جونسون يحيط نفسه بمتشككين بالمشروع الأوروبي لقيادة بريكست

0 239

العالم الآن – أحاط رئيس وزراء بريطانيا الجديد بوريس جونسون نفسه الأربعاء بمتشككين بالمشروع الأوروبي، وجدد وعده بمغادرة الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الأول/أكتوبر باتفاق أو من دونه.

وقرر جونسون تعيين المصرفي السابق وزير الداخلية ساجد جاويد، وهو ابن عائلة مهاجرين باكستانيين، وزيراً للمال.

ويعدّ هذا المنصب إستراتيجياً في سياق بريكست خصوصا في حال إقرار الخروج من الاتحاد من دون اتفاق، ما من شأنه إثارة اضطرابات اقتصادية حادة.

وحلّت بريتي باتل (47 عاماً) مكان جاويد في وزارة الداخلية، وهي مدافعة بقوة عن بريكست.

وتؤكد هذه التعيينات الأولى ما كان يتداوله المقربون منه لناحية أنّه سيشكل حكومة تتضمن عدداً أكبر من النساء ومن سياسيين من الأقليات الاتنية.

كما اختار جونسون دومينيك راب ليتولى مهام وزارة الخارجية بريطانيا، وهو أيضاً من المتشككين بالمشروع الأوروبي. وأيضاً يعدّ هذا المنصب حساساً في هذا الظرف الذي تتخلله أزمة الناقلات النفطية مع إيران.

وكان راب استقال العام الماضي من حكومة تيريزا ماي وسبق له أن أعلن تأييده تعليق عمل البرلمان إذا اضطر الأمر بغية السماح بالخروج من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق ومن دون الحاجة إلى موافقة البرلمان.

كما جرى تعيين جاكوب-ريس موغ وزيراً للعلاقات مع البرلمان.

-مغادرة “بلا شروط”-

وفي كلمته الأولى أمام مقر الحكومة البريطانية، وعد جونسون ب”الخروج من الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الأول/اكتوبر من دون شروط”. وجرى تحديد هذه المهلة بعد تأجيلين سابقين لبريكست الذي كان محدداً بدايةً في 29 آذار/مارس.
وكرر استعداده للخروج بلا اتفاق، شاجباً “تشاؤم” المعارضين لبريكست الذين يخشون تداعيات اقتصادية لخروج مفاجىء بعد 46 عاماً من الشراكة في المشروع الأوروبي.

وعيّن جونسون دومينيك كامينغز، أبرز الناشطين في حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي عام 2016، مستشاراً رئيسيا وفق مصدر قريب من فريقه.

وكان عدد من وجوه حكومة تيريزا ماي أعلنوا استقالتهم قبيل تسلّم جونسون مهامه، تعبيراً عن رفضهم لاحتمال الخروج من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق.

وإذا كان جونسون، رئيس بلدية لندن السابق، يحظى بشعبية واسعة بين ناشطي حزب المحافظين، فإنّه بعيد عن حصد تأييد كبير لدى الرأي العام.

واشار استطلاع رأي ل”يوغوف” الأربعاء إلى أنّ شعبيته بين البريطانيين لا تتخطى 31%.

-تشنجات أولى-
واتصف اليوم الأول لجونسون في رئاسة الوزراء ببروز بعض التشنجات إذ قام عدد من الناشطين ضد التغير المناخي بعرقلة موكبه لاقل من دقيقة اثناء توجهه إلى قصر باكنغهام لمقابلة الملكة.

وفي وسط لندن، تظاهر آلاف الأشخاص ضدّه، ورفع البعض لافتات كتب عليها “اطردوا جونسون” أو أيقظوني من هذا الكابوس”.

وقالت إحدى المتظاهرات، فالنتينا فراسكا (37 عاماً)، لفرانس برس “إنّه عنصري، كاره للأجانب وكاذب”. وتابعت “بت أعرف الآن ما يشعر به الأميركيون”.

وتؤشر هذه الأحداث إلى صعوبات ستعتري مهمة جونسون الذي قال إنّه مقتنع بالحصول على “اتفاق أفضل” من الاتفاق الذي توصلت إليه تيريزا ماي مع بروكسل، إلا أنّه لم يعلن استراتيجية بعد.

ويشير المسؤولون الأوروبيون إلى انّهم لن يُدخلوا تعديلات على الاتفاق السابق، غير أنّهم مستعدون للنظر مجدداً بالإعلان السياسي الذي يؤطر مستقبل العلاقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوربي بعد بريكست.

وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك سارع إلى تهنئة جونسون وقال “أتطلع الى لقائك لمناقشة تعاوننا بالتفصيل”.

بدوره، حذّر رئيس وزراء ايرلندا ليو فارادكار بوريس جونسون، قائلاً إنّ “الإيحاء بأنّه يمكن الحصول على اتفاق جديد في أسابيع أو أشهر ليس واقعياً على الإطلاق”.

ولكن من الجهة الأخرى للمحيط الأطلسي، تظهر الأمور أكثر تفاؤلاً، إذ إنّ الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي كان من أوائل المهنئين لبوريس جونسون، مقتنع بأنّه سيقوم بعمل “رائع”.
” أ ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد