الأمير الحسن يرعى حفل تأبين المرحوم عبداللطيف عربيات
العالم الآن – برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي، أقيم حفل تأبين للمرحوم الدكتور عبداللطيف عربيات رئيس مجلس النواب الأسبق، نظمه المنتدى في المركز الثقافي الملكي، مساء أمس، بحضور مسؤولين وشخصيات سياسية ونقابية وإعلامية وقيادات مجتمعية وحزبية وقيادات الحركة الإسلامية.
واستذكر المتحدثون بهذه المناسبة، مناقب الراحل عربيات ودوره الوطني في جميع المجالات السياسية والمجتمعية والبرلمانية، وما تركه من آثار ملموسة وإيجابية في مختلف القضايا المتعلقة بالشؤون العربية والإسلامية.
وأشاد المتحدثون بسجل الفقيد الحافل بالعطاء والبذل، ومنهجيته المعتدلة التي عمل على ترسيخها في المواقع كافة التي تبوأها، مستذكرين مناقبه ومواقفه؛ مشيرين إلى صفاته القيادية وفكره والمبادئ والقيم التي سار عليها والتزم بها في مختلف مراحل مسيرته الحياتية المضيئة بحب الوطن ونصرة الحق وخدمة الناس. وفي كلمته، استذكر سمو الأمير الحسن بن طلال شخصية الراحل الدكتور عبد اللطيف عربيات، والبصمات التي تركها في مجالات متعددة من شؤون الحياة والأعمال التي كان يقوم بها خدمة للأردن وأمته، إضافة إلى مواقف جمعته بالفقيد وكانت تصب جميعها في الصالح العام.
وأشار سموه إلى أنه يتفق مع المرحوم عربيات في أن الخلاف المذهبي لا يجب أن يصل إلى درجة القطيعة والحَرابة، وأن الخلاف في بعض المسائل لا يحول دون نصرة الإسلام وتوحيد الأمة.
كما أشار سموّه إلى إننا أحوج ما نكون إلى نبذ الخلافات وفض النزاعات، وبناء الذات والمؤسسات النافعة، وتسخير الوسائل الناجعة في تحقيق كل ذلك، ورَفد العالم بفكرنا والمبادئ التي قامت عليها حضارتنا العربية الإسلامية المشرقة، والدفاع عن ديننا الحنيف؛ مؤكداً سموه أن احترام الاختلاف قاعدة إنسانية ترسخ مفهوم المواطنة والتنوع الديني والثقافي. وقال سموه: إن الثقافة الأساسية للإنسان المسلم تقوم على احترامه للعلم، وتقديره لأخيه الإنسان، وتَساوي الناس أمام الله – عز وجل- فلا فضل لأحد على آخر إلا بالتقوى؛ داعيا إلى تعزيز الحوار مع الناس وترسيخ مفهوم المواطنة.
وقال الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الدكتور محمد أبو حمور في كلمته: إن لقاء هذا الجَمع الطيّب هو وفاء لقيم خيّرة في هذا الوطن العزيز بقيادة الهاشميين الأبرار، واستذكار لسيرة مضيئة بالصلاح والتقوى كما تمثلت في فقيدنا الراحل، الذي يذكره محبيه في حياتهِ ومماته قامةً وطنيةً من رجال الأردن المخلصين؛ أميناً لعروبته وإسلامه، وقضايا الوطن والأمّة.
وتحدث رئيس الوزراء الأسبق ورئيس مجلس الأعيان الأسبق الدكتور عبد الرؤوف الروابدة عن الزمالة التي جمعته بالراحل على مقاعد مجلس النواب.
وقال: إنه تجلت في حينها صفاته القيادية فكان رئيساً للجميع يصون موقع الرئاسة ويعطيه حقه ودوره دون افتعال أو تنازل، فيأخذ المجلس دوره الدستوري المرسوم، تشريع جاد ورقابة موضوعية، وممارسة مقنعة عززت التوافق الوطني، ورسخت المشاركة، وزرعت الثقة بين السلطات ومع المواطنين.
وأشاد رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال الأردنيين الحاج حمدي الطباع بصفات الراحل عربيات، واصفاً إياه بأنه كان واضح الهدف في عمله لتنمية المجتمع وخدمته من خلال مبادئ الشريعة السمحة، وكان شعاره دائماً التسامح وبُعد النظر وسعة الأفق والتعامل مع الجميع بصدر رحب وفكر نيّر.
واستذكر الأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور، المرحوم عربيات في مواقفه التي عبرت عن حبه العميق والصادق للأردن، هذا الحب الذي ترجمه إلى مواقف، وتفان في العمل، لإعلاء شأن الوطن، فكان رائداً في الوطنية الحقة.
وتناول نقيب المهندسين الزراعيين المهندس عبد الهادي الفلاحات في كلمته الروابط التي جمعته بالراحل عربيات، مضيفا أن الوطنية في قاموس المرحوم عربيات كأنها غرسة سقاها بحبات عرقه فامتدت جذورها في أعماقه، كيف لا وهو المهندس الزراعي الذي شغل مقعداً في أول مجلس بعد تأسيس نقابة المهندسين الزراعيين عام 1966، وكان بحسه الوطني العميق ينظر لحبات تراب هذا الوطن بأنها قيمة عظيمة.
وتحدث نجل الفقيد سليمان عبد اللطيف عربيات عن نهج والده التربوي.
وقال: إنه رحمه الله كان شغوفاً متقناً متفانياً في عمله، وكان يعتبر الخدمة العامة، ومساعدة الناس، واجب مقدس وقربى إلى الله؛ وحتى في قراره دخول العمل السياسي عام 1989 كان منسجماً مع قناعاته بأن العمل في خدمة بلده وأبناء وطنه، وإنما هي رسالة وقربى إلى الله يرتجي بها العبد مرضاته سبحانه وتعالى. وعرض خلال الحفل فيلم وثائقي قصير عن الراحل وأهم أعماله وإنجازاته وآرائه، وكان الإعلامي حسام غرايبة قد قدم فقرات حفل التأبين.
–(بترا)