في الجزء العلوي من البطن. ثم يتم إنشاء فتحة جديد لسُرّة البطن، ويتم خياطتها لتثبيتها في موضعها الجديد.
> الخطوة الثالثة هي إغلاق الشقوق الجراحية، وذلك عبر خيارات عدة، مثل عمل الغرز، أو بمواد لاصقة للجلد، أو الأشرطة اللاصقة أو مشابك إغلاق شقوق الجلد.
> الخطوة الرابعة هي النتائج، إذ سوف ينتج عن عملية شد البطن إنشاء محيط بطني أكثر ثباتاً ليتناسب مع حجم جسمك ووزنك».
وعن أنواع الخيارات الجراحية في عملية شد البطن، ثمة ثلاثة خيارات رئيسية، وهي:
> عملية شد كامل البطن Full Abdominoplasty. وهي العملية التقليدية لشد البطن، وفيها بالإضافة إلى الشق الجراحي في أسفل البطن، هناك شق جراحي آخر حول السرة. وتتم إزالة الجلد الزائد، وتشديد العضلات، كما يمكن إجراء شفط الدهون حول محيط البطن. وتفيد هذه الجراحة في إزالة الجلد الزائد الذي في المنطقة التي تعلو السرة والمنطقة التي تحتها وصولاً إلى منطقة العانة، وهو الجلد الزائد الذي تكوّن بسبب الحمل أو السمنة.
> العملية المصغرة لشد البطن Mini Abdominoplasty. ويتم فيها إجراء شق واحد بأسفل البطن. ومن خلال هذا الشق، يقوم الجراح بإزالة الجلد الزائد، وتشديد العضلات، وربما يستخدم شفط الدهون. وهو خيار علاجي مناسب لمنْ لديهم بروز وترهل جلد ما تحت السرة فقط.
> عملية شد البطن بإضافة شق جانبي Extended Lateral Tension Abdominoplasty. وهي عملية ملائمة إذا كان لدى المريض ترهل وجلد زائد على جانبي البطن في أعلى الوركين. وهنا يُفيد هذا الشق الجراحي الجانبي الإضافي لمعالجة هذه المشكلة، وخاصة لمعالجة حالات فائض الجلد على جانبي الخصر بعد فقدان الوزن بشكل ملحوظ أو الحمل.
” الشرق الاوسط”