سوق خضار البشير !: ياسر عزة- الأردن

0 291

العالم الآن -الى وزير الصحة ورئيس الوزراء أقول : لقد اسمعت اذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي .
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة هي تلك التي يشكوا منها أبناء الأردن سوء وإهمال واستهتار ذلك الصرح الحكومي الضخم المدعو بمستشفى البشير . ‘ ان صحت تسميته بالمستشفى طبعا ‘ وعلى الرغم من قناعتي الخاصة بان هذه الشكوى ستؤول مآل الاف من الشكاوى التي سبقتها من أبناء هذا الوطن الحبيب والذين يعانون الامرين من صرح من المفترض انه يمثل مؤسسات المملكة الأردنية الهاشمية ادامها الله .

خير تمثيل ‘ فكفاءة أجهزة الدولة تقاس بكفاءة مؤسساتها الحكومية لا الخاصة ‘ الا اني اثرت كتابة ما يغص في قلبي من ألم وأنا أرى احد مؤسسات وطني الأردن في هذه الحالة من الفوضى والاهمال وسوء الإدارة و اللا إنسانية لتعكس صورة لا ولن يقبلها كل اردني غيور على وطنه الأردن عن مؤسساته الحكومية التي تعد محل فخر واعتزاز . لقد تهيأ لي ولوهلة باني في سوق خضار شعبي يتبادل فيه الباعة الصيحات في محاولة لتدارك ضغط العمل وتعج طرقاته بالزبائن ما بين مشتك وباحث عن صاحب المحل الذي يريد منه شراء ما يحتاجه, ولا يدرك عامليه طبيعة المهام الموكلة اليهم مما جعل السوق يعج بالفوضى ويمتلئ بالمخلفات ليعلوا صوت من في السوق بين تبادل للاتهامات ومحاولة القاء اللوم على الاخر وشكوى بعض الزبائن وامتعاض بعضهم الاخر . ليبقى المتضرر الحقيقي هو ابن الأردن الذي لا يدرك ما الذي يدور من حوله , ومن هو المذنب الحقيقي؟ وما هو العمل للتخلص من هذه الورطة التي اوقعتهم فيها الحاجة وقلة الحيلة وولادتهم ضمن عائلات لا تحمل ارصدة بنكية تمكنهم من العلاج في المستشفيات الخاصة ؟. ولعل هذا الامر هو احد الأسباب التي تشعر المواطن الأردني بضرورة الهجرة الى الخارج , ليس بحثا عن المال طبعا بقدر ما هو بحث عن الكرامة وعن ابسط الحقوق للمواطن في بلده الا وهو احقيته في العلاج والحفاظ على حياته.

بعد هذه المقدمة الطويلة يسرني ان اشارككم معاناتي الخاصة والتي جعلتني اقدم على كتابه هذه المقالة:
منذ اللحظة الأولى التي قرر فيها الطبيب ادخال اخي لاجراء عملية اسنان.

اخي الذي يعاني من شلل دماغي والذي لا يملك القدرة على الحديث او التعبير باي صورة من الصور.
وانا اشعر بهوان النفس البشرية عند هؤلاء المدعوون بملائكة الرحمة . فهو لم يكلف نفسه عناء فحص الحالة, واكتفى بسؤالنا عما يشكو منه المريض والذي هو اخي طبعا . لعل وضع اخي لم يرق له او لعله شعر بالاشمئزاز من لعابه الذي يسيل رغما عنه لصعوبة عملية البلع لمن يعانون من هذه الامراض عادة.

يدرك هذا الامر من له قريب يعاني من هذه المشكله. لا ادري السبب الحقيقي وراء ذلك ولكنه لم يفحص فم اخي الا قبل العملية بخمس دقائق مع مراعاته عدم الاقتراب من المريض حيث تكفل ابي بفتح فم اخي لكي يقوم الطبيب بفحصه . وعلى الرغم من طيبة هذا الدكتور في التعامل واخلاقه العالية التي تتنافى مع ما شاهدته من التعامل مع الحالة والحق يقال طبعا . الى ان هذا الامر لم يكن مثار غضبي والدافع وراء ما اكتب الان .

ولأكمل لكم القصة فقد طلب منا احضار اخي للمستشفى في تمام الساعة السابعة والنصف صباحا وهذا ما حدث فعلا بعد ان نوقش وضعه وصعوبة منامه في المستشفى طبعا لطبيعة حالته . وكان قد طلب الينا إدخاله في حالة صيام تام منذ الساعة الثانية عشر صباحا أي قبل العملية بثمان ساعات تقريبا . بعد ان اخبرنا الطبيب انه يرغب باجراء العملية له قبل غيره لطبيعة حالته وكونها تحمل الأولوية . ولكن ومنذ ادخال اخي للمستشفى ولن اتحدث عن حال المستشفى ونظافته والتي لا اشكوها الا الى الله, وحتى الساعة الثانية عصرا لم يقم أي احد بفحص المريض ولا متابعة حالته وبرغم الأسالة المستمرة عن العملية وموعدها الذي تأخر الى ان العاملين كانوا يكتفون بالقول ‘ عندما يطلبهم قسم العمليات نخبركم ‘ ولعلمنا بالضغط الحاصل على مستشفياتنا الحكومية استطعنا المحافظة على هدوئنا وعدم ازعاج العاملين بالمستشفى كونهم وعند السؤال يشعرونك بثقلك وثقل سؤالك وكانك ضيف ثقيل الظل طرق باب منزلهم الخاص بعد منتصف الليل .

ولكن وعندما حانت لحظة الفرج وصاح العامل علينا لنقوم بإلباس أخي لباس العمليات ‘وبالفعل تم انزاله للعمليات’ , وبعد نقاشنا مع الطبيب تقرر الغاء العملية ! نعم كما أقول لكم الغيت العملية. فلقد سالت الدكتور سؤالا احترازيا لا اكثر بعد ما كنت خبرته من مرض ابي قبل سنتين عن حرارة المريض فلقد شعرت بان اخي يعاني من بعض الحرارة في جسده .

وبالطبع لطفل بعمر التاسعة عشر ! تكاد لا تفارقه رضاعته التي تحتوي على السوائل دائما وبعد ان قارب صيامه على الخمس عشرة ساعة بفعل التزام المستشفى بموعد العملية!! فارتفاع درجة حرارته لقلة المياه في جسده امر طبيعي.
قال لي:’ وهل يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة ؟! الم يأخذوا له قياسا للحراة ويقوموا بتهيئته للعملية ‘؟!!
اجبته بالنفي طبعا وبانه ومنذ دخوله لم يقربه احد بالمستشفى غيري وغير اخي الاخر بالطبع.
وعندها بدات الطامة الأولى , حيث بدا الدكتور بالشكوى من قسم المنامة التابع للقسم الذي ينام فيه من تقرر لهم عملية اسنان, وهذا القسم لا يتبع قسم الاسنان طبعا فقسم الاسنان لا يملك أماكن لمنامة المرضى ولا حتى للأطباء على حد قوله

وبان ممرضي قسم المنامة يعتبرونهم متطفلين عل قسمهم وان مرضاهم ليسوا تابعين لمرضى القسم . نعم يا اعزائي كما سمعتم متطفلين ! فالقسم قسمهم والمستشفى على ما يبدوا ملكهم الخاص وكما يقول المثل المصري ‘ شحاذ ويتشرط ‘ ففوق استضافة مرضى الاسنان نقوم بتجهيزهم للعمليات ؟! والحقيقة لا ادري ان لم اسال هذا السؤال الاحترازي فهل سيتدارك طبيب التخدير ذلك لوحده فلقد صرحت احدى الممرضات بانهم لا يقيسون درجة حرارة المريض قبل العملية.

بل يجب ان تكون لديهم القراءة في الملف !! ولو لم اسال لما استدعوا طبيب التخدير للحديث الينا ولما ادركوا ان الملف لا يحتوي على القراءة !!!!! مصيبة اليست كذلك ؟

المهم في الامر ان العملية قد الغيت ولكن القصة لم تنتهي ! .

مقالات ذات الصلة

اترك رد