يا أصحاب الياقات اللامعة: لا تلقوا بالتوجيهي في غيابة الجب – فلحة بريزات

0 305

العالم الآن – دون اقصاء لفرحة البيت الأردني بنتائج التوجيهي، إلاّ أنه يتحتّم علينا مراقبة المشهد التعليمي، وعدم فصله عن سياق ما يحدث في ملفات حيوية أخرى، تشهد إزاحات لها عن الهدف الوطني الذي يسعى الوطن بكل أطيافه وتلاوينه إلى المحافظة عليه وصونه .
وعودة على بدء، فإن الفرحة التوجيهية ألقت بظلالها على البيت الأردني الذي ما زال صبحهُ يتنفس سلسلة من النكسات والقرارات التي يتقنها الرسمي لإيقاد اللهيب في الأرض البوار, إلا أن هذا البيت سيبقى الضامن لرفعة الوطن واستقراره، ولولا عناية ربانية لوجدت بعضا يقف على أبواب (الجامع الحسيني) الذي طالته النيران أيضا في توقيت لطيف للقدر، والأمل ألا يكون قد وقع عليه الاختيار بإرادة غير ربانية.
لا خلاف على أن شهادة الثانوية العامة التي تحضر كرغيف الخبز على مائدة الأسر الأردنية طوال العام، هي من الثوابت في المسيرة التعليمية؛ لأنها تؤسس لمرحلة عبور آمن الى الحياة، ومع أنها تمضي بحلوها ومرها, إلا أنها تشكل سنويا تحديات وهموماً تؤرق العائلات المسكونة بتعليم (العيال) والافتخار بحجم التميز الذي سيحققونه في مسيرتهم المتوالية، فتجدهم يقتطعون لقمة العيش لتقوية فرص النجاح لأبنائهم، وتذليل العقبات بأدوات ذاتية يجتهدون لتوفيرها، لأن التعليم هوية وهدف يسعى الأردنيون للحفاظ عليه مهما كانت أحوالهم وصروف ظروفهم رغم قلقهم من غياب عدالة التوظيف المتصاعد .
ومع أن فرحتي بالمنجز صنعتها فرحة الأصدقاء، والجيران، وأبناء القرى العصية على التخلف عن الركب ، إلا أن هناك جزئية غامضة لهذا الكرم الحاتمي الذي أهّله علينا أعضاء النهضة، فإن التمنيات أن لا تكون هذه بداية لسلسلة من القرارات في قطاعات مفصلية ظاهرها المصلحة العامة، وباطنها المضي في زعزعة أساس البناء التعليمي والصحي لغاية في قلب النهضة وممثليها. وهنا أستحضر حديثا للدكتور عبدالسلام المجالي – أطال الله في عمره – في لقاء ضمه ورؤساء حكومات مع سيد البلاد بألا يتم العبث بالمنظومة التعليمية والصحية، وكلنا يدرك عمق بصيرة الدكتور المجالي، وما هي الأسباب التي دعته للحديث عن هذين الملفين دون غيرهما في اللقاء.
لن نخوض في تفاصيل النهج ، والمناهج التي تدخل في منعطف خطر سنلمس كارثيته بعد فوات الأوان، وسنغض الطرف لبعض الوقت عن اجتهادات بعض من حمل ملف التعليم، وسنبقى نستحضر الأمل بأن يجد العقل المخطط للتعليم وتربيته الأدوات والوسائل لمعالجة القضايا التربوية بعيدا عن الشعبوية التي تزداد تعقيداتها يوماً بعد يوم، والتي لن يقفوا حتى على أطرافها ولو بعد حين؛ لأن الإخفاقات المتتالية هي سيدة الموقف في التفكير والتخطيط والتنفيذ لملفات حيوية غدت الوجبة الدسمة على موائد الأردنيين.
نبارك للناجحين، ونتمني أن يتمم الله عليهم الفرحة بمقاعد جامعية تليق بمعدلاتهم، وأن لا يصدمهم الواقع القادم بأن معدلات النجاح المرتفعة ستكون حجر عثرة في الحصول على مقاعد في تخصصات يحلمون بها كالطب والهندسة وغيرها؛ إلاّ إذا كان هناك مكرمة من لدن وزير الوزارتين المتلاصقتين .
رسالة متواضعة الى أصحاب العقول المستنيرة، والأحذية اللامعة إذا كنتم تمكلون هذا الحجم من الإنسانية ، فلماذا تغيب هذه القدرات الفائقة عن قضايا معيشية تلقي بعائلات مستورة كل يوم ( فِي غَيَابَة الْجُبِّ).

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد