صحف عربية: صعود الصين يشكل صداعا استراتيجيا لترامب
العالم الآن – علقت صحف عربية على قمة مجموعة العشرين، التي اختتمت أعمالها اليوم في مدينة أوساكا اليابانية.
ويؤكد كُتّاب أن الخلاف التجاري بين أمريكا والصين هو الموضوع الأهم في القمة، إضافة إلى موضوع إيران ودعوة الولايات المتحدة دول العالم إلى حماية مصالحها، وحماية تدفقات النفط القادمة من منطقة الخليج.
“المواجهة الصينية الأمريكية”
تقول صحيفة “العرب” اللندنية إن الخلاف التجاري بين واشنطن وبكين كان هو الموضوع الأهم، في محادثات قمة العشرين، “خصوصاً لأن تداعيات هذا الخلاف لا بد من أن تطال اقتصادات العالم أجمع”.
وتضيف أنه فضلا عن الملف التجاري مع الصين، “هناك العديد من الملفات الخلافية، بين واشنطن وشركائها في مجموعة العشرين، فالعقوبات الأمريكية الجديدة على إيران تثير غضب موسكو، والعلاقات بين الرئيس الأمريكي والاتحاد الأوروبي ليست على ما يرام، والخلافات مع واشنطن حول الاحتباس الحراري لا تزال قائمة، خصوصا مع فرنسا، إضافة إلى كيفية معالجة أزمة كوريا الشمالية”.
وبالمثل، يصف عبد الباري عطوان، رئيس تحرير جريدة “رأي اليوم” الإلكترونية اللندنية، الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين بـ “المواجهة”، وأن لقاء ترامب بالزعيم الصيني هو الأهم في هذه القمة.
ويرى عطوان أن قمة أوساكا “تعتبر الأهم، منذ تأسيس هذه المجموعة عام 2008”.
ويضيف الكاتب أن “استراتيجية ترامب المحورية في هذه القمة محاولة إبعاد روسيا عن الصين، وتشكيلها تحالفاً دولياً ضد إيران، ولكن الخطر الأكبر الذي يشكل صداعاً استراتيجياً، له ولبلاده على المديين القصير والمتوسط، هو صعود الصين كقوة اقتصادية وعسكرية، تهدد بإسقاط الولايات المتحدة من عرشها كالقوة الأعظم في الوقت الراهن”.
أمريكا وإيران
ويقول طوني فرنسيس، في “الحياة” اللندنية، إنه إذا كان الخلاف التجاري الصيني – الأمريكي حاضراً بقوة في القمة، وإذا كانت هذه القضية “قابلة للأخذ والرد والتفاوض، فإن قضية أمريكا – إيران لا تبدو كذلك”.
ويؤكد أنه “ليس مطروحاً أن تتراجع الولايات المتحدة عن مطلبيها: منع امتلاك إيران السلاح النووي، ووقف تمويلها الإرهاب وتنظيماته، كما أنه ليس وارداً أن تقبل إيران التفاوض مع أمريكا، في ظل العقوبات والحصار”.
ويقول: “لقد باتت المسألة عالمية بامتياز، والرئيس ترامب يريد من العالم وقواه الكبرى المستوردة للنفط أن تحمي واراداتها من الخليج العربي، كما أنه يضغط لوقف التدخلات الإيرانية في المنطقة، خصوصاً في سوريا والبحرين والعراق، ومنع طهران من مواصلة تمويل ‘حزب الله’ في لبنان”.
ويضيف: “علينا أن ننتظر ما بعد أوساكا على جبهات عدة، قد تكون أبرزها جبهات منطقة الشرق الأوسط، وفي ذلك قد يتساوى حدث حرب تموز 2006، الذي صادف “قمة بيتربورغ” مع حدث مماثل وعلى نطاق أوسع، يواكب قمة أوساكا أو يليها”.
المشاركة السعودية
وتشير جريدة “الرياض” السعودية إلى أن “أجواءً من التفاؤل، بصورة أكثر مما كان متوقعاً، عمت المشهد العام لقمة مجموعة العشرين، التي تختتم أعمالها في مدينة أوساكا اليابانية اليوم، رغم الملفات الشائكة المتعددة”.
وترى أن حضور السعودية برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان كان “لافتاً”، وأن اللقاءات التي عقدها “تدل على أن المملكة دولة فاعلة، مؤثرة في الاقتصاد العالمي، ودائماً ما يكون تأثيرها إيجابياً”.
وتقول: “فالمملكة هي رمانة الميزان، التي تحفظ توازن سوق الطاقة الدولي، عبر سياساتها المتزنة التي تراعي مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء، مما يساعد على نمو الاقتصاد العالمي، وازدهاره واستمرار دوران عجلته، وهو دور محوري في الاقتصاد العالمي لا يمكن إلا الإشادة به”.
ويقول إميل أمين، في “الشرق الأوسط” اللندنية، إن “الوفد السعودي ينظر إلى قمة أوساكا بوصفها فرصة جيدة، لتعزيز ثوابت 2030، بمعنى التطلع إلى الاندماج في العالم الرقمي، والتبادل المعلوماتي، وهما سلعتا الغد وعليهما تقوم الاقتصادات الجديدة، اقتصادات المعرفة والابتكار، المغايرة لفكر الاقتصاد الريعي، وهو ما يشدد عليه الأمير محمد بن سلمان في قراءاته وتوجهاته كافة”.
ويضيف: “المملكة بمشاركتها هذا العام، تتحدث بلسان الشرق الأوسط كله وليس السعودية فقط، وتسعى إلى نماء المنطقة وازدهارها، رغبة في الحياة، وعلى العكس من الساعين في دروب الموت”.
” BBC “