ضابط الايقاع – سهير جرادات – الأردن

0 372

العالم الآن – ” ضابط الإيقاع” ، هو أهم عنصر في الفرقة الموسيقية ، كونه المسؤول عن نجاح اللحن الموسيقي ، وتناغم التأليف الموسيقي وضبطه بطابعه الصوتي والهارموني ، من خلال إعطاء الإشارة لمجموعة الموسيقيين في الفرقة الموسيقية التي تؤدي اللحن لضبط سرعة الأنغام والأصوات الصادرة في القطعة الموسيقية التي تخرج عن الآلآت الموسيقية الشرقية أو الغربية الحديثة أو القديمة، وتنبيه المغني إلى التغير الذي سيحدث في سرعة اللحن ، لضمان خروج اللحن بالصورة المطلوبة ، التي ترضاها الأذن الموسيقية.

وعلى الرغم من أهمية ” ضابط الإيقاع ” ،إلا أن نجاح المعزوفة، لا يعتمد عليه وحده ، انما يجب ان يرافقه اللحن الجيد ، بحيث تصبح العملية تكاملية ، لأن اللحن الجيد يحتاج الى ضابط ايقاع جيد؛ لضمان إنجاح المقطوعة الموسيقية ، فمهما كان

” ضابط الايقاع” مجيدا، فلا يمكنه إصلاح اللحن السيىء ، وإنما سيزيد من انتشار سوئه، اما الضابط الجيد فبالتأكيد لن ينتج اللحن الفاشل .

في مسرح الوطن ، يتعدد ضباط الإيقاع ، فهناك ضابط إيقاع سياسي ، وضابط إيقاع اقتصادي ، وآخر اجتماعي ، وجميعهم (أزعم أنهم) غير ناجحين ، كونهم يضبطون الإيقاع على” قد إيدهم” ، وليس بحجم تطلعات الوطن !!. شهدنا الكثير من ضباط الإيقاع ، الذين تمت تنحيتهم جانبا بشكل قسري لانتهاء دورهم ، منهم من التزم الصمت ،ومنهم من غضب ورفع صوته معترضا ، وأخرج ما في جعبته من قصص وروايات يجهلها الآخرون ، حتى باتت مواقفهم تنعكس سلبا على الوطن واستقراره. أحيانا يتم ضبط الإيقاع ، وفي أحيان كثيرة لا يتم ضبطه ، فينشغل الشعب عن المخططات الخارجية التي تحاك ضد بلدنا ، والتي مصيرها سيكون بالتأكيد الفشل، خاصة أننا لا نعرف اين نقف ، وما المحطة المقبلة؟ ولا إلى أين سنصل ، إنما الأصل هو اشغال الشعب بطريقة تضمن أن نصل لحالة الاستقرار التي ننشدها . هناك خلل حصل في ضبط هارموني، بتعيين أول ضابط طيار مقاتل في موقع الرجل الأول في قيادة الأركان ، حيث جرت العادة أن يكون التعيين من سلاح الدروع، الذي يعنى باللوجستيات العسكرية ، إلا في آخر تعينين سبقا الرئيس الحالي فكانا من سلاح المدفعية . ومعروف أن سلاح الدروع يجمع المدفعية والمشاة ، وهو سلاح يكون دائما في مقدمة المعارك ، لضبط زمام الأمور ، فيما سلاح المدفعية أهدافه مهنية ، وسلاح المشاة يضم الراجلة ، وما تبقى الدروع ” السلاح الحاسم في المعارك”.

إلا أن الإيقاع الأهم الذي ينتظرنا نحن الجمهور ، هو إيقاع “إعادة الهيكلة للجيش ” الذي تم الإيعاز به الى القائد الجديد ، ليعطينا مؤشرات الى ملامح المرحلة المقبلة ، خاصة أن لدينا الشغف لمعرفة سبب اختيار هارمني رئيس قيادة الأركان من سلاح الجو ، وهل لهذا التغيير علاقة بالمشاركة في حرب ما ، كون مقاتل سلاح الجو يعنى بالدفاع أو بالهجوم ، فهل نحن مقبلون على حالة دفاع أم هجوم؟ في ظل التحضير والتخطيط لتمرين ” الأسد المتأهب 2019 “، ودلالته ، سنبقى في انتظار الأيام المقبلة لتظهر لنا ملامح الإجابة!!!

[email protected]

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد