جونسون يزور إيرلندا الشمالية ساحة معركة بريكست

0 253

العالم الآن – أجرى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأربعاء زيارة إلى إيرلندا الشمالية، الساحة الرئيسية لمعركة انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومحور الخطاب المتوتر المتصاعد على جانبي بحر إيرلندا.

ووصل جونسون الثلاثاء إلى بلفاست، في وقت حذّر مسؤولون إيرلنديون بأن تعهّده بالخروج من الاتحاد الأوروبي مع أو بدون اتفاق، يهدد بتفكيك المملكة المتحدة.

والأربعاء تواصلت التحذيرات، لكن جونسون أكد خلال لقائه مسؤولي الأحزاب الكبرى في إيرلندا الشمالية تصميمه على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

والأربعاء زار كبير مستشاري جونسون لشؤون أوروبا، بروكسل لإبلاغ الاتحاد الأوروبي بموقف رئيس الوزراء البريطاني الجديد.

وقال متحدّث باسم رئاسة الحكومة البريطانية “بصفته مستشار رئيس الوزراء لشؤون أوروبا، يزور ديفيد فروست بروكسل لإجراء لقاءات تمهيدية مع كبار المسؤولين ولإبلاغهم شخصيا رسالة من رئيس الوزراء بأن المملكة المتحدة ستخرج من الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الأول/أكتوبر أيا كانت الظروف”.

وقالت ماري لو مكدونالد زعيمة حزب شين فين بعد لقائها رئيس الوزراء البريطاني إن جونسون “قد وجّه البوصلة باتجاه بريكست فوضوي ومن دون اتفاق”، مما يعني أن إيرلندا الشمالية باتت الآن أمام بحث خيار الانضمام لجمهورية إيرلندا.

وقالت مكدونالد لشبكة “بي بي سي” البريطانية “لقد أبلغناه بكل وضوح بأن الخطة الموسّعة التي يقول لنا إنه سيطبّقها في حال الخروج من دون اتفاق يجب أن تتضمن هذا الطرح الدستوري”.

– “شبكة الأمان” –

ولجمهورية إيرلندا حدود برية مع إيرلندا الشمالية يريد الطرفان إبقاءها مفتوحة بعد بريكست، لأسباب منها اقتصادية وأيضا والأهم، للحفاظ على عملية السلام التي وضعت حدا لعقود من أعمال العنف بين القوميين الإيرلنديين والموالين لبريطانيا.

وتعتبر ازالة الحواجز على الحدود مع دولة إيرلندا عاملا رئيسيا في خفض التوتر. لكن بعد بريكست ستصبح الحدود جزءا من الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي مما سيتطلب حراستها.
والاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي اقترح ما أطلق عليه حل “شبكة الأمان”، وهي آلية تهدف للحفاظ على السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي ومنع إقامة حدود فعلية على جزيرة إيرلندا.

لكن العديد من النواب المشككين في مؤسسات الاتحاد الأوروبي يعتقدون أن الآلية تمنح الاتحاد الأوروبي الكثير من السلطة على بريطانيا ورفضوا الاتفاق ثلاث مرات.

وفي حال لم يتم التوصل لاتفاق تجاري بحلول العام 2020، تبقي شبكة الأمان المملكة المتحدة ضمن الوحدة الجمركية للاتحاد الأوروبية، كما تبقي إيرلندا الشمالية بالإضافة إلى ذلك خاضعة لأنظمة السوق الأوروبية المشتركة، لتفادي قيام حدود بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا.

ولا يمكن للندن أو بروكسل إنهاء هذا الإجراء أحاديا.

– إيرلندا متحدة؟ –

وقال جونسون لرئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار الثلاثاء إن خطة “شبكة الأمان” غير مقبولة، ما وضعه على خلاف مع كل من دبلن والمفوضية الأوروبية التي تتمسك بالاتفاق وترفض إعادة التفاوض بشأنه.

وقال اثناء رحلة إلى ويلز “اذا كانوا حقا لا يستطيعون القيام بذلك، فمن الواضح أن علينا أن نستعد للخروج دون اتفاق”. وأضاف أن “المسألة بيد الاتحاد الأوروبي، الكرة في ملعبهم”.

وقال فارادكار إن خطة جونسون لإعادة التفاوض على الاتفاق بحلول مهلة 31 تشرين الأول/أكتوبر “ليست معقولة إطلاقا”.

من شأن بريكست من دون اتفاق أن يسبب فوضى على الحدود ويهدد بكارثة اقتصادية لإيرلندا إذ يقطعها عن شركائها التجاريين الرئيسيين.

وقال فارادكار الجمعة إن بريكست من دون اتفاق يمكن أن يؤدي إلى اتحاد بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا.

ونقلت صحف ووسائل إعلام عن فارادكار قوله إن “الأشخاص الذي يمكن أن يوصفوا بالقوميين المعتدلين أو الكاثوليك المعتدلين الذي كانوا راضين نوعا ما عن الوضع القائم، سيفكرون أكثر بإيرلندا متحدة”.

وإيرلندا الشمالية ليست الأراضي الوحيدة التابعة للملكة المتّحدة تُسلّط الأضواء على وضعها بعد بريكست.

وقد زار جونسون الإثنين اسكتلندا بعد ان طالبت رئيسة وزرائها نيكولا ستورجن الأسبوع الماضي بـ”خيار بديل” لاستراتيجية جونسون في ملف بريكست.

وفي ويلز أبلغ رئيس الحكومة مارك دريكفورد رئيس الوزراء البريطاني بأن بريكست سيكون “كارثيا” مطالبا إياه بـ”الكف عن العبث بمصير البلاد”.
” أ ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد