ترسيخ التحالف النفطي بين أوبك وروسيا

0 271

العالم الآن – فرض التباطؤ في الطلب وانتعاش النفط الصخري الأميركي على أوبك وروسيا الثلاثاء ترسيخ التحالف الضروري بين الطرفين حفاظا على تأثيرهما في مجال الاسعار حتى لو كان من شأن ذلك أن يعزز نفوذ موسكو المثير للجدل ازاء سياسة التكتل.

وأقرت دول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وعددها 14 والدول الشريكة العشر، بزعامة روسيا “ميثاق” “التعاون الدائم” الذي وصفته السعودية بأنه “تاريخي”. وقد تم التصويت على القرار برفع الأيدي خلال اجتماع في فيينا، حيث مقر أوبك.

ويعود تاريخ التحالف الذي لم يكن رسميا حتى الآن إلى نهاية عام 2016. ولمواجهة انهيار أسعار النفط الخام حينها، اتفقت أوبك مع مجموعة من المنتجين من خارجها على الحد من المعروض في الاسواق.

وتضخ الدول ال24 المعروفة باسم “اوبك+” نصف النفط الخام في العالم.

ومن دون مفاجأة، وافقت هذه الدول الثلاثاء على أن تمدد لتسعة أشهر الاتفاق الذي توصلت اليه في كانون الاول/ديسمبر الماضي لتخفيض إجمالي إمدادها بحجم 1,2 مليون برميل يوميا، مقارنة بإنتاجها في تشرين الاول/أكتوبر 2018.

ويتزامن التمديد حتى اذار/مارس 2020 مع بقاء الأسعار عرضة لضغوط قوية بين وفرة الإمداد تغذيها طفرة النفط الخام في الولايات المتحدة، وتراجع الاستهلاك العالمي على خلفية التباطؤ الاقتصادي.

-اوبك موسعة-

في هذا السياق، فإن اتفاقية التعاون الموقعة الثلاثاء نتيجتها نوعا ما أوبك موسعة تأمل في الوقوف صفا واحدا بوجه الولايات المتحدة، أكبر منتج في العالم يؤدي معروضه من النفط الزيتي الى تخمة في الأسواق العالمية.

وقال وزير النفط الروسي الكسندر نوفاك إن الميثاق يؤسس ل”منتدى يتيح لنا الفرصة للاجتماع بشكل منتظم لمراقبة السوق، ولكن أيضا للتحرك إذا لزم الأمر” من خلال التنسيق الوثيق لإنتاج الدول الأعضاء.

واضاف انه “أساس صلب لمستقبل تعاون طويل الأجل”.
وتابع من جهة أخرى “نحن لا نبني استراتيجيتنا لمجرد الرد على الولايات المتحدة، ولكن استجابة لما يجري في السوق”.

وأوضح نوفاك انه لا يمكن تفسير التقلب الاخير في الأسعار ب”عامل واحد”، لكنه يعكس الطلب الذي خفف من قوته “تكثيف الحروب التجارية” مثل النزاع الجمركي الصيني الأميركي الذي يلقي بثقله على الوضع العالمي.

من جهته، قال الأمين العام لمنظمة أوبك النيجيري محمد باركيندو ان الميثاق ياتي بناء للارادة الصارمة للدول “فهو يجمع بين جميع الأطراف بطريقة مؤسساتية”.

بدوره، اعتبر وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ان هذا التطور ضروري لوقف تهميش الكارتل.

واضاف “لن يتلاشى تقلب الأسعار في أي وقت قريب” وللتدخل ب”فعالية” في وفرة المعروض، “كانت هناك حاجة لاطار مؤسسي (…) يدمج تأثير البلدان المنتجة الأخرى من خارج اوبك”.

وكان الفالح صرح الاثنين ان “اوبك وحدها تشكل أقل من 30% من الإنتاج العالمي. تأثير روسيا، وهي مصدر رئيسي، هو موضع ترحيب”. وروسيا ثاني أكبر منتج للنفط الخام وراء الولايات المتحدة وقبل السعودية.

-ايران تتراجع –

سيكون الميثاق مفتوحا امام الدول الأخرى المنتجة إذا رغبت في ذلك، كما أصر الوزير السعودي مؤكدا “التحدث إلى عدد منها”.

ومع ذلك، فان القرار يثير جدلا. وقال الفالح في هذا السياق “كانت النقاشات حادة” بين دول الكارتل. وفي النهاية، أعطت الدول ال14 موافقتها مساء الاثنين بعد عدة ساعات من المحادثات.

في الواقع، فإن هذا التقارب يكرس المسار التصاعدي لروسيا حيال سياسة أوبك ما يثير غضب إيران، التي كانت تعارض بشدة التعاون الدائم قبل أن تؤيد ذلك وسط تحفظات.

وأكد وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنقنة القيام “ببعض التغييرات (…) لقد شددنا على أن أوبك كما هي ستستمر، وأن هذا الميثاق لن يكون له تأثير على أوبك وعملية صنع القرار”.

وكان لدى وصوله إلى فيينا الاثنين دان الوزير “الأحادية” في اتفاق موسكو الرياض وتوقع “موت أوبك”.

وتجد إيران التي كانت تدير سياسات المنظمة تقليديا بالتنسيق مع الرياض، منافستها الإقليمية، الآن معزولة بسبب هبوط صادراتها اثر عودة العقوبات الأميركية.

وقد اتفق قادة روسيا والسعودية الأسبوع الماضي، على هامش قمة مجموعة العشرين، على تمديد خفض الإنتاج في “أوبك +”، حتى قبل اجتماعات فيينا.

ودافع الفالح بشدة عن اتفاق أوساكا الثنائي قائلا “يقوم السعوديون والروس بأكبر خفض في الإنتاج. نحن نتفق أولاً ويقود هذا لاحقا الى موافقة جميع الدول” الأعضاء.

من جهته، قال بيارن شيلدورب من بنك اس اي بي “نظرا لحجمهما، لا يمكن الموافقة على أي شيء بدون روسيا والسعودية”.

وقال لفرانس برس “يعرف السعوديون جيدا ان الحجم مهم. أصبحت أوبك صغيرة للغاية، لكن أوبك + مع دولها ال 24 تعتبر وزنا كافيا للتأثير على سوق النفط”.
” أ ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد