يا صاحب المشورة – سهير جرادات – الأردن
العالم الآن – من يقف وراء كل هذه الأخطاء التي تقع في بلدنا سواء كانت مقصودة ، أو غير مقصودة ؟!..وماذا يراد منها ؟! .. وهل المطلوب ايصالنا إلى ما وصلنا إليه من “فوضى خلاقة”، أو اي حالة تنتج عنها ؟!!..
منذ عام ، وتحديدا في رمضان الماضي ، والأردن يعيش في دوامة ، وحالة تخبط غير مسبوقة رفضا للواقع ، ترافقها مطالبات شعبية بالتغيير الإيجابي والإصلاح السياسي والاقتصادي ، في محاولة لوقف الاحتقان الناتج عن غياب العدالة ، وتفشي الفساد وتسلط الفاسدين ، بطريقة استنزفت المواطن ، الذي خرج عن طوره ، ووجد في الشارع مكانا يعلن منه احتجاجه على الأوضاع التي وصلت اليها البلاد، وبهتافات غير مسبوقة ، أختُرقت فيها جميع السقوف .
هذه الاحتجاجات في كثير من الأحيان كان المحرك لها “جهات رسمية” مخول لها تحريك الشارع وتوجيهه ، لغايات تحقيق اهداف مخطط لها ، لايصال رسائل إلى جهات أو دول أخرى ، كما في الرسائل التي تم ايصالها إلى دول الخليج عن الوضع الاقتصادي المتردي الذي وصل اليه الأردن ،والتي من كان إجراء تعديلات على قانون الضريبة..الذي كان بمنزلة ” الفتيل ” الذي استخدم لاستثارة ثلاث دول خليجية ( الكويت، والسعودية، والإمارات )، التي سارعت بالدعوة الى عقد قمة مكة ، بعد اندلاع احتجاجات غاضبة في الشارع، طاب فيها السهر في العشر الأواخر من رمضان الماضي ، في ظل تعاون أمني رسم أرقى صور الديمقراطية .
نعم، حققت هذه الاحتجاجات ما يراد لها ، من عقد “قمة دعم الأردن “، حيث قدمت فيها مساعدات هزيلة ( ملياران ، ووديعة في البنك المركزي ، وضمانات للبنك الدولي ، ودعم سنوي لميزانية الحكومة لمدة خمس سنوات، وتمويل من صناديق التنمية لمشاريع إنمائية )؛ للتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية والاضطرابات التي عمت الشارع الأردني ، وليس تقديم حل جذري بالتسديد الكامل لديون الأردن ، إلى جانب التخلص من رئيس الحكومة الدكتور هاني الملقي ، الذي جيء به إرضاء لمصر ، وتم التخلي عنه إرضاء للسعودية .
كما أن هذه الجهات المأذون لها، كانت وراء تلك التعبيرات الغاضبة، التي هدفت الى ايصال رسالة إلى البنك الدولي ، والضغط عليه للقبول بالتعديلات البسيطة التي ادخلت على قانون الضريبة ، وقتها أعلن نائب رئيس الوزراء رجائي المعشر : أنه تم إرسال مقاطع فيديو ” المحافظات تطرد الحكومة “لصندوق النقد الدولي .
في أحيان أخرى فان الاحتجاجات كان بطلها ومحركها المواطن نفسه الرافض للظلم المتفشي والفساد ، وغياب العدالة ، وعدم تطبيق القوانين ، فخرج عن صمته ، وطرح مطالبه في ساحات الشوارع ، وسط هتافات غاضبة ، وشعارات غير مسبوقة مطالبا برحيل الحكومة وإجراء إصلاحات.
واليوم ، تشهد الساحة الداخلية نشرلمقاطع فيديو ، يتم الترويج لها من جهات مأذون لها ، ولغاية الآن لا نعلم ما الهدف أو الغاية منها ، على الرغم من أنه في كل مرة يتم فيها نشر مثل هذه المقاطع تثور ثائرة الشارع بين القبول أو الرفض ، وتشتعل مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية والتهجم ، وعلى الرغم من التأثير السلبي لهذه المقاطع ، الإ أنه يتم الاستمرار في انتاج مقاطع أخرى ، وعلى سرعة العجلة …
ماذا يراد من ورائها ؟! هل يراد إجراء قياس لحالة معينة.. أو تنفيس للشعب .. أو إيصال رسائل لإصحاب المقاطع .. أو إثارة البلبلة وتأزيم الوضع ؟! الى من يمتلك الإجابة أن يخبرنا، أو أن يتوقف عن انتهاج نهج لا يجدي نفعا ، وسلبياته أكثر من ايجابياته .