ورشة “جس النبض” في المنامة- أيمن الخطيب – الأردن
العالم الآن – وضعت ورشة المنامة أوزارها ليلة أمس وفي حين غاب الفلسطينيون الطرف المعني في هذا الشأن،
فإن مخرجات المؤتمر الاقتصادي لخطة السلام التي تطرحها الولايات المتحدة بدت ضعيفة وغامضة ومجرد نتائج عبثية في فضاء المسرح السياسي الاقتصادي
وهو ما عاكس تماما التهويل والترويج الإعلامي لهذه الورشة وجانب توقعات التحرك المكوكي الذي خاضه
-كوشنر- رجل الأعمال والمسؤول الأول عن بضاعته في المنطقة.
بداية
لماذا المنامة؟
قبل الخوض في تفاصيل مخرجات ورشة المنامة
علينا أن نتوقف على سؤال مهم لماذا المنامة ؟
ليس صدفة أن يكون مؤتمر تصفية فلسطين يقع على أرض أصغر دولة خليجية ” البحرين ”
هذه المقاربة بين اكبر قضية شهدها التاريخ وبين أصغر دولة في الوزن الجغرافي والسياسي والتاريخي تنضوي على مسار العقل التاريخي لدول الربع الخالي،
وهو مسار حمل عقل ثأري ضد دول بلاد الشام
الرمل ضد الحضارة/ الصحراء في مواجهة المدينة.
لذلك كان اختيار المنامة في جانب منه هو تسخيف فلسطين وقضيتها في جغرافية صغيرة مثل البحرين
ومن جانب آخر ابراز هيمنة البيت الخليجي على الإقليم وقضاياه – معركة صناعة القرار الإقليمي بين مدن الملح وبين الدول الوطنية-.
عودة إلى ورشة المنامة،
الحسبة الاقتصادية التي طرحها كوشنر في المنامة عكست ضحالة هذا الرجل في التاريخ والسياسة والأهم انها عكست ضحالته في فهم الوعي الجمعي العربي وذاكرته الشعبية التي تزال تحتفظ بعدائها ومقاومتها للكيان الصهيوني- مهما عمل فريق التطبيع العربي – عبر كل أدواته في النيل من هذا الموقف والترويج لضده.
يطرح كوشنر 50 مليار دولارا اعتبرها لتحسين أوضاع الفلسطينيين وتوفير مليون فرصة عمل عبر مشاريع تنموية ضخمة مقسمة على اطار زمني مدته 10 سنوات .
الورشة التي حملت في جنباتها حلول اقتصادية لم تتطرق ابدا الى الجانب السياسي والتاريخي للقضية الفلسطينية وهو ما رفضته السلطة الوطنية الفلسطينية التي قاطعت المؤتمر؛
ذلك أن مؤتمراً يحاول ان يظهر أن المشكلة الفلسطينية بأنها محض اقتصادية ويغيب عن قصد الجوانب السياسية والتاريخية والحقوقية للشعب الفلسطيني
يعّد محاولة التمويه والتلاعب بل مشروعا يفضي في جملة ما يفضي إلى نقل القضية الفلسطينية من قضية تحرر وطني الى قضية حقوق إقتصادية منقوصة
ونقل الصراع العربي الإسرائيلي القائم على اساس هوية ووجود الى صراع على أساس تحسين مستوى المعيشة والخدمات.
المؤتمر في حساب التحليل السياسي فشل
مما يعني أن صاحب البضاعة – كوشنر – ومعه محور اسرائيل في المنطقة – الرياض ابو ظبي القاهرة – فشلوا جميعا في ترتيب أوراق المنطقة وترتيب مراكز القوى في الاقليم على حساب قضية فلسطين .
الا أن هذا الفشل لا يعني بالضرورة أن مساعي هذا الفريق قد توقفت .
باعتقادي أن مؤتمر البحرين كانت بمثابة جس نبض محيط فلسطين وقياس مدى استجابة ورفض الشارعين العربي الرسمي والشعبي لمثل تلك المشاريع والمقترحات
مما يعني أن هناك ورش عمل اقتصادية قادمة وهو ما يدفعنا أن نعود الى المناخ الاقليمي الذي رافق توقيع اتفاقيتي أوسلو و وادي عربة حين جرى ما يقارب 5 ورش اقتصادية حملت نفس الصيغة والأهداف ولم يتحقق أي واحد منها بل على العكس فإن تلك المؤتمرات أدخلت طرفيها الفلسطيني والاردني في انتحار سياسي مجاني وثبتت هيمنة العدو على أراضيها.
…
أيمن الخطيب.