“مشاجرة” تهّز منزل جونسون مع بدء المنافسة على رئاسة وزراء بريطانيا
العالم الآن – أفادت تقارير إعلامية السبت أن الشرطة تلقت بلاغًا بوقوع “مشاجرة” بين المرشح الأوفر حظًا لرئاسة وزراء بريطانيا بوريس جونسون وشريكته، بعد ساعات من انطلاق الحملة الانتخابية للفوز بأصوات أعضاء الحزب المحافظ في أنحاء البلاد.
وكشفت صحيفة “ذي غارديان” أنه تم إبلاغ الشرطة في وقت مبكر الجمعة بعدما أفاد أحد الجيران عن وقوع مشادة كلامية رافقتها صرخات وأصوات ارتطام.
وأوردت الصحيفة في وقت متأخر الجمعة أن كاري سيموندز، شريكة جونسون، سُمعت وهي تقول لرئيس بلدية لندن السابق “ارحل” و”أخرج من شقتي”.
وأكد أحد الجيران أنه سمع “صرختين قويتين جدا” و”إغلاق باب بعنف” أدى إلى اهتزاز المبنى.
وأوضح الناطق باسم شرطة لندن أن عناصرها توجهوا إلى المكان بعد تلقيهم اتصالاً بهذا الخصوص مؤكداً أن “جميع سكان الشقة بخير”.
ويعد جونسون المرشح الأوفر حظًا لالحاق هزيمة بمنافسه وزير الخارجية جيريمي هانت لكنه سيواجه أسئلة بشأن الحادثة السبت عندما يبدأ وهانت جولة في أنحاء البلاد للفوز بأصوات أعضاء الحزب المحافظ الذي سيبتّون امر اختيار رئيس الوزراء المقبل.
وسيكون على أي مرشح يفوز بزعامة الحزب المحافظ في الأسبوع الذي يبدأ في 22 تموز/يوليو (وبالتالي برئاسة الوزراء) أن يتعامل مع المهلة التي حددها الاتحاد الأوروبي لبريطانيا للخروج من التكتل في 31 تشرين الأول/أكتوبر.
ويرجح أن يتعهد المتنافسان خلال الحملة الانتخابية إخراج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي بدون تعريضها لأضرار، وهو أمر فشلت رئيسة الوزراء تيريزا ماي مراراً بتحقيقه.
لكن قد يتحول السباق في النهاية إلى منافسة لتحديد الأكثر شعبية بين جونسون — صاحب الجاذبية رغم كثرة زلّاته — وهانت الأكثر هدوءاً ودبلوماسية.
ونشرت معظم الصحف خبر “المشاجرة” على صفحاتها الأولى السبت. وبينما لا يزال كثيرون يراهنون على فوز جونسون إلا أن البعض حذروا من أن الحادثة قد تنعكس سلبًا عليه.
وقالت صحيفة “ذي تايمز” “امور كثيرة في الساعات الـ24 المقبلة تبقى رهنا بما اذا سيتم نشر التسجيل الصوتي الذي سجّله أحد الجيران”.
وأضافت “على أقل تقدير، سيضمن (ما حصل) أن سباقًا على الزعامة بدأ كأنّه إجراء رسمي سيتحول في الواقع إلى أمر يحمل عواقب أكبر”.
– قلق من فاراج –
وبعدما انتخب نواب الحزب المحافظ جونسون وهانت من أصل 13 مرشحًا في عدة جلسات تصويت، بات حاليًا على نحو 160 ألف عضو في الحزب في أنحاء البلاد انتخاب زعيم حزب يمين الوسط المقبل.
وأشار الكاتب في صحيفة “ذي تايمز” ماثيو باريس إلى أن هؤلاء يشملون أعضاء “تقليديين ريفيين” في الحزب والعمال الأفقر المناهضين لأوروبا والذي يتبنون مواقف أكثر شعبوية.
وسيكون على الفائز أن ينجح حيث فشلت ماي في إقناع البرلمان بتمرير اتفاقها الذي أبرمته مع الاتحاد الأوروبي، أو مواجهة احتمال الانسحاب بدون اتفاق، وهو أمر حذّر النواب من أنه قد يتسبب بانهيار الحكومة ويدفع نحو إجراء انتخابات عامة.
ومع تقدم حزب بريكست الجديد الذي أسسه نايجل فاراج المؤيّد بشدة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي في الاستطلاعات، ينظر إلى جونسون على أنه من الشخصيات القادرة على خوض المنافسة في معاقل الحزب المحافظ.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة “ذي ديلي تلغراف” التي يكتب جونسون عموداً فيها، أن ستة من عشرة من داعمي حزب بريكست سيدعمون المحافظين إذا تولّى جونسون السلطة.
وستجري مناظرة هي الأولى من 16 مواجهة بين هانت وجونسون في برمنغهام السبت، قبل ثلاثة أيام من حلول الذكرى السنوية الثالثة لاستفتاء بريكست. وتعد هذه المناظرات مناسبات صاخبة يجيب المرشحون خلالها على أسئلة الحضور.
– “يتهرّب” –
وسارع وزير الخارجية جيريمي هانت لمهاجمة منافسه متهمًا إياه بالتهرّب من خوض مناظرة تلفزيونية أمامه.
وكتب في “ديلي تلغراف” السبت “من المفترض أن تكون هذه أفضل لحظاته (…) لكن إذا كنت ستختبئ، فهذه ليست ديموقراطية”.
وأضاف “لا يمكن لأعضاء الحزب المحافظ الاختيار إلا إذا جرت مناظرة صحيحة ولا يمكن أن تتم هذه المناظرة إذا كان أحد المرشحَين يتهرّب من جميع الفرص”.
وتعهّد جونسون وهانت على السواء بالضغط على بروكسل لتحسين شروط اتفاق بريكست وإلا فسيتم الانسحاب بدون اتفاق. لكن لا يبدو أن القادة الأوروبيين مهتمون بإعادة التفاوض.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك “ربما تصبح عملية بريكست أكثر إثارة من قبل بسبب قرارات بعض الشخصيات في لندن، لكن لا شيء تغيّر في موقفنا”.
” أ ف ب “