الانفصاليون في جنوب اليمن يعلنون سيطرتهم على القصر الرئاسي في عدن

0 275

العالم الآن – أعلن الانفصاليون الجنوبيون في اليمن مساء السبت أنهم سيطروا على القصر الرئاسي في عدن، العاصمة الموقتة للحكومة اليمنية التي دعت الإمارات لوقف دعمها لهم، بينما هدّدت الرياض الطرفين المتحاربين باستخدام “القوة العسكرية” لفرض وقف فوري لإطلاق النار، داعية إياهما “لاجتماع عاجل” في المملكة.

وفجر الأحد أعلن طرفا النزاع موافقتهما على وقف إطلاق النار وقبولهما الدعوة السعودية.

– بدون قتال –

وكان مسؤول في قوات الحزام الأمني قال لوكالة فرانس برس مساء السبت “تسلمنا قصر المعاشيق من القوات الرئاسية بدون مواجهات”، بينما أكد شهود عيان أن قوات الحرس الرئاسي سلمت قصر المعاشيق بدون معارك.

وأضاف المصدر “تم تأمين خروج أكثر من 200 جندي من القصر يتبعون ألوية الحراسة الرئاسية”.

والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي موجود في السعودية.

ومنذ الأربعاء، تدور اشتباكات عنيفة في عدن بين القوات الموالية لحكومة هادي ومسلّحين من قوات “الحزام الامني”.

وحمّلت وزارة الخارجية اليمنية المجلس الانتقالي الجنوبي ودولة الإمارات “تبعات الانقلاب” في عدن، مطالبة أبو ظبي بوقف دعمها المادي والعسكري فوراً للانفصاليين.

وأكد نائب وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي في تغريدة على حساب موقع وزارة الخارجية اليمنية على تويتر أن حكومته تحمل “المجلس الانتقالي ودولة الامارات العربية المتحدة تبعات الانقلاب على الشرعية في عدن”.

وطالب الحضرمي أبو ظبي ب”ايقاف دعمها المادي وسحب دعمها العسكري المقدم لهذه المجاميع المتمردة على الدولة بشكل كامل وفوري”.

– وقف إطلاق النار –

وفي الرياض، دعا التحالف الذي تقوده السعودية إلى وقف إطلاق النار بشكل “فوري” في عدن، مؤكّداً أنّه سيستخدم “القوة العسكرية” ضدّ من يخالف ذلك.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن المتحدث باسم التحالف العقيد الركن طيار تركي المالكي قوله إن قيادة التحالف “تُطالب بوقف فوري لإطلاق النار في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن اعتباراً من الساعة الواحدة بعد منتصف هذه الليلة(…) وتؤكّد أنها ستستخدم القوة العسكرية ضدّ كل من يخالف ذلك”.

ودعت الرياض أيضا إلى”اجتماع عاجل” للأطراف اليمنية المتحاربة في عدن.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان عبر تويتر “توجّه المملكة الدعوة للحكومة اليمنية ولجميع الأطراف التي نشب بينها النزاع في عدن لعقد اجتماع عاجل في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية لمناقشة الخلافات وتغليب الحكمة والحوار ونبذ الفرقة ووقف الفتنة وتوحيد الصف”.

وفجر الأحد أعلن طرفا النزاع موافقتهما على دعوتي التحالف والسعودية.

وقالت الحكومة اليمنية في بيان إنّها “ترحّب بالوقف الفوري لإطلاق النار في العاصمة المؤقتة عدن” وتؤكد “التزامها بدعوة تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية لوقف إطلاق النار”.

كما رحّبت الحكومة “بدعوة المملكة العربية السعودية للحكومة وجميع الأطراف لعقد اجتماع عاجل في المملكة للوقوف أمام انقلاب ميليشيا المجلس الانتقالي على الحكومة واستهدافها لمؤسسات الدولة الامنية والعسكرية والمدنية في العاصمة المؤقتة عدن”.

بدوره أكّد الانفصاليون “استجابة المجلس الانتقالي لبيان قيادة تحالف دعم الشرعية والتزامه التام بايقاف إطلاق النار”.

ورحب المجلس كذلك “بدعوة الأشقاء في المملكة العربية السعودية للحوار وجاهزيته له”.

الإمارات تدعو للتهدئة –

وكانت الإمارات، الشريك الرئيسي للسعودية في قيادة التحالف العسكري، دعت في وقت سابق السبت إلى “التهدئة وعدم التصعيد”.

وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في بيان إن بلاده “وكشريك فاعل في التحالف العربي (…) تقوم ببذل كافة الجهود للتهدئة وعدم التصعيد في عدن وفي الحث على حشد الجهود تجاه التصدي للانقلاب الحوثي وتداعياته”.

وشدد الشيخ عبد الله على “ضرورة تركيز جهود جميع الأطراف على الجبهة الأساسية ومواجهة ميليشيا الحوثي الانقلابية والجماعات الارهابية الأخرى والقضاء عليها”.

وتحظى قوات “الحزام الأمني” التي تتمتع بنفوذ في الجنوب اليمني وتقاتل الحوثيين ضمن صفوف القوات الحكومية، بدعم الإمارات العربية المتحدة، العضو الرئيسي في تحالف عسكري تقوده السعودية في هذا البلد ضد المتمردين.

وتتألّف هذه القوات أساسا من الانفصاليين الجنوبيين الذين يرغبون في استقلال الجنوب اليمني، وينتمون للمجلس الانتقالي الجنوبي.

وكان الجنوب دولة مستقلة حتى الوحدة مع الشمال عام 1990.

وعدن هي العاصمة الموقتة للحكومة المعترف بها منذ سيطرة المتمردين الحوثيين على صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014.

وقتل 18 شخصا على الأقل وأصيب العشرات في القتال في عدن، بحسب مصادر طبية وعسكرية.

ويشهد اليمن منذ 2014 حرباً بين المتمرّدين الحوثيين المقرّبين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به، وقد تصاعدت حدّة المعارك في آذار/مارس 2015 مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري دعماً للقوات الحكومية.

– تقويض التحالف –

وتعكس الاشتباكات الانقسامات العميقة في المعسكر المناهض للمتمردين الحوثيين، وتقوض التحالف بقيادة الرياض وأبو ظبي، بحسب خبراء.

وحذرت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير الجمعة أن الاشتباكات “تهدد بإدخال جنوب اليمن في حرب أهلية داخل الحرب الأهلية” الدائرة حاليا.

وقالت المجموعة أن أي نزاع مماثل “سيعمق ما هو بالفعل الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم وسيصعب من تحقيق تسوية وطنية سياسية”.

وليست هذه المرة الأولى التي يتواجه فيها الطرفان.

ففي كانون الأول/يناير 2018، شهدت عدن قتالا عنيفا بين الانفصاليين والقوات الحكومية أدى إلى مقتل 38 شخصا وأصابة اكثر من 220 آخرين بجروح.

واتهم مسؤولون في المجلس الانتقالي الجنوبي حزب “الإصلاح” الإسلامي بقتل قائد في “الحزام الأمني”. ويرون أيضا أن عناصر من حزب الإصلاح الذي يعتبرونه إرهابيا “تسللوا” إلى حكومة هادي.

ولم يخف الانفصاليون أبدا غضبهم حيال حكومة هادي التي يعتبرونها “فاسدة”.

وقالت مجموعة الأزمات في تقريرها الجمعة أن الوضع المعقد في عدن يكشف “التوترات داخل التحالف بقيادة السعودية”، مشيرة إلى أنه “متحد ضد عدو مشترك ولكنه مجزأ ويفتقد لهوية مشتركة”.

وبحسب التقرير فإن الظروف الحالية تستدعي “تدخلا دبلوماسيا قويا من قبل الأمم المتحدة والسعودية والإمارات لتجنب الأسوأ والمساعدة في التوصل إلى حل دائم”.

وأوقعت الحرب نحو 10 آلاف قتيل وأكثر من 56 ألف جريح منذ 2015 بحسب منظمة الصحة العالمية، غير أنّ عدداً من المسؤولين في المجال الانساني يعتبرون أن الحصيلة الفعلية أكبر بكثير.

ولا يزال هناك 3,3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24,1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، الى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حالياً.
” أ ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد