اجتماع سلام أفغاني في قطر لبناء الثقة
العالم الآن – يلتقي مسؤولون من حركة طالبان مع وفد أفغاني في العاصمة القطرية الدوحة مطلع الأسبوع فيما تتواصل جهود دبلوماسية لسحب القوات الأجنبية من أفغانستان وإنهاء سنوات العنف.
والاجتماع الذي تتوسط فيه قطر وألمانيا سينعقد بعد سلسلة محادثات جرت هذا الأسبوع بين حركة طالبان المتشددة ودبلوماسيين أمريكيين بهدف الاتفاق على جدول زمني للانسحاب وعلى ضمانات أمنية بعد انتهاء الصراع.
واستغرقت هذه المحادثات وقتا أطول مما كان متوقعا مع اختلاف الطرفين على الجدول الزمني والضمانات التي تطالب بها واشنطن لضمان عدم استخدام أفغانستان كقاعدة لنشاط جماعات متشددة مثل تنظيم القاعدة أو الدولة الإسلامية.
وبرزت الضغوط الرامية للتوصل إلى اتفاق يوم الاثنين عندما أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن هجوم بشاحنة ملغومة في كابول أسفر عن سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح ومن بينهم العديد من الأطفال.
وقال مسؤولان كبيران إن سلسلتي المحادثات مرتبطتان بشكل كبير لكنهما تجريان بشكل منفصل نظرا للعمل على وضع الأساس لمحادثات سلام كاملة في وقت لاحق.
وانهار اجتماع جرى التخطيط له سابقا في قطر في أبريل نيسان وفشل قبل أن يبدأ وسط خلاف حول حجم الوفد الأفغاني الذي كان مقترحا أن يضم 250 فردا وكذلك حول وضعه كهيئة تمثيلية.
وسيتوجه هذه المرة نحو 40 شخصا وناشطا أفغانيا إلى الدوحة ولكن لن يكون لهم أي وضع رسمي. وهذا شرط ضروري لطالبان التي ترفض التعامل مباشرة مع الحكومة المدعومة من الغرب في كابول.
ولن يتم الإعلان عن هوية المشاركين الذين تلقوا دعوات من الوسطاء الألمان والقطريين. وقال ماركوس بوتسيل، ممثل برلين الخاص لأفغانستان وباكستان، في بيان إنهم يشاركون ”بصفتهم الشخصية فقط وعلى قدم المساواة“.
وسيقدم وسطاء محترفون من مؤسسة بيرجهوف، وهي منظمة ألمانية مستقلة لا تهدف إلى الربح، المساعدة خلال المحادثات لكن الاجتماع سيقتصر بخلاف ذلك على الأفغان.
وقال مصدر ثالث في كابول ”الهدف الرئيسي للمحادثات بين الأفغان هو بناء الثقة بين الأطراف المتحاربة لأنه لن يكون هناك مسؤول حكومي أجنبي في القاعة“.
وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث الرئيسي باسم طالبان، إن المحادثات مع الفريق الأمريكي بقيادة مبعوث واشنطن الخاص زلماي خليل زاد المولود في أفغانستان تحرز تقدما جيدا ولكن لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق.
وإلى جانب الجدول الزمني للانسحاب والضمانات الخاصة بالترتيبات الأمنية المستقبلية، يقول مسؤولون أمريكيون إنه يلزم الاتفاق على وقف إطلاق النار وإجراء محادثات كاملة بين طالبان والحكومة الأفغانية قبل إبرام أي اتفاقية.
وألمانيا هي ثاني أكبر مانح لأفغانستان وعضو مؤثر في التحالف الذي يقوده حلف شمال الأطلسي في أفغانستان ويضم 39 عضوا. وجاءت مشاركتها في أعقاب مخاوف تولدت لدى العديد من حلفاء الولايات المتحدة من الاستبعاد من المحادثات المباشرة مع طالبان.
وأنفقت ألمانيا العام الماضي 23 مليار يورو (25.76 مليار دولار) على دمج مئات الآلاف من اللاجئين من دول مثل أفغانستان والعراق وسوريا في المجتمع، ولها أيضا أسباب داخلية ملحة لإقرار السلام في أفغانستان. وفي العام المقبل، سيتعين على البرلمان الموافقة على استمرار وجود 1200 جندي ألماني بأفغانستان.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال زيارة إلى كابول الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة توشك على الانتهاء من مسودة اتفاق مع حركة طالبان حول التأكيدات الخاصة بمكافحة الإرهاب، وعبر عن أمله في التوصل إلى اتفاق سلام بحلول سبتمبر أيلول.
” رويترز”