#كومستير… إلى من يهمه الأمر – شادن صالح – الأردن

0 884

العالم الآن – مع زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في يومنا الحاضر بات توثيق الأحداث السلبية منها والإيجابية أكثر انتشاراً، مما شكل صدمة لدى البعض تمثلت في بلورة مفاهيم مجتمعية كثيرة لا تمت لأخلاقنا وقيمنا،بصلة ، ما دعا الكثير منا للوصول لنتيجة مفادها أن الإنفتاح في مجتمعنا جاء إلينا بويلات وأن القيم والمبادئ في إنهيار وأن الجريمة في انتشار.
في الحقيقة كل هذا ليس بحقيقي وذلك لأن المجتمعات في كافة البلدان لديها ما يكفي من سلبياتها وجرائمها بنسب معينة ولكن توثيق هذه الأحداث والجرائم في وقت معين وبشكل محدد يقودنا لتساؤلات كثيرة أهمها … لماذا الآن تحديداً؟!
فيديوهات كثيرة انشترت في الاونة الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتميز بالعنف والإنحلال وتصور المشهد على أنه حالة من الإنفلات وإنعدام الأمن والبلطجة وكأننا نعيش في حارة ” كل مين إيده إله ” …
في الواقع النوادي الليلة في عمان مفتوحة منذ عشرات السنين العاملات كبائعات هوى ليس بالجديد أما أعراسنا وأفراحنا قبل المشاجرات لا تخلو من السلاح… إذاً ما الجديد؟! ولماذا تعدى الأمر حدود إعلامنا المحلي وتناولت صحف وقنوات عربية ما يحدث بالأردن على أنه ظاهرة ومثيرة للقلق …
لا بد أن أنوه أن ما حصل في مشهد إطلاق نار على صاحب أحد النوادي الليلية هو فعل لا أخلاقي وغير مقبول وأن الردع يجب أن يكون صارماً وجداً وأن مشهد الفتيات اللواتي تهجمن على إمرأة مسنة وشاب وكانتا بملابس فاضحة هو أمر مشين لأبعد الحدود ولا أعتقد أياً منا لم يشعر بالإشمئزاز لذلك ..

أما التفسير – من وجهة نظري الشخصية – لتوثيق هذه المشاهد وانتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الشكل والآن تحديداً هو خلق ثغرة من شأنها إلقاء اللوم والتشكيك بجهود رجال الأمن الذين يتعاملون يومياً مع جرائم أكثر خطورة وأشد بشاعة من ذلك والتي يتعامل معها الجهاز الأمني بحرفية عالية … ولذلك فأن الدافع وراء ما ينشر هو استثمار هذه الأحداث إعلامياً لتشويه صورة المنظومة الأمنية….
ناهيك عن أن أي تداول عبر مواقع التواصل يعطيها بعدا إعلامياً كبيراً ما يجعلها تأخذ حيزاً كبيراً من حديث الشارع وهذا أمر طبيعي لكن استغلال هذه الأحداث للتشويه هو المقصد والهدف من انتشارها لا سيما أن المجتمع الأردني في تمو وتضخم وعادات وقيم دخيلة أحياناً ووجود الكثير ممن قد يختلفون عن مجتمعنا وزيادة نسبة الفقر والبطالة ما جعل الكثيرين يصورون أحداث عرضية وكأنها تمثل حياتنا اليومية من خلال تضخيم هذه الممارسات…

لا أعتقد أن ما حصل من مشاهد خادشة ومؤذية ولا إنسانية هو مجرد انحطاط أخلاق مرتكبيها فقط بل أن الأمر يتعدى ذلك وهناك من يعمل خلف هذا المشهد

لأن تحولاً كبيراً في صيغة انتشار هذه الأحداث يودي الى نتيجة مفادها إصباغ الرأي العام وتعاطيه بصبغة هجومية للجهاز الأمني عن طريق استخدام سلوك بعض المجرمين والعاملات في الدعارة كوسيلة لإظهار ضعف وتقصير الأجهزة الأمنية والدليل الدامغ هو نشر الكثير من الفيديوهات القديمة والتي جلها ليس في الأردن ونسبها لأحداث  على أنها حصلت في عمان…
هنا نخلص لنتيجة مفادها أن ثمة عبث وتلاعب بتوجهات الرأي العام بطريقة مسمومة وبشعة.. غائباً عن بال هذه الفئة أن المواطن الأردني اليوم يستخدم نفس هذه الوسائل لمعرفة المعلومة الصحيحة ومن مصادرها أيضاً … والذي يقودنا الى أن مثل هذه الأحداث لا تنتمي لموروثاتنا الاجتماعية والثقافية ولا تمثل المجتمع الأردني الذي تصوره الأيادي الخفية على أن مجتمع يسوده المخدرات والأسلحة والدعارة بل على العكس فأن المطالبات الشعبية بمجملها تصب بإيقاع أقصى العقوبات على من يقوم بمثل هذه الأفعال..
دعونا فقط أن نرى ما وراء الأحداث ومن المستفيد من كل ذلك دون التشكيك بالأجهزة الأمنية التي كانت ولا تزال العين الساهرة على أمن هذا البلد

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد