السجن المؤبد لعراقي بتهمة اغتصاب وقتل مراهقة في ألمانيا

0 213

العالم الآن – حكمت محكمة ألمانية الأربعاء بالسجن المؤبد على طالب لجوء عراقي دين باغتصاب وقتل مراهقة في جريمة أثارت صدمة وغضبا في ألمانيا استغلها اليمين المتطرف للتنديد بالمهاجرين المسلمين.

وأدين العراقي علي بشار البالغ من العمر 22 عاماً باغتصاب وقتل سوزانا فيلدمان البالغة من العمر 14 عاماً في 23 أيار/مايو 2018 في فيسبادن.

كذلك، حرمته محكمة فيسبادن التي اتبعت توصيات النيابة العامة، من فرصة طلب إطلاق سراح مشروط بعد 15 عاماً من السجن نظراً لأن الجريمة تنطوي على “قسوة استثنائية”.

ورأى القاضي يورغن بونك أن علي بشار الذي اعتذر مرتين من عائلة الضحية، لم يبدِ “أي ندم صادق” وارتكب جريمته “بدم بارد”.

ونقلت صحيفة “بيلد” عن القاضي قوله لبشار “كلماتك لم تؤثر بالمحكمة، ولا بالموجودين في هذه القاعة على الأرجح”. واعترف المتهم بقتله للشابة، لكنه نفى اغتصابها وأكد أن العلاقة الجنسية مع الفتاة التي كان على معرفة مسبقة بها تمت بالرضى.

وعثر على جثة سوازنا فيلدمان بعد أسبوعين من قتلها، مدفونة على طرف سكة حديد، قرب بيت القاتل الذي يعيش فيه مع أهله وأشقائه وشقيقاته.

ويحاكم بشار أيضاً بجلسة مغلقة بتهمة اغتصاب طفلة بالغة من العمر 11 عاماً بالتواطؤ مع لاجئ أفغاني يبلغ من العمر 14 عاماً.

– الهرب إلى العراق –

خلال الأشهر الأربعة للمحاكمة، تحدث الخبيرة النفسية عن شاب يعتبر النساء “ساقطات” مكانهن في المطبخ.
وبعد ارتكابه جريمته، هرب الشاب الذي وصل ألمانيا في عام 2015 إلى العراق مع عائلته دون أن يسائلهم أحد على الحدود. وأعادته أخيراً عناصر من الشرطة الألمانية في التاسع من حزيران/يونيو 2018 أرسلت إلى كردستان في العراق، بدون أن تصرح بغداد بتسليمه.

وأثارت جريمته الكثير من الغضب في المانيا التي كانت تعيش في خضم الجدل حول استقبال مئات الآلاف من اللاجئين الذين فتحت لهم المستشارة أنغيلا ميركل أبواب ألمانيا عام 2015. وحاول اليمين المتطرف الألماني أن يستغل هذه القضية المأساوية.

وشارك نائب من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف في جلسة إصدار الحكم بحق علي بشار.

ومنذ اعتداء مهاجرين جنسياً على نساء في كولونيا ليلة رأس السنة عام 2015، باتت الحوادث التي تضم أجانب تأخذ بانتظام حيزاً كبيراً من الاهتمام. وآخر هذه الحوادث المأساوية التي أثارت الغضب، اغتصاب مراهقين بين سني الـ12 و14 عاماً من أصول بلغارية جماعياً الأسبوع الماضي فتاة في مولهايم.

ويتهم حزب البديل من أجل ألمانيا مراراً بأنه يعزز مناخ الخوف باستغلاله حوادث متعددة تشمل مهاجرين.

– دقيقة صمت –

بعد يومين من اكتشاف جثة سوزانا فيلدمان، وقف نواب البديل لألمانيا دقيقة صمت مثيرة الجدل، تكريماً للضحية.

وقرب مكان الجريمة، كتبت عبارات مثل “سوزانا، 14 عاماً، ضحية التساهل” في قضية الهجرة و”المسؤولة الوحيدة عن مقتلك هي أنغيلا ميركل”، وعبارات مطالبة بحكم قضائي حازم.

وفي مؤشر على أهمية المسألة، نددت المستشارة التي لا تعلق في أغلب الأوقات على مثل هذه الحوادث، بـ”الجريمة البغيضة”، وطالبت بحزم من جانب القضاء.

من جهة ثانية، أظهرت التحقيقات ثغرات كبيرة في عمل السلطات. فبعد رفض طلب لجوئه في كانون الأول/ديسمبر 2016، كان علي بشار لا يزال في انتظار الاستئناف بالقرار بعد عام ونصف العام.

وأوقف أكثر من مرة لارتكابه جنحاً قبل أشهر من الجريمة، وكان يطلق سراحه في كل مرة بدون إبلاغ الخدمات الاجتماعية.

واتهمت والدة الضحية ديانا فيلدمان، الطرف المدعي بالحق المدني في القضية، أيضاً الشرطة بالإهمال، مؤكدة أنهم لم يأخذوها على محمل الجد حينما بلغت عن اختفاء ابنتها.

وعندما فقدت الأمل، أطلقت مناشدةً عبر فيسبوك للمستشارة الألمانية للعثور على ابنتها وبدأت وحيدة البحث عنها.
” أ ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد