بوريس جونسون بمحاذات السكة الأمريكية (صورة تيريزا ماي)- الإعلامي فاروق عدنان – لبنان
العالم الآن – المرأة القوية يطيح بها البريكست … هكذا قدمت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي استقالتها من منصبها كرئيسة لحزب المحافظين وللحكومة بأسف شديد والدموع تنهمر من عينيها بسبب فشلها في إقناع النواب بتأييد الاتفاق الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي بشأن الخروج من الاتحاد، عمل شجاع اعتبره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الا انه أشاد بأن التصويت بالرفض من دون مشروع بديل يؤدي إلى مأزق، في إشارة إلى الانتخابات الأوروبية وإلى ملف بريكسيت.
(صورة بوريس جونسون)
يتولى بوريس جونسون رسميا منصبه رئيسا لوزراء بريطانيا، بعد قبوله دعوة الملكة إليزابيث إلى تشكيل حكومة جديدة وبعد استقالة ماي، فبوريس جونسون ينتمي الى حزب المحافظين البريطانيين المتطرفين، وهو يحمل الجنسية الأمريكية قبل أن يتنازل عنها، باسم أليكسندر بوريس ديفيفل جونسون، وقد اختار اسم بوريس للتعامل وهو الأمر الذي التزم به أفراد الأسرة والأصدقاء ثم صار الجميع ينادونه به. ينتهج الحزب سياسة تقليدية محافظة تعمل على تقليص دور الدولة في النشاط الاقتصادي، والقضاء القطاع العام، مع التشديد على مكافحة الجريمة ووضع ضوابط وقيود على الهجرة إلى بريطانيا، وخارجيا يتبع الحزب سياسة دفاعية قوية من خلال دعم الروابط مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي أي الناتو. فالخروج من الاتحاد الاوروبي سببها التخلص من عبء المهاجرين واللاجئين والخوف من الإرهاب والتوفير المالي للصحة والتعليم والوعود فضفاضة بالازدهار والتجارة الحرة والنفوذ الدولي، كل هذه الأسباب أتت نتيجة الوهم الأمريكي.
عند اعتلائه منصب رئيس بلدية لندن تميز بمقولته الشهيرة: “إذا صوتنا في 23 يونيو/ حزيران واستعدنا السيطرة على بلادنا واقتصادنا وديمقراطيتنا، نستطيع عندها أن نزدهر كما لم نزدهر من قبل”.
يصل جونسون الى رئاسة الوزراء البريطاني بدعم أميركي ويحذو على خطى عنصرية ترامب فمن مصلحة العملاق الأمريكي ان يصل الحليف صاحب الأفكار المتشابهة الى رئاسة الوزراء، فترامب قالها انه بدأ بمحادثات اقتصادية جدية أميركية – بريطانية مع وصول بوريس جونسون لتقوية العلاقات. هذا يجعل بريطانيا في الأيام المقبلة تابعة لسياسات ترامب كما كان توني بلير تابع لسياسة بوش. فإن أراد ترامب مستقبلا شن حرب على إيران سنجد البريطاني في المقدمة.
هكذا قد يستطيع القادة السياسيين من المعسكر الأمريكي الخروج ببريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتأثير على المواطنين البسطاء، وخلق فزّاعة وهمية لديهم بخصوص تبعات انضمام تركيا إلى الاتحاد، وتصوير الأمر على أنه يهدد بفتح حدودها لتدفق آلاف اللاجئين الموجودين فيها حالياً إلى الدول الأوروبية.