#كومستير… عيد الأضحى …بنكهة التعب – شادن صالح – الأردن
العالم الآن – أصبح من البديهي لأي منا والناظر لحال الأمة أن يعرف الإجابة لقول المتنبي ” بأي حال عدت يا عيد” … فالمظالم التي يعاني منها الناس في شتى بقاع الأرض هي الإجابة الكافية والمحزنة للأحوال الراهنة …
ابتداءً من فلسطين وأقصاه المنتهكة حرماته وغزة المحاصرة وضنك العيش فيها مروراً بالقصف والتدمير في سوريا … مع طبول حرب تقرع مع أصداء صراع إيراني أمريكي … وحرب استنزاف في اليمن وحصار طرابلس الليبية… ناهيك عن الصراع العسكري المدني في السودان ومآسي المسلمين في إفريقيا الوسطى وأزمة روسية أوكرانية بعد ضم الروس لشبه جزيرة القرم … أضف الى ذلك سياسة الأرض المحروقة ضد مسلمي ميانمار. والجرائم التي ترتكب بحقهم والتي يندى لها الجبين … ومحاولة القضاء على مظاهر الهوية الإسلامية وإضهاد الصين للمسلمين فيها…
أمم تحت القهر ولا مجير له تجعل العيد مقتولاً في أنفسنا بعد المناداة بإسم هذه الأمم وبإسم الدين للحفاظ على السلطة والمنافع والمصالح الشخصية…
حرارة الطقس لا تقل أبداً سخونة عن حرارة القضايا وسوء الأوضاع في كل دول العالم العربي … فعلى اختلاف الطقوس الاحتفالية بالأعياد في بلادنا العربية إلا أن القاسم المشترك بينها جميعها من قلق وإفتقاد للأمن وحتى على المستويات الإقتصادية والنفسية لهذه الشعوب يترك بصمته على أجواء العيد ..
وبما أن الإعلام في كل دولة يلعب الدور الأكبر في ضبط المزاج العام عادة فلنا أن نقدر هذا المزاج في ظل أجواء وأوضاع مشحونة وحافلة بالتطورات والأحداث منها الدموي ومنها الكارثي وغيرها من النزاعات والصراعات … لذلك فأن الإعلام أيضاً عامل مهم في توجيه هذا المزاج نحو الكثير من الإستفزاز من خلال تأجيج الهموم الإنسانية والأزمات السياسية والصراعات المسلحة في دول العالم العربي وإكساب هذه الأوضاع أكثر زخماً وسخونة لا سيما مع زيادة التوتر بين إيران ودول المنطقة عامة … ومع بقاء القضية الفلسطينية في الواجهة حاضرة حية في الأذهان والنظر بترقب لما ستؤول إليه الأمور في ظل سياسة الإحتلال الإستفزازية وصفقة القرن المزعومة مما يدخل الشارع العربي في حالة غموض وعدم يقين مما هو آت وفتح الباب على مصراعيه للاحتمالات ….كل هذا يثبت وللأسف إخفاق الإعلام في التعاطي مع كل هذه الأوضاع وعدم استيعاب حالة القلق والترقب للمواطن العربي من خلال محتوى مطمئمن ومهدئ للرأي العام واستعاض بذلك بتأجيج المواقف وزيادة التهابها….
أما في الأردن فأن الأوضاع ليست بأفضل كثيراً وخاصة من النواحي الإقتصادية وذلك لتزامن عيد الأضحى مع العديد من المتاسبات الاجتماعية ونتائج الثانوية العامة قبل أيام وقرب العام الدراسي الجديد ما وضع ضغطاً كبيراً أثقل كاهل الأسر الأردنية … وبالتزامن مع حلول العيد بمنتصف الشهر وليس في موعد استلام الرواتب الشهرية للموظفين ما يعني ضعفا في القدرة الشرائية للمواطن التي تشكو أساساً من ضعفاً عاماً …
كل هذه الظروف الإقتصادية ألقت بظلالها على الأسواق المحلية وضعف حركة الأسواق ….
هنا يقف رب الأسرة عاجزاً عن شراء ثياب العيد لأولاده وخلو بيته من مظاهر وطقوس العيد وأسئلة كثيرة تحوم بالبال .. كيف سيتم تأمين مبلغ مالي لإكرام صلة الرحم ومن من سيستدين وكيف سيدفع فانورة الكهرباء وكيف له أن يدفع إيجار البيت …
حتماً سيهرب من ذلك كله ومن عيونه أبنائه خصوصاً حين يقف أمامهم عاجزاً عن تأمين أبسط متطلباتهم .. رافعاً يديه لرب السماء مردداً: يا رب لك وحدك الشكوى وأنت الرزاق العليم…
عيدكم مبارك