حديقة الحيوان في لندن تقيم حفلات ليلية وتثير القلق على راحة الحيوانات
العالم الآن – يزعم النقّاد أن إقامة سلسلة جديدة من النشاطات الترفيهية الليلية التي يتخللها شرب الكحول ومتابعة العروض الموسيقية الحيّة في حديقة الحيوان في لندن يمكن أن يخلّف “صدمة وضغطاً نفسياً” على الحيوانات.
وكان القائمون على حديقة الحيوان قد أحيوا إقامة الحفلات يوم الجمعة بعد أن ألغوا هذا التقليد في عام 2015 على إثر تقارير عن ثمالة الزوار وعن سكب أحدهم الجعة على نمر.
وستسمح النشاطات بحلتها الجديدة لحاملي البطاقات بتناول الكحول أثناء متابعتهم للعروض الكوميدية والعروض البهلوانية على مقربة من مساكن الحيوانات، الأمر الذي أثار المخاوف من تعرض الحيوانات للتوتر.
ويقول المنظمون إن “ليالي مدينة الحيوان” المزمع عقدها كل يوم جمعة خلال الشهرين الحالي والمقبل، ستستقطب فئات جديدة من الزوار وتقرّبهم من الحياة البرية وستتيح لهم الاستمتاع بالليالي التي يطول فيها ضوء النهار.
وسيخصص مقصف لبيع الكحول وتعزف فرقة موسيقية الألحان، فيما يسير مؤدو العروض في أرجاء المكان على سيقان بهلوانية خشبية وهم يرتدون الأزياء التنكرية، ويستطيع الزوار شراء التذاكر لقاء 19.95 جنيه استرليني للتذكرة الواحدة وتناول الطعام ومخالطة الموجودين.
ولكن معارضي النشاطات يزعمون بأنها قاسية واستغلالية وتقدّم الربح المادي على رفاه الحيوانات.
ويقولون إن التجربة قد أظهرت أن سكان حديقة الحيوان بدءاً بالأسود والنمور والزرافات ووصولاً إلى البطاريق وقردة الليمور، صارت متوترة وخائفة بسبب الحشود الصاخبة والمختلفة عن تلك التي اعتادتها، وبسبب أجواء الحفلات مع ما يصاحبها من ضجيج وازدحام.
ووقع أكثر من 138 ألف شخص على عريضة تطالب بإلغاء الفعاليات فيما حصدت عريضة أخرى ما يفوق 100 ألف توقيع. وطالبت إحدى العرائض على الأقل عمدة لندن صادق خان بالتدخل في الموضوع.
عام 2014، أثيرت بعض التخوفات من “ليالٍ في حديقة الحيوان” التي صُوّرت في الإعلانات على أنها “لقاء مع الحيوانات، ما بعد الحفلات”، حيث قيل إن بعض الزوار شربوا الكحول حتى الثمالة.
وبحسب الشهود، سكب أحد الرجال الجعة داخل قفص النمور فيما حاول آخر التسلق داخل بركة البطاريق. وقال بعضهم إن الفراشات قد سُحقت تحت الأقدام.
في العام الماضي، استبدلت حديقة الحيوان نشاطاً ليلياً في حديقة الحيوان بنشاط سفاري عند غروب الشمس. وكان دخول مملكة الغوريلا هذه المرة محظراً على الزوار، كما هي الحال هذه السنة، من أجل السماح لاثنين من أطفال الغوريلا بالنوم.
ونشرت شينا بليكني على صفحتها على فيسبوك “لم يكفكم وضع الحيوانات طوال حياتها في الأسر وتحويل حيواتها إلى استعراض خلال ساعات النهار، ففضّلتم الجشع والمنفعة المادية على راحتها خلال ساعات الليل أيضاً ليستطيع الناس الاحتفال مع الحيوانات. هذا أمر معيب يا حديقة لندن للحيوان. كيف تستفيد الحيوانات من هذا النشاط؟ هل من شأنه حماية أنواعها؟”.
وقالت إيلي بروكس “هل تتخيلون مدى فظاعة الموضوع على هذه الحيوانات التي تتعرض لصخب الموسيقى وثمالة الناس. مع أن هذه الحيوانات تعيش في الأسر (وهذه القسوة تكفيهم)، ولكنها إضافة إلى ذلك حيوانات برية ولم يتم ترويضها طوال مئات السنين مثلما حدث للكلاب والهررة، لذلك سيخيفها هذا الإزعاج بشكل خاص”.
وكتبت جوانا هاردمان إن “مسكن (الحيوانات) الدائم مفروض عليها وحياتها أسيرة ولكنكم ترغبون بالتمادي في إيذائها. لا تستطيعون الادّعاء بأنّ هذه النشاطات غير المسؤولة تقام لمصلحة “السكان” حين لا يستطيعون الهرب من السكارى وصخب الموسيقى والاستفزاز وغيرها من الحوادث الصادمة كالتي شهدناها في نشاطات سابقة”.
وصدر عن حديقة الحيوان في لندن، إنه يتم تفتيش الزوار للحؤول دون إدخالهم الكحول معهم. وأوضحت كبيرة إداريي الحديقة كاثرين إنغلند “إن بدر عن أي شخص تصرّف لا يعجبنا فسنتخذ الإجراء اللازم. ولكن من يأتون إلينا محبين للحيوانات، وليس الكحول موضوع هذه السهرات الرئيسي”.
مستوى الصوت المسموح به خلال النشاط يبلغ 70 ديسيبل أي ما يوازي مستوى الضجيج في شارع عادي.
وأضافت السيدة إنغلند أنه لا يسمح لمن يرتدون الأقنعة بالاقتراب من مساكن الحيوانات، وأنّ مواقيت نوم الحيوانات ثابتة على مدار العام، كما أنّ رفاهيتها تحل في المقام الأول.
وعبرت عن خيبتها من تصوير المنتقدين “غير الدقيق” للنشاطات التي “تفسح في المجال أمام محبي الحيوانات والمهتمين بالمحافظة عليها لقضاء أمسية ممتعة”.
© The Independent