قمة العشرين في اليابان مع تصعيد ترامب هجماته على كل الجبهات
العالم الآن – حتى قبل أن تبدأ قمة مجموعة العشرين أعمالها، وجه دونالد ترامب سهامه إلى المشاركين، من حلفاء وخصوم سيلتقيهم في القمة التي تستضيفها أوساكا اليابانية ويتوقع أن تطغى عليها الانقسامات.
هبطت طائرة الرئيس الأميركي في أوساكا الساحلية حيث يجتمع الجمعة والسبت قادة الدول العشرين الأقوى في العالم، في لقاء قد يكون الأهم منذ أول اجتماع للمجموعة في خريف عام 2008، في خضم الأزمة المالية العالمية.
فالرئيس الأميركي الذي يملأه الحماس منذ بدء حملته للانتخابات الرئاسية لعام 2020، وجه انتقادات حادة إلى اليابان وألمانيا والهند، ناهيك عن الصين. وهي الدول التي سيجتمع مع قادتها على انفراد في أوساكا.
ومن بين كل اللقاءات الثنائية، سيكون لقاؤه السبت مع نظيره الصيني شي جينبينغ عبارة عن قمة داخل القمة. إذ تدور مواجهة بين بكين وواشنطن من أجل ضمان الهيمنة الاقتصادية والتكنولوجية في العالم.
ووصل شي بدوره الخميس إلى أوساكا.
وتهدد الولايات المتحدة بزيادة الرسوم الجمركية على جميع وارداتها من الصين في إجراء عقابي يهدد النمو العالمي البطيء بالفعل.
وقال دونالد ترامب في مقابلة الاربعاء مع فوكس بزنس نيوز “الاقتصاد الصيني ينهار ويريدون اتفاقا”، مع العلم بأنه لا توجد إشارات الى انهيار الإقتصاد الصيني.
وقال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية غاو فنغ الخميس “نرفض تكتيك المضايقة التجارية بواسطة الرسوم الجمركية المطبقة من جانب واحد”. وعلى الرغم من هذه التصريحات والردود غير الودية، يتوقع غالبية الخبراء أن يتوصل الطرفان إلى هدنة في أوساكا.
– اتفاق مصغر-
يرى ديفيد دولار من مركز “بروكينغز إنستيتيوشن” للدراسات أنه من الممكن التوصل إلى “اتفاق مصغر” تتريث بموجبه الولايات المتحدة في فرض رسوم جمركية جديدة، وتقدم ربما بعض التنازلات بشأن شركة “هواوي” الصينية للاتصالات التي تشن عليها واشنطن حملة ضارية، مقابل استئناف بكين شراء منتجات مزارعين أميركيين كبادرة حسن نية.
لكن الخبير حذر بأن الحرب التجارية ستشهد هدنة لبضعة أشهر “قد تنتهي بخيبة أمل إذ يبدو التباعد كبيرا بين الطرفين”.
من جهة ثانية هاجم الرئيس الأميركي بشكل منهجي حلفاء بلاده التقليديين في الساعات الأخيرة. فسخر على سبيل المثال من اعتماد اليابان على الولايات المتحدة في قضايا الدفاع. وقال ترامب إن واشنطن لن تتردد في خوض الحرب من أجل حليفتها، لكن إذا تعرضت الولايات المتحدة لهجوم، فإن اليابانيين ببساطة سيكتفون “بمتابعة ما يجري عبر تلفزيونهم من ماركة سوني”.
وندد في طائرته الرئاسية “إير فورس وان” بالرسوم الجمركية “غير المقبولة” التي تفرضها الهند على بضائع أميركية، موجها بذلك تحذيرا إلى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. وقال فاسوكي شاستري من مركز تشاتهام هاوس للدراسات، إن الولايات المتحدة تخوض “حربا تجارية خفيفة” مع الهند.
وقال الخبير إن الشريكين معرضان للخسارة جراء ذلك؛ الهند لأنها تخاطر بتحمل “العواقب الاقتصادية السلبية”، والولايات المتحدة لأن هذه التوترات “تقوض رغبتها في جعل الهند قوة استراتيجية وازنة” أمام الصين.
– تحذير جديد لإيران –
والرئيس الوحيد الذي لم يستهدفه ترامب حتى الآن بأي تغريدة غاضبة أو تصريح شديد اللهجة هو الروسي فلاديمير بوتين الذي سيلتقيه أيضا في أوساكا، علما أن البلدين يختلفان في المواقف بشأن الأزمة مع إيران.
ووسط التوتر المتصاعد مع إيران، وجه ترامب تحذيرا جديدا لطهران التي تفرض عليها واشنطن عقوبات لاتهامها بمواصلة السعي لحيازة السلاح النووي وبالتدخل في النزاعات في الشرق الأوسط.
وتحدث عن احتمال قيام حرب “لن تطول كثيرا” مع إيران، فيما تسعى روسيا والصين والأوروبيون إلى تهدئة الأوضاع.
وفي هذه الأجواء المشحونة، ستجهد اليابان لحمل جميع الأطراف على التوقيع على البيان الختامي.
وأقر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك خلال لقائه رئيس الوزراء شينزو آبي، وفق مصدر في الحكومة اليابانية، بأن المهمة تبدو “صعبة”، خاصة في ما يتعلق بقضية المناخ.
ولطالما شكلت كتابة البيان النهائي لمجموعة العشرين معضلة للدبلوماسيين الذين يتفاوضون على أدق تفاصيله. وتكمن أهمية البيان في الرسالة الدبلوماسية التي يوجهها، وهو يدافع تقليديا عن التبادل الحر وعن خفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
لكن المهمة تبدو مستحيلة اليوم مع إدارة ترامب الذي جعل من الموضوعين خطين أحمرين وبات ينتهج الحمائية وأخرج بلاده من اتفاق باريس حول المناخ.
وأصدر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحذيرا قبل انطلاق أعمال القمة، فأعلن خلال زيارة رسمية لليابان بأنه “إذا لم نستطع، من أجل التوصل إلى اتفاق في قاعة تضم العشرين، الدفاع عن الطموح المناخي، فسيتم ذلك بدون فرنسا، بكل بساطة”.
” أ ف ب “