#كومستير … لا للمساواة بين الجنسين – شادن صالح – الأردن
العالم الآن – أدرك تماماً ما يجول بخاطر القارئ عند قراءته لعنوان هذا المقال… بل وعلى يقين تام بأن هجوماً ما سألقاه من الكثيرين وجلهم من النساء لوجهة نظري التي تدعو لعدم المساواة بين الرجل المرأة وسيعتبرن ذلك انتقاصاً لحقوقهن.
لكن دعونا بدايةً أن نفرق بين العدل وبين المساواة فالفرق كبير وشاسع.
لأن المصطلحان يختلفان ولا يعنيان نفس المفهوم.
فالعدالة تعني إعطاء كلا الجنسين القدر المطلوب من القيم والموارد والمكافآت والفرص، وسأشرح لاحقاً معنى القدر المطلوب..
أما المساواة بين الجنسين تعني منح جميع الحقوق الاجتماعية والخدمات والموارد في كل مجالات الحياة وأركز هنا على جميع مجالات الحياة التي تعني بالضرورة أن تحمل كلا الجنسين للإلتزامات والمسؤوليات دون التفريق بين رجل وامرأة ودون أي اعتبارات للبنية الجسدية والتكوين الفسيولوجي السيكولوجي والاحتياجات الخاصة بكل واحد منهم وغيرها من الأمور التي تميز الرجل وتميز المرأة..
تحول شعار المساواة بين الرجل والمرأة لنقمة لا يدرك الكثيرون آثارها على الفرد والمجتمع لأن إطاراً ما جعل علاقة الجنسين مربكة نوعاً ما لأنه حول هذه العلاقات الإنسانية الى ندية بدلاً من أن تكون تكاملية والتي يفترض أن تكون كذلك في الوضع الصحي والصحيح….
دائماً ما أكون ضد فكرة الرابح والخاسر في أي علاقة بين الجنسين سواء في العمل أو الحياة الإجتماعية أو الزواج والعلاقات العاطفية لأن أساس الخلق القائم على ذكر وأنثى هو لإكمال كل واحد منهما للآخر وليس أنداداً لبعضهما ومن يثبت نفسه قبل الآخر او رغما عنه ما يعني أن هذه المساواة المطلقة تعني بالضرورة خللاً في العلاقات الإنسانية كافة.
هناك حقوقاً محفوظة للمرأة دينياً واجتماعياً وقانونياً أيضاً كالدراسة والعمل والسفر وغيرها من الحقوق وهنا أتكلم منطفياً وبالعموم لأن كثيراً من هذه الحقوق لا زالت عند البعض مسلوبة ولا تعطى.
تستطيع المرأة العمل في شتى المجالات حتى أننا وجدناها في عصرنا هذا بوظائف تتطلب قوة بدنية كبيرة وأخرى كانت حكراً على الرجال فقط أما الآن فبدأت تعمل بها المرأة وتفتخر بأنها تقوم بعمل الرجل نفسه.
سيندهش من يقرأ هذا الكلام من تفسيري لذلك ولكن ما أكتب هو شهادة حية للعديد من النساء في الشرق التي أفضت الى نتيجة مفادها أن المرأة الشرقية مورس عليها انتقاصاً واضطهاداً على مدى عقود طويلة من الزمن حتى بدأت هذه الفكرة بالتبلور في رأسها بأنها كائن غير قادر على شئ وأنها الضحية بكل الأحوال دائماً مما ولد على الجانب الآخر في أعماق نفسها سخطاً كبيراً على المجتمع الذي تتطغى عليه الذكورة في كل شئ، لكن بعد الانفتاح الكبير وجمعيات حقوق المرأة – مع تحفظي الشديد عليها- وثورة التكنولوجيا وشعارات المساواة وغيرها من هذه الأمور جعلت سخط المرأة يطفو على السطح ليترجم على شكل اتخاذ المرأة لقرار إثبات وجودها ليس من أجل النجاح والتميز والشعور بالرضى لتأدية رسالتها في الحياة ولإثبات ذاتها … بل لتثبت للرجل المقابل لها أنها قادرة وأنها إن وضعت بمكان المنافسة معه ستساويه قوة وربما تتفوق عليها..
أنا شخصياً ضد هذا الشئ وهذه وجهة نظري الشخصية طبعاً… فالمرء حين ينجز شيئاً ما في هذه الحياة فهذا جزء من تأديته لدوره وليس لإثبات قدرة ما للآخر.. الآخر الذي عزز فكرة الضحية بداخلها وانتقص من كينونتها وانوثتها وإنسانيتها بالمقام الأول…
أنا أرفض المساواة مع الرجل لأنني باختصار أجبت على اسئلة قد لا يلتفت لها البعض وهي الواحبات التي تقوم بها المرأة خلال اليوم الواحد فقط إن كانت أم وازوجة وعاملة وهي على سبيل المثال لا الحصر..
