انذار مسبق لإعصار في ساحل ولاية لويزيانا ونيو أورلينز تستعدّ
العالم الآن – أُعلنت حالة إنذار مسبق من إعصار مساء الخميس في جزء من ساحل ولاية لويزيانا الأميركية بسبب تقدّم العاصفة الاستوائية “باري” التي يتوقع أن ترافقها أمطار غزيرة خصوصاً في نيو أورلينز المعرّضة كثيراً للفيضانات.
وكانت العاصفة عند الساعة 21,00 ت غ على بعد 145 كيلومتر جنوب شرق ميسيسيبي، وهي تتقدّم ببطء نسبياً. وبالتالي، فإن الكمية الأكبر من الأمطار التي تحملها ستهطل في منطقة محدودة.
وقالت لورين جونز التي قدمت من تشارلوت في كارولاينا الشمالية لحضور مؤتمر “أنا متوترة قليلاً”. وأضافت في حديث لوكالة فرانس برس “في هذه اللحظة، أشعر أنني بأمان لكن إذا تفاقمت الأمور، سنتحرّك”.
وحذّرت مصلحة الأرصاد الجوية في المدينة الواقعة تحت مستوى البحر، من “خطر حصول فيضانات كبيرة” بسبب “الأمطار القوية التي قد تؤدي إلى فيضانات مفاجئة وفيضان تيارات المياه الرئيسية التي قد تكون قاتلة”.
وذكّرت السلطات بأن الفيضانات مسؤولة عن 75% من الوفيات خلال إعصار.
وقد تتحوّل العاصفة “باري” إلى إعصار في وقت متأخر من ليل الجمعة أو في وقت مبكر السبت قبيل أن يبلغ مركزها السواحل.
وأصدر المركز الوطني للأعاصير مساء الخميس انذاراً مسبقاً لـ”إعصار” قبل 36 ساعة تقريباً من بدء الرياح العاتية في المناطق المعنية.
وقال حاكم ولاية لويزيانا جون بل إدواردز “نتوقّع إعصاراً من الفئة الأولى عندما سيلامس الأرض، الأمر الذي نعتقد أنه سيحصل صباح السبت”. وأضاف “ستكون هناك فترة تساقط أمطار غزيرة جداً”.
وبالنسبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، “من الواجب” اتباع توجيهات السلطات الفدرالية والمحلية. وكتب في تغريدة مساء الخميس متوجّهاً إلى السكان “نعمل بشكل وثيق معهم (السلطات). من فضلكم، كونوا مستعدّين، كونوا حذرين وابقوا في أمان”.
– أول إعصار –
ذا تحققت التوقعات، سيكون “باري” الإعصار الأول في منطقة المحيط الأطلسي لهذا الموسم الذي يمتدّ من حزيران/يونيو حتى تشرين الثاني/نوفمبر. والأعاصير من الفئة الأولى – في مقياس سافير سيمبسون المؤلّف من خمس فئات – تحمل معها رياحاً تبلغ سرعتها 119 كيلومتراً في الساعة على الأقلّ.
وعند الساعة 21,00 ت غ، كانت رياح العاصفة الاستوائية تعصف بسرعة 65 كيلومتراً في الساعة.
ووضع إدواردز لويزيانا الأربعاء في حال الطوارئ التي تسمح باللجوء إلى وسائل إضافية لمواجهة الإعصار. وسمح الخميس بالاستعانة بثلاثة آلاف عضو من الحرس الوطني في أقصى حدّ.
وما زالت نيو أورلينز تحمل آثار الإعصار كاترينا الذي ضربها في نهاية آب/أغسطس 2005 وبلغت قوته الدرحة الخامسة، الأعلى على سلم سافير سيمبسون. وانهارت السدود تحت ضغط المياه التي غمرت ثمانين بالمئة من المدينة ما تسبب بمقتل نحو ألف شخص، من أصل 1800 قتيل أثناء الكارثة.
وأوضحت وحدة المهندسين في القوات البرية أن السدود الواقعة في جنوب المدينة تثير القلق لكن يبدو أنها تشكل مخاطر ضئيلة على المدينة نفسها، بحسب قناة “سي بي اس”.
وكان مسؤول محلي أكد الأربعاء أن 118 مضخة نشرت في جميع أنحاء المدينة تعمل “بكامل طاقتها”.
واقترب نهر ميسيسيبي من عتبة الفيضان (5,18 متراً). إذ وصل مستوى مياهه عند الساعة 22,00 ت غ، إلى 4.93 متراً في نيو أورلينز.
– إخلاء إجباري –
والسدود التي تحمي المدينة من الفيضان مصممة لاحتواء مياه النهر حتى ارتفاعها 6,10 متراً كحد أقصى. وكان خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون بلوغ هذا المستوى صباح السبت، لكنهم عادوا وخفضوا توقعاتهم إلى 5,79 متراً كحد أقصى لمنسوب النهر.
ووُضعت المدينة ومنطقة واسعة محيطة بها في حال الطوارئ لفيضانات مفاجئة حتى صباح الأحد.
ويُتوقع تساقط خمسين سنتيمتراً من الأمطار في بعض الأماكن.
وصدرت أولى أوامر الإخلاء الإجباري الخميس في مقاطعات عدة. ودُعي سكان نيو أورلينز إلى البقاء في منازلهم.
وسبق أن هطلت أمطار بين 15 و20 سنتيمتراً على المدينة ما تسبب بفيضانات، وغرقت بعض الطرق في المياه منذ الأربعاء.
وتوقّع مطار نيو أورلينز الدولي مواصلة العمل حتى تصبح الظروف “خطيرة أو أن تتضرر البنى التحتية”.
وتم إخلاء حوالى 191 منصة نفطية من أصل 669 يعمل موظفون على متنها، عند الساعة 16,30 ت غ في خليج المكسيك ما يشكل 28,55% من انتاج المدينة، بحسب مكتب سلامة وحماية البيئة.
” أ ف ب “