نصُّكَ – نادين طربية – لبنان
العالم الآن –
أن تكونَ نصًّا متنقِّلاً في عالمٍ أمّيّ، جريمةٌ فادحةٌ تمارسها بحقِّ أصنام التافهين والمتزلّفين. أن تكون نصًّا يعني أن تخترق بحواسِّك الإدراكيّة و بقدراتك النّفسيّة، في كلّ مرّةٍ، هاويةً جديدةً. أن تكون نصًّا يعني أن تتمرّد على صوتك الذي اعتدت عليه، أن تصمتَ صمتًا ناضجًا، ألّا تباليَ بخرافاتهم، أن تتبنّى عند كلّ غربةٍ وجهًا متجدّدًا.
لن تصبح نصًّا إذا لم تكن قنبلةً هيدروجينيّةً مفتوحة الانفجار على كلّ احتمالات النموّ، لن تصبحَ نصًّا ما لم يتجاهلوك…ويسخروا منك…ثمّ يكرهوك…فيحاربوك!
محاكمٌ أنت على هذا الكوكب لأنّك تريد أن تقول َ ما لديك، ومجرَّمٌ أنت لأنّك تفكّرخارج الزنزانة الكبرى، ومُدانٌ لأنّك ترى الله كما يرى الطّفلُ مقبرة أمّه لأوّل مرّة، تراه بعين العتاب، وبعين المشتاق، وبعين الحنون..
نصُّك التحامٌ ظرفيٌّ بين الرّوح والمادّة، فالرّوح تتمظهر في الفكر أيضًا والفكر يضيق ذرعًا بالسّلاسل، الروح شاسعةٌ ولحظة تعشقُ…تتكوّر في فكرة، وتولد نصًