باسم ياخور… ممنوع علينا التكلم في السياسة والدين والجنس

0 294

العالم الآن – أبدى الفنان باسم ياخور بعض التحفظات على مسلسل “الحرملك”، على الرغم من نجاحه الجماهيري الذي دفع البعض إلى تأكيد تفوقه على “الهيبة” و”باب الحارة”. ومع بدء التحضيرات لتصوير جزء ثانٍ من هذا العمل، بدت الصورة غير واضحة بالنسبة إلى مشاركته فيه، إذ قال ياخور “ليس واضحاً حتى الآن ما إذا كنت سأشارك في الجزء الثاني من “الحرملك” أم لا، ويجب أن أطلع على الورق أولاً، وأن أعرف كل الشروط الفنية والعملية من الشركة المنتجة”.

وعن رأيه بموضة تحويل الأعمال الدرامية الناجحة إلى إجزاء، قال “أنا لا أفضلها، ولكن في حال حصلت، لست ضدها إذا جرى تنفيذها كما يحصل على “نتفلكس” أو الـ “platformat ” أي إنتاج جزء أول من العمل مؤلف من 10 حلقات أو 12 حلقة وفي حال كان التفاعل معه كبيراً ومباشراً يمكن إنتاج جزء ثان، لأن التفاعل يكون حقيقياً، على عكس ما يحصل في محطات التلفزة، إذ تقوم شركات الإحصاء بالتلاعب بالأرقام لكي تُظهر أن أعمالها هي الأكثر متابعة. فكرة الأعمال المؤلفة من أجزاء ليست سيئة إذا جرى تنفيذها وفق آلية معينة وبطلب جماهيري”.

لكل تجربة خصوصيتها

وعما إذا كان موقفه هذا ينسحب على مسلسليّ “الهيبة” و”باب الحارة”، أوضح “لكل تجربة خصوصيتها، ولكن لا يجوز اجترار النجاح من دون الإضافة إليه. هناك فرق بين تقديم جزء رابع من المسلسل، والثناء على جزئه الأول وبين الثناء على الجزء الرابع نفسه، وبرأيي هذا الأمر لم يتحقق في أي من الأعمال ومن دون تسميات”.

وأكد ياخور أن الدراما السورية كانت رائدة في تقديم الدراما الجيدة التي تعتمد على البطولات المشتركة، وقال “كانت هناك تجارب جديدة تعتمد على الورق الجيد الذي لا يهدف إلى الإثارة فقط، بل تتناول مواضيع حقيقية، تعكس الواقع وحالة الشارع السوري بالدرجة الأولى والعربي بالدرجة الثانية. الدراما العربية اليوم، تتميز بمادة بصرية جميلة، ونحن نشاهد كاميرا مختلفة، كادرات غنية، وسرقة نظيفة من الأعمال الأجنبية التي تعرض على “نتفلكس” وهذا ليس خطأ، شرط إلا يجري الاهتمام بالشكل على حساب أداء الممثل والحبكة الدرامية ومنطق الأحداث”.

حلقة مفقودة في الدراما العربية

وتابع ياخور “ثمة حلقة مفقودة في الدراما العربية، وحتى الآن نحن لم نشاهد مسلسلاً قلّص الأخطاء إلى الحد الأدنى. صحيح أن الأخطاء موجودة في أي عمل فني، ولكن ما نشاهده اليوم، إما أعمالاً يتجه المخرج من خلالها نحو الشكل تماماً، أو أننا نشعر أن العمل كلاسيكي وقديم على الرغم من أداء الممثلين الجيد. ولم ينجح أي مخرج حتى الآن بتحقيق التوازن بين الحالتين، إلا إذا استثنينا تجربة رامي حنا الذي حقق الحد الأدنى منه عبر عملين، مسلسل “الكاتب” هذه السنة ومسلسل العام الماضي، لأنه يبحث دائماً عن أشكال وأدوات جديدة، وأنا أحب أسلوبه. يجب أن يكون هناك توازن بين المادتين البصرية والمادية والكونترول على الممثل”.

ياخور نفى أن تكون مشكلة الدراما العربية بمخرجيها فقط، وأضاف “هناك أيضاً مشكلة الورق، وحتى الآن لم يكتب العمل الذي لا نسجل عليه الحد الأدنى من الملاحظات سواء في منطِقِه، أو في صياغة أحداثه، أو تشويقه. برأيي، تكمن المشكلة الأساسية في السيناريو”.

وعن سبب مشاركته في دراما تعاني من مشكلتيّ الإخراج والورق، قال “التمثيل مهنتي، ولا يمكنني الانتظار إلى أن يصلني العمل المثالي، وخلال العمل يمكن أن يتحقق ما نصبو إليه ويمكن لا. لسنا آلهة نقرأ مستقبل النتائج، وأحياناً نشارك في عمل نظن أنه سيحقق نجاحاً باهراً فيمر مرور الكرام، وأحياناً أخرى يحصل العكس. وواجبنا هو العمل والاستمرار والمحاولة واستنباط أساليب جديدة”.

“الحرملك” و”حريم السلطان”

عما إذا كان يرى أن “الحرملك” لامس بفكرته مسلسل “حريم السلطان”، قال “هو محاولة لتناول مرحلة ما بشكل مختلف، ولكنه يعاني من الكثير من النواقص، “حريم السلطان” عمل جيد ومشوق فيه قصة وسيناريو، أما “الحرملك” فيعاني من مشاكل جدية في القصة والسيناريو وطريقة السرد ومعالجة الأحداث. وبرأيي حصل تغيير كبير في الورق واجتهاد زائد فيه، جرّده من الكثير من التشويق، وأتى على حساب الحدث الذي كان مكتوباً بطريقة أهم بكثير. وما حصل يتحمّل المخرج جزءاً منه، والجزء الآخر تتحمّله الجهة المنتجة، هم ارتأوا حذف خطوط وإضافة أخرى، لكي يصبح أكثر ضخامة، لكن النتائج جاءت عكسية”.

أنتقد نفسي قبل الآخرين

وكيف يعلق على الكلام الذي اعتبر أن “الحرملك” أزاح “الهيبة” و”باب الحارة”؟ يقول “أنا لا أتحدث عن جماهيرية العمل من عدمها. أنا أنتقد نفسي قبل الآخرين، و”الحرملك” عملي وأنا أتبناه حتى اللحظة الأخيرة، ولكن من وجهة نظري، هو يعاني من مشاكل حقيقة بسبب الاجتهادات غير المبررة والزائدة عن اللزوم في طريقة معالجة الورق، التي أفسدت جماليته مقارنة مع الطريقة التي كان مكتوباً فيها قبل إجراء التعديلات عليه”.

في المقابل، أشار ياخور إلى أنه لم يندم على هذه التجربة “هي كانت جيدة، استمتعت بها واشتغلتها بسرور وأضافت إلى تجربتي. حتى العمل الذي لا يحقق النجاح الذي نطمح إليه نكتسب منه خبرة. “الحرملك” نجح وحقق نسبة مشاهدة عالية في الدول العربية وعرضته محطة مهمة هي “أم بي سي”، ولكن أنا أتكلم عن كواليسه، وكان بالإمكان أن يحقق نتائج أفضل بكثير لولا “التخبيص” في الورق من قبل المخرج بالدرجة الأولى”.

أنا مقدم ولست معداً

وعن “مشاغباته” كمقدم التي تسببت بمشاكل بين الفنانين كما حصل مع أمل عرفة وشكران مرتجى وماغي بو غصن، قال “أنا مقدم ولست معداً، وكادر الإعداد هو الذي يضع الأسئلة. المشاكل تنبع من طريقة استقبال الشخص الآخر للفكرة. نحن لم نجرّح بأحد والكل يعبّر عن وجهة نظره وهي في معظمها فنية. إذا كان الفنان الذي نتحدث عنه لا يملك روحاً رياضية، فهذه مشكلته. من حق أي إنسان أن يعبر عن وجهة نظر في حدود الأدب والموضوعية، وفي حال تقبلها الشخص الآخر أو لا فهذه مشكلته”.

أضاف “شكران مرتجى لم تجب على السؤال، بل تهرّبت من الإجابة منعاً لحصول إحراج مع صديقتيها، وهذا الأمر لا يدينها ولا يحق لأي أحد أن يضعها في خانة الإدانة. هي كانت لبقة، ودودة ومحبة. معظم الضيوف يتهرب بشكل لبق وجميل، ونحن عندما نقيّم حالة فنية أو مادة ما، من حق أي شخص أن يعبر عن وجهة نظره فيها. ممنوع علينا التكلم في السياسة والدين والجنس، فليتركوا لنا فرصة التحدث في الفن”.

وعن موقفه من رد نسرين طافش عليه لأنه قال إنها تبالغ في عمليات التجميل التي غيرت ملامحها، أجاب “أنا لم أسمع ردها ولا أريد أن أتحدث في الموضوع. يومها أنا سئلت عن ظاهرة عامة، وتحدثت عنها كمثال ضمنها، وعبرت عن وجهة نظري بمنتهى اللباقة ومدحتها كما مدحت شكلها، وأتمنى أن يكون ردها لطيفاً.

الحرية متروكة لإبني

وعما إذا كان يشجع ابنه على العمل في الفن، أجاب “الحرية متروكة لمخيلته وروحه. إبني عمره 10 سنوات، وهو قد يكون فناناً في المهنة أو في مجال فني آخر، وقد يكون عازفاً مهماً أو رياضياً مهماً أو عالماً أو أديباً. هذا الجيل يختلف تماماً عن جيلنا. أنا تلقيت تعليمي في مدارس بدائية جداً، وأعتبر أن تحقيقي لشيء ما اليوم هو أمر عظيم، أما إبني فهو يتلقى تعليمه في مدرسة بريطانية تبنيه بشكل مختلف، ولذلك لا يمكنني أن أوجهه إلى جهة معينة، بل أترك له حرية اختيار المجال الذي يشعر أنه ينجذب إليه وقد يكون مصيرياً بالنسبة إليه، وما عليّ سوى مساندته وتقديم الدعم له”.

ياخور أشار إلى أنه مرتبط خلال الفترة المقبلة بتصوير “ببساطة” وهو عبارة عن اسكتشات كوميدية من 150 حلقة، ومن بعدها سيحدد موقفه من المشاركة في مسلسلين ضخمين لرمضان 2020، أما قرار المشاركة في “الحرملك” فهو مرتبط بموقف الشركة المنتجة له.
” اندبندنت”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد