بونجاح.. 80 ثانية أنهت “دراما الدموع”
العالم الآن – جاء تتويج الجزائر بلقب كأس الأمم الافريقية للمرة الثانية في تاريخها بمثابة إنجاز مستحق طال انتظاره لمحاربي الصحراء، وبدا لقبا مستحقا للمنتخب الذي قدم الأداء الأفضل والأكثر ثباتا طوال مشوار البطولة.
لكن الإنجاز الجماعي لن ينسي عشاق الكرة ملحمة مهاجم الفريق بغداد بونجاح التي مثلت إحدى علامات البطولة الأبرز.
وقاد بونجاح منتخب بلاده للفوز باللقب بعدما سجل الهدف الوحيد في الدقيقة الثانية من المباراة التي أقيمت في استاد القاهرة وسط حضور جماهيري جزائري كبير.
وتلقى بونجاح تمريرة من إسماعيل بن ناصر، الحائز على جائزة أفضل لاعب في البطولة، ليسدد كرة من عند حدود منطقة الجزاء، ارتطمت بقدم المدافع ساليو سيس وبدلت اتجاهها لتخدع الحارس ألفريد غوميز وتسكن شباكه.
الهدف، الذي يعد الأسرع في تاريخ المباريات النهائية للبطولة منذ انطلاقها عام 1957، وجاء بعد مرور دقيقة و20 ثانية من عمر المباراة، بدا تتويجا عادلا لمسيرة مهاجم السد القطري التي شهدت صولات وجولات خلال البطولة كان أبرزها أمام كوت ديفوار في دور الـ8.
في مواجهة الأفيال التي عبرها محاربو الصحراء بصعوبة وبركلات الترجيح بعد التعادل بهدف لمثله كان بونجاح هو البطل بمعايير الدراما الفنية، إذ غطت دموعه ومعاناته على مشهد الفوز العصيب.
أمام كوت ديفوار أهدر بونجاح ركلة جزاء كانت كفيلة بحسم الأمور للخضر بينما النتيجة تشير إلى تقدم منتخب الجزائر بهدف نظيف، وبعدها تعادلت كوت ديفوار سريعا، ليعود بونجاح فيهدر عددا من الفرص السهلة قبل أن يضطر المدير الفني جمال بلماضي إلى استبداله.
على دكة البدلاء، وطوال الدقائق المتبقية من الشوط الثاني، والشوطين الإضافيين، وخلال ركلات الترجيح، لم تبتعد العدسات أبدا عن بونجاح الذي راحت دموعه تتساقط ندما وخوفا، خشى النجم المقاتل أن يكون السبب في إقصاء فريقه بإهداره ركلة الجزاء، رغم أن ذلك ليس بالأمر الغريب في عالم كرة القدم.
لكن عشق قميص المنتخب والرغبة في إسعاد الجزائريين غلبت بونجاح الذي لم يتوقف عن البكاء أو الدعاء، حتى أنصفت الكرة منتخب الجزائر بالانتصار بركلات الترجيح.
أما في المباراة النهائية، وبعد 79 ثانية، فقد جاء الدور على بونجاح لتنصفه الكرة بهدف استثنائي بعد 80 ثانية قادته رياح التوفيق إلى الشباك السنغالية، ليحفر بونجاح اسمه إلى الأبد في تاريخ الكرة الأفريقية وبطولات “الكان”.. هدف مسح دموع النجم الجزائري المقاتل، ورسم ابتسامة واسعة على شفاه ملايين الجزائريين.. والعرب.