سفينة تقل مهاجرين عالقة أمام سواحل إيطاليا رغم اتفاق اوروبي

0 256

العالم الآن – تمكّنت السفينة التابعة للمنظمة الإسبانية غير الحكومية “بروآكتيفا أوبن آرمز” من إنزال عدد ضئيل من المهاجرين الذين أنقذتهم من عرض البحر، لكنّها لا تزال راسية على بعد مئات الأمتار من ميناء جزيرة لامبيدوسا الإيطالية بانتظار تنفيذ اتّفاق بشأن توزيع المهاجرين على دول أوروبية عدّة.

وقالت المنظمة الإنسانية إنّ حوالى عشرة مهاجرين تم إجلاؤهم ليل الخميس-الجمعة على وجه السرعة من السفينة لتلقّي الرعاية الطبية، مشيرة إلى أنّ عدد المهاجرين المتبقّين على متنها منذ أسبوعين هو 134 مهاجراً.

وقالت المنظمة “كلّ من هم على متن السفينة بحاجة للنزول منها على وجه السرعة بداعي الإنسانية”، مشيرة إلى أنّها لا تنوي الرسوّ بالقوة.

والخميس أعلنت روما أن ستّ دول من الاتحاد الأوروبي وافقت على استقبال عدد من المهاجرين العالقين على متن سفينة الإنقاذ، وذلك وسط خلاف محتدم حول الهجرة بين وزير الداخلية الإيطالي ورئيس الوزراء.

وفي رسالة موجهة إلى وزير الداخلية اليميني المتطرف ماتيو سالفيني الذي كان يسعى الى منع دخول السفينة “أوبن آرمز” الى المياه الايطالية، قال رئيس الوزراء جوزيبي كونتي “لقد أبلغتني دول فرنسا وألمانيا ورومانيا والبرتغال وإسبانيا ولوكسمبورغ بأنها على استعداد لاستقبال المهاجرين”.

وأضاف كونتي في رسالته “مرة أخرى، يمد نظراؤنا الأوروبيون لنا يد العون”، منتقدا ما يقوم به سالفيني ووصفه بانه “الاعيب غير نزيهة”.

وانتقد ما وصفه بأنه أصبح “هوساً” لدى سالفيني بالتركيز على سياسة هجرة اختُصرت بعبارة “مرافئ مغلقة”.

واتخذ سالفيني موقفا متشددا ازاء المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من البحر ونقلهم إلى إيطاليا، معتبرا أن ذلك يشكل عبئا غير عادل كون إيطاليا أول مرفأ يصل إليه اللاجئون من دول عدة.

وردا على رسالة كونتي كتب سالفيني على فيسبوك “واضح أنه لولا عزمي لما حرك الاتحاد الأوروبي ساكنا، تاركا إيطاليا والإيطاليين وحيدين مثل (ما فعلت حكومات سابقة) لسنوات”.

وأضاف “لدي هوس بمحاربة كل أنواع الجريمة ومنها الهجرة السرية. انا وزير للدفاع عن حدود وأمن وشرف وكرامة بلدي”.

وكان سالفيني، زعيم حزب الرابطة المناهض للهجرة، قد تخلى عن ائتلافه مع حركة الخمس نجوم المناهضة للمؤسسات الأسبوع الماضي، آملا بتصويت على طرح الثقة يطيح بالحكومة التي تشكلت قبل 14 شهرا.

غير أن رهانه فشل وعثر شريكه الذي تخلى عنه، على حليف غير متوقع هو الحزب الديموقراطي المعارض. وصوتت الأحزاب الثلاثاء ضد مسعى سالفيني إجراء تصويت عاجل للاطاحة بالحكومة التي يتولى فيها أيضا منصب نائب رئيس الوزراء.

وبات مصير المهاجرين على متن سفينة الإنقاذ “أوبن آرمز” التي تشغلها منظمة “بروأكيتيفا” الخيرية الإسبانية في قلب أزمة سياسية في روما.

في وقت سابق هذا الشهر وقع سالفيني مرسوما يحظر دخول أوبن آرمز إلى المياه الإيطالية، بهدف الحفاظ على النظام العام حسب قوله.

غير أن بروأكتيفيا قدمت استئنافا لدى محكمة إدارية علقت الأربعاء ذلك المرسوم.

ثم وقع سالفيني مرسوما جديدا يمنع دخول السفينة، لكن في مؤشر الى تراجع سلطته، منعت وزيرة الدفاع الإيطالية القرار.

وأعلنت اليزابيتا ترينتا، من حركة خمس نجوم وتتمتع بصلاحية إلغاء مرسوم سالفيني، إنها قررت رفض ذلك.

– الإنسانية تستثمر في إفريقيا-

قالت ترينتا في بيان “اتخذت هذا القرار لأسباب قانونية قوية، مصغية لضميري”.

وأضافت “يحب ان لا ننسى أنه خلف الجدل في الأيام القليلة الماضية، هناك أطفال وصغار عانوا من العنف والانتهاكات بجميع الأشكال. لا يجب على السياسة أن تنسى الإنسانية”.

ورد سالفيبني “بفضل المفهوم المفترض +للانسانية+ أصبحت إيطاليا خلال عهد الحكومة الديموقراطية (الحزب الديموقراطي) مخيما للاجئين في أوروبا”.

وأضاف أن “الإنسانية يجب أن تستثمر بشكل جدي في إفريقيا، وحتما لا أن تفتح المرافئ الإيطالية”.

يتمتع سالفيني بدعم تتراوح نسبته بين 36 و38 بالمئة بين الناخبين، لأسباب أهمها موقفه المتشدد من المهاجرين غير الشرعيين.

وانتشلت السفينة أوبن آرمز المهاجرين وغالبيتهم أفارقة، من قوارب في البحر المتوسط في وقت سابق هذا الشهر حيث تشجع الظروف الجوية المزيد منهم على الابحار من ليبيا.

ورفضت كل من إيطاليا ومالطا السماح للسفينة بالرسو في مرافئها وإنزال الركاب.

ورفضت إسبانيا الثلاثاء طلبا من قبطان السفينة إنزال 32 قاصرا على متنها، قائلة إن ليس لديه السلطة القانونية لتقديم طلب لجوء نيابة عنهم.

والجمعة كتبت منظمة بروأكتيفا الإسبانية المشغلة لأوبن آرمز على تويتر إن ثلاثة أشخاص يعانون من “مضاعفات طبية تتطلب عناية خاصة” ومرافق لهم، تم إنزالهم في ساعة متأخرة الخميس من السفينة التي تنتظر إذنا من روما بالرسو في لامبيدوسا.

والخميس كتبت المنظمة غير الحكومية على تويتر إن خمسة أشخاص سمح لهم بالنزول في جزيرة لامبيدوسا “لأسباب نفسية” مع مرافقين.

وتبحث سفينة إنقاذ أخرى هي أوشن فايكينغ التي تشغلها منظمة إس.أو.إس ميديتيرانيه ومنظمة أطباء بلا حدود، وعلى متنها 350 مهاجرا عن مرفأ ترسو فيه.
” أ ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد