#كومستير.. ما بعد إعلان وقف العمل بالإتفاقيات مع إسرائيل – شادن صالح
العالم الآن – قبل أيام أعلن الرئيس محمود عباس وقف العمل بالإتفاقيات مع إسرائيل دون أي توضيح لتفاصيل هذا القرار الذي يعني بالضرورة تجميد العمل بهذه الإتفاقيات وليس الإنسحاب منها او إلغائها، ولكن وقف العمل بها يتطلب إعادة ترتيب للأوراق الإقتصادية والسياسية وغيرها من الأصعدة، مما بعني ضرورة خلق بيئة مناسبة قادرة على الوقوف على أسس متينة واستراتيجيات وحسابات مختلفة عن السابق، تتمثل في إجراءات فلسطينية جديدة قادرة على ترتيب الأمور الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والأمنية مما يستدعي خطة وطنية فلسطينية شاملة.
لكن يذهب مراقبون الى التكلفة التي ستترتب على هذا الإعلان حيث أن الكثير من العوامل الذاتية المترتبة عليه غير موجودة بعد خاصة وأن هذا الإعلان سبقه عدة قرارات من قبل ولكنها لم تنفذ على الأرض وربما يعود ذلك لعدم القدرة على تنفيذه بالفعل ولعدم وجود استراتيجية بديلة تتضمن الوحدة الداخلية الفلسطينية إلا أن الإجتماع الذي ضم اللجنة التنفيذية للسلطة الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني لم يكن ينطوي على آليات تنفيذ هذا القرار خاصة وأنه تزامن مع تصعيد إسرائيلي أخذ شكل هدم لبيوت الفلسطينيين في عدة مناطق فلسطينية في الأيام الأخيرة.
كل هذا يعني أن إتخاذ هذا القرار يجب أن يسبق بتعزيز العامل الذاتي الفلسطيني يتضمن حتماً إنهاء الإنقسام الداخلي الفلسطيني وخطوات فعلية لمواجهة تداعيات تنفيذ أي قرار متخذ …
ذلك وما سبقه أيضاً من قرارات وإعلانات جعل إسرائيل نعمل على التضييق بشكل أكبر على السلطة الفلسطينية على كافة الأصعدة
القرار بوقف العمل بالإتفاقيات بدون وجود ركائز ضرورية وواضحة وشاملة لإنهاء الإنقسام يعني مواجهة مفتوحة مع الإحتلال يجب أن يعد لها عدة أقوى مما يدور في أذهاننا لا سيما أن الإحتلال لم يعد ضمن خيارته البحث عن تسوية بأي شكل من الأشكال مع الفلسطينيين بل ما يفعله الآن على الأرض هو إقامة إسرائيل الكبرى دون الإكتراث بالحق الفلسطيني أساساً. وهذا بالضبط ما يقودنا الى ضرورة بلورة رؤية شاملة تكون قادرة على مواجهة ما سيترتب بعد ذلك،
عدم الوضوح والتفسير الكافي والمفصل لإعلان وقف العمل بالإتفاقيات يقودنا الى تساؤل مهم … هل هذا الإعلان يشمل اتفاق أوسلو؟ وأتساءل عن هذا الإتفاق تحديداً لأن السلطة الفلسطينية هي واحدة من إفرازات هذا الإتفاق ووقف العمل بالإتفاقيات – إن شملت إتفاق أوسلو – يعني ببساطة أن السلطة الفلسطينية أيضاً لم تعد قائمة، وإن كان كذلك ما البديل للسلطة وكيف سينفذ هكذا قرار على الأرض ؟
تساؤلات عديدة تدور فيما بعد هذا الإعلان لأن ذلك هو الأهم وكيف سيتم التعامل معها في ظل إنقسام وعدم إتفاق داخلي وبالتالي ضبابية الموقف في إتخاذ إجراءات فعلية على أرض الواقع تترجم القرارات المعلنة من الجانب الفلسطيني ….