الكويت تنتظر نتائج التحقيق في “رفات” الغزو العراقي
العالم الآن – تنتظر الكويت نتائج التحقيقات الفنية والطبية لبيان هوية الرفات التي أعلن العثور عليها جنوبي العراق قبل أيام.
وأعرب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد، عن أمله في أن تعود الرفات البشرية التي تم العثور عليها إلى مواطنين كويتيين.
وقال في كلمة له خلال استقباله ممثلين عن الدول الأعضاء في مجلس الأمن: “نتطلع إلى المزيد من هذه الأنباء والتطورات الإيجابية لتحقيق تقدم ملموس على أرض الواقع لإنهاء معاناة ذوي المفقودين التي دامت أكثر من 28 عاما”.
وكانت اللجنة الثلاثية التابعة للصليب الأحمر أعلنت العثور على رفات يعتقد أنها تعود لأسرى كويتيين في محافظة المثنى جنوبي العراق، كانوا قد فُقدوا خلال الغزو العراقي للكويت مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وأفاد رئيس جمعية المرتهنين والأسرى الكويتيين، والناطق الرسمي باسم فريق البحث عن الأسرى الكويتيين فايز العنزي لـ”إندبندنت عربية”، “بأنه لا جديد بشأن هوية الرفات التي تم العثور عليها، فالجميع بانتظار النتائج”، وأشار الى “أن عدد المفقودين خلال الغزو العراقي 605 أسرى ومفقودين، وعدد الذين تم إعلان العثور على رفاتهم بلغ حتى الآن 236 مفقودا، بينما العدد المتبقي الذي لم يحدد موقفه بعد هو 369 مفقودا”.
ولفت إلى “أن العثور على رفات الأسرى الكويتيين اقتصر بحكم التجربة السابقة على أربع مقابر جماعية تقع في محافظات ومدن عراقية مختلفة، هي: السماوة والرمادي وكربلاء والعمارة”، معتبرا ذلك “محاولة من قِبل نظام صدام حسين لإخفاء جريمته”.
وأوضح “أن جميع أسباب الوفاة تُظهِر أن السبب الرئيسي للموت نتيجة الإعدام بطلقة في الرأس”.
وذكر العنزي “أن عملية العثور على الرفات ليست بالسهلة، فهي تخضع إلى أمور فنية تتعامل معها الفرق المختصة، منها أرضية الموقع وحجم وبقايا الرفات الذي يتم العثور عليه”. وأعرب العنزي عن “ثقته بالدور الذي تلعبه وزارة الخارجية في هذا الشأن، متمنيا إغلاق هذا الملف قريبا”.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أعلنت قبل نحو عشرة أيام، اكتشاف رفات مفقودين كويتيين في محافظة المثنى جنوبي العراق، فُقدوا خلال حرب الخليج في تسعينيات القرن الماضي.
وقالت اللجنة في بيان لها إن “الاكتشاف الذي تم أخيراً لرفات عدد من الأشخاص في المثنى جنوبي العراق، ممن يظن أنهم فقدوا جراء النزاع، يمنح الأمل بإعطاء بعض الأجوبة”.
وأوضحت أنه تم “العثور على الرفات، التي يظن بأنها تعود لمواطنين كويتيين من المدنيين وأسرى الحرب، في موقعي دفن، بفضل الجهود المشتركة التي بذلتها السلطات العراقية والكويتية، وخبراؤنا”.
وأضافت اللجنة أن “الرفات استُخرجت بشكل كامل، وأُودعت لدى دائرة الطب العدلي في بغداد، لغرض استخراج الخريطة الجينية (DNA، لمطابقتها لاحقا مع البصمة الوراثية لعوائل المفقودين في تلك الفترة”.
وأفادت بأن “التحاليل الخاصة بالأدلة الجنائية، ستكشف العدد التقريبي للرفات التي تم استخراجها، وسوف تقدم معلومات حول جنسيتهم”.
وأردفت، “أن اكتشاف الرفات جاء نتيجة العمل الدؤوب الذي قامت به السلطات الكويتية والعراقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، في كل من الكويت والعراق، وللجهود الحثيثة التي بذلت سواء في مجال جمع المعلومات وتحليلها، أو من خلال التوصل إلى شهود جدد، أو بالحصول على صور الأقمار الصناعية التي من شأنها تسهيل عمل الفرق الميدانية على الأرض”.
وكانت وزارة الدفاع العراقية وفي محاولة منها لإنهاء هذا الملف المثقل بالمعاناة الإنسانية الذي طال انتظاره، أعلنت تخصيص مكافآت مالية قالت إنها مجزية، دون أن تحدد قيمتها، لمن يدلي بأي معلومات عن رفات الكویتیین المفقودین في العراق، أو عن الممتلكات المنهوبة إبان الغزو العراقي للكويت عام 1991.
وأهابت الوزارة في بيان لها للمواطنين العراقيين الذین یمتلكون أي معلومات عن رفات العراقیين أو الكویتیين ممن فقدوا في حرب الخليج، أو ما یتعلق بمفقودات الأرشیف الأمیري والممتلكات الكویتیة الإدلاء بها، وحدد البیان رقم هاتف تابع لمدیریة حقوق الإنسان في الوزارة لتقدیم المعلومات، أو عن طریق نظام حكومة المواطن الإلكترونیة.
” اندبندنت”