هل يستطيع الرجل العمل بوظيفته لثمان ساعات والعودة للمنزل وإتمام. الواجبات المنزلية جميعها ؟!
هل بستطيع أن يقوم بالطبخ وإطعام الأولاد؟
هل يستطيع غسل الملابس وكنس الييت وتنظيفه؟!
هل يستطيع تدريس الأولاد والجلوس معهم وتفهم مشاكل كل واحد بشكل منفرد؟!
هل يستطيع تأدية الواحبات الإجتماعية تجاه الأهل والصديق والجار دون تقصير؟!
وبعد كل هذا التعب القيام يواجباته الزوجية دون تذمر أو فرصة للراحة؟!
إذاً عن أي مساواة تتكلمون وكيف لأحد أن يضع المرأة والرجل كأنداد..
وهنا تماماً بعد هذه الإجابات يأتي دور المصطلح الذي أتبنى وأدعو له وهو العدالة … العدالة بإعطاءها حقها الذي تستحق الحق الذي يليق بكونها أم وإبنة وزوجة وصديقة وعاملة
ولأكون منصفة أيضاً سأطرح بعض الأسئلة للمرأة التي تطلب المساواة..
لماذا لا تقوم المرأة بدفع المهر مناصفة مع الرجل عند الزواج؟! طالما أنها من تنادي بالمساواة
لماذا لا تذهب للعمل في المناجم وفي الصحراء؟!طالما أنها تتساوى مع الرجل؟
نحن العرب على وجه التحديد نحتاج للعدالة سواء للرجل او للمرأة لأن عدم العدالة هو ظلم لأحد الطرفين .
ناهيك عن أن ظروف كل امرأة تختلف عن الأخرى ما يعني أن يترك لها حرية انتقاء حقوقها وواجباتها بنا بتناسب مع بيئتها فمنهن من تختار الدراسة وتسهب في ذلك ومنهن من تختار العمل والوصول به الى مناصب عليا ومنهن من تختار أن تكون زوجة وأماً وما على الرجل فعله هو مناصرتها لأخذ حقوقها ودعمها والوقوف معها فقط.
التقطة المثيرة للدهشة بنظري أن المناصرة للمرأة غالباً تأتي من الرجل وليس من المرأة ومجتمعاتنا الشرقية خير مثال لمقولة المرأة عدوة المرأة وهي نفسها من تمنع الأخريات من نيل حقوقهن والوقوف ضدهن وبكل أسف أن من تضع ساق على ساق وتجلس في المقهى وتذهب لإلقاء المحاضرات عن حقوق المرأة هي ذاتها التي تستخدم هذه الشعارات لكسب قوتها والتسبب من وراء هذه الشعارات وبلغة أخرى فالمرأة تستخدم المرأة للوصول للمال والشهرة وفي حقيقة الأنر إذا جاءت من تنافسها سوف تقضي عليها وتحاول محوها وتشويه صورتها …
كل ذلك جعل الرجل يشعر بالملل في الدفاع عن المرأة وخاصة التي تعتبر نفسها أعلى قدر من الرجل ومن بنت جنسها على السواء ويعود ذلك للعقدة التفسية القائمة على المقارنة بينها وبين الرجل بدلاً من تحقيق ذاتها…
ما أود فعلياً قوله والدعوة إليه في نهاية مقالي أن شعوبنا الشرقية بأغلبها تعاني فقراً وبطالة وتشرد والكثير مما قد يؤرق مخادعنا فهناك حقوق للمرأة نعم ولكن هناك حقوق للطفل وللشباب وللعاطلين عن العمل وحقوق للرجال ولكبار السن وحقوقاً للأب والأم أيضاً وقلما نرى من يدافع عن حقوق كل هذه الفئات ولكن جنسنة الأمور وجندريتها هي من ستجعل الياة بأسوأ صورها
رب الخلق لم يخلقنا بهيئة واحدة سواء جسدياً او فكرياً أو عقلياً نحن نختلف عن بعضنا فمنا الضعيف ومنا القوي … هناك الطيب وهناك الخبيث … منا من يحتمل صعوبات الحياة وهناك من لا يقوى على ذلك … هناك الغني والفقير المبدع والغبي …. وهناك الرجل والمرأة والقاسم المشترك بين كل هذه والأضداد هو التكامل وليس التدية ..
… كل من يعيش في مجتمع ما فهو صاحب حق وله حقوق وعليه واحبات لذا أرجو ترك هذه الشعارات الجوفاء وقاتلوا من أجل حقوق ” الإنسان” … الإنسان وفقط