هل أمريكا ظاهرة – هيثم العجلوني – فلوريدا
… ترفض طبيعة الحقائق أن تتغير ، ولكل حقيقه وجهان، ومن حقائق هذا العالم اليوم شيء إسمه أمريكا، افتراضاً ، نصف العالم يقول أنه لا يريدها والنصف الاخر يطالب بها، ولا هامش للحياد ازاءها، تستنكر الشعوب مغامراتها العسكريه ، ثم تنتقد تخاذلها في أمكنة عديدة ، واضح أن شعوب العالم تريد الرئيس الأمريكي أن يكون عضواً في كل جمعياتهم الخيريه وحركاتهم الإنسانية وأحزابهم السياسية ، يريدونه قلقاً على نوعية معيشتهم ، ومستوى عدالتهم وينفذ كل أجنداتهم ، دون الأخذ بالحسبان مصالح هذه الإمبراطورية نفسها ، أوروبا مثلاً تكنّ لأمريكيا مشاعر إزدراء وتعتبرها بلا عراقة ، ولكن لاتنسى أنها هي من أنقذتها في الحرب العالمية الثانية ، وان لولا تدخلها لكانت تلك المحرقة العالمية قائمة ليومنا هذا تُحصي عشرات الملايين من القتلى ، ولا تنسى ايضاً بانها منقذتها من الذبحات الإقتصادية !! ليست هنالك حقائق موحدة ومبسطة في الحياة ، ولا نعرف كل التفاصيل لماذا لا تزال روسيا غير الشيوعية أيضاً متخلفه الى هذا الحد عن أمريكيا ، ولكن لدينا تفسير لماذا لا تزال أمريكيا اقوى بكثير من أوروبا الموحدة ، وكلنا يتوقع ان تنافس الصين يوماً ليس ببعيد امريكيا في الحجم الاقتصادي ، لكن هل يمكن أن يأتي يوم غير بعيد لمجرد مجاراتها في الحجم الثقافي او الفني او الأدبي او العلمي خارج دائرة ( صنع في الصين )! يظل الرئيس الامريكي دون شعبيه عالميه ، وفي الداخل الامريكي ثمة من يحبه ومن يكرهه ومن لا مشاعر محدده حياله ، ولكنه لايزال الرجل الوحيد في العالم الذي بوسعه ان يغير اشياء كثيره في العالم بصرف النظر عن خلفيته ، ذلك أنه للتذكير يقود أكثر من دولة ، انها كيان بأربعة قوى ، كل قوه منفردة منها بوسعها تحريك جغرافيا او زلزلة إقتصاد ، او إعادة تدوير تاريخ ! تظل الحقائق عصيّة على التصديق ، امريكيا تقوم أحياناً بفعل مهما كان ، إيجابي ام سلبي ، وتترك العالم برمّته يجلس يَحلّل ويتحدث عنه وحسب !! خذوا هذه مثلاً ، نفذ الرئيس الأمريكي أمس قرار نقل سفارته الى القدس ، ضارباً بعرض جدران هيئة الامم المتحده كل قراراتها ، فهل سنسمع من بقية العالم غير الظاهره الصوتية المفعمة بعبارات النشاز ما غيرها ؟ تظل الحقيقة التي لا نطيق ، أمريكيا أكبر من دولة وأصغر من كوكب