في تحد للإتفاق النووي … إيران ستزيد مستوى تخصيب اليورانيوم
العالم الآن – قال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الأربعاء إن بلاده ستعزز تخصيب اليورانيوم بعد السابع من يوليو تموز إلى أي مستويات تريدها فوق الحد الأقصى المنصوص عليه في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، متحديا الجهود الأمريكية لإرغام طهران على إعادة التفاوض على الاتفاق.
وكانت إيران قد أعلنت هذا الأسبوع أن مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب تجاوز الحد المسموح به في الاتفاق، وهي خطوة دفعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي العام الماضي، إلى تحذيرها من ”اللعب بالنار“.
وقالت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق يوم الثلاثاء إنها تشعر ”بقلق بالغ“ من انتهاك طهران الواضح للاتفاق، بينما قالت إسرائيل إنها تستعد لدخول محتمل في أي مواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة.
ونقلت وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية عن روحاني قوله ”لن يبقى مستوى التخصيب لدينا 3.67 بالمئة. سننحي هذا الالتزام جانبا وسننتج بأي قدر نريده وبأي قدر تقتضيه الضرورة وتقتضيه حاجتنا. سنتجاوز في هذا مستوى 3.67“.
واليورانيوم المُخصب بدرجة نقاء 3.67 بالمئة مناسب لتوليد الكهرباء، وتمثل النسبة الحد الأقصى المسموح به بموجب الاتفاق.
والتخصيب بنسبة 90 بالمئة ينتج عنه مادة تستخدم في صنع القنابل.
* مفاعل الماء الثقيل
قال روحاني إنه إذا لم توفر الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق الحماية للتجارة مع إيران التزاما بالتعهدات الواردة في الاتفاق والتي توقف تنفيذها عندما أعاد ترامب فرض عقوبات صارمة، فإن بلاده ستعيد تشغيل مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل بعد السابع من يوليو تموز.
وكانت إيران قد أعلنت في يناير كانون الثاني 2016 أنها أزالت قلب المفاعل وملأته بالأسمنت، التزاما منها بالاتفاق.
وقال روحاني ”إذا لم تعملوا (وفقا) للبرنامج والإطار الزمني لكل الالتزامات التي قدمتموها لنا، فإننا سنعيد مفاعل آراك إلى سابق عهده“ اعتبارا من السابع من يوليو تموز فصاعدا.
وأضاف ”هذا يعني إعادته للوضع الذي تقولون إنه خطير ويمكن أن ينتج البلوتونيوم“، مشيرا إلى مكون رئيسي يمكن أن يستخدم في صنع قنبلة نووية. ومضى يقول ”سنعود إلى ذلك ما لم تتخذوا إجراء بشأن جميع التزاماتكم المتعلقة بآراك“.
وأبقى روحاني الباب مفتوحا أمام المفاوضات، وقال إن إيران ستخفض مرة أخرى مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى ما دون حد الثلاثمئة كيلوجرام المنصوص عليه في الاتفاق النووي، إذا التزمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين بتعهداتها الواردة في الاتفاق.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية يوم الأربعاء إن إيران لن تكسب شيئا بمخالفة بنود الاتفاق النووي.
* مشنقة العقوبات الأمريكية
تصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران منذ انسحب ترامب من الاتفاق النووي في مايو أيار 2018 وعمله على وقف جميع صادرات إيران من النفط، شريان حياتها الاقتصادي.
كما تتهم واشنطن إيران بتنفيذ هجمات تفجيرية ألحقت أضرارا بست ناقلات نفط في الخليج في مايو أيار ويونيو حزيران، وهو ما تنفيه طهران.
وسعت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق إلى سحب الخصمين من على حافة الصراع العسكري خشية أن يتحول خطأ ما إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط تهدد الأمن العالمي وإمدادات الطاقة.
وشجعت إسرائيل إدارة ترامب على المضي قدما في فرض عقوبات على إيران، توقعا منها بأن تعيد طهران في نهاية المطاف التفاوض بشأن اتفاق نووي أشد قيودا كما تطالب واشنطن.
وينفي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف انتهاك بلاده للاتفاق النووي بتجاوز حد إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب قائلا إن إيران تمارس حقها في الرد بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق.
وأدى الاتفاق النووي إلى إلغاء معظم العقوبات الدولية المفروضة على إيران مقابل فرض قيود على قدرتها على تخصيب اليورانيوم.
ويهدف الاتفاق لإطالة الفترة التي تحتاجها طهران لإنتاج قنبلة نووية، إذا سعت لذلك، من نحو شهرين أو ثلاثة أشهر إلى سنة.
وتنفي طهران أي نية لصنع أسلحة نووية.
وتحقق مفتشو الأمم المتحدة مرارا من امتثال إيران لبنود الاتفاق قبل اندلاع المواجهة مع إدارة ترامب.
* تضرر صادرات النفط الإيرانية
المطلب الرئيسي لإيران في محادثاتها مع الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق وشرطها المسبق لإجراء أي محادثات مع الولايات المتحدة هو السماح لها ببيع نفطها بالمستويات السابقة قبل أن ينسحب ترامب من الاتفاق ويعيد فرض العقوبات.
وذكرت مصادر بقطاع الطاقة أن صادرات النفط الخام الإيرانية كانت حوالي 300 ألف برميل يوميا أو أقل في أواخر يونيو حزيران، وهو ما يمثل جزءا صغيرا من كمية تزيد عن 2.5 مليون برميل يوميا صدرتها إيران في أبريل نيسان 2018، أي في الشهر السابق على انسحاب ترامب من الاتفاق النووي.
ونقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية عن قائد الحرس الثوري الإيراني قوله يوم الأربعاء إن العدو، وهي إشارة للولايات المتحدة، يشعر بالقلق من احتمال نشوب حرب عسكرية ويركز بدلا من ذلك على الحرب الاقتصادية.
” رويترز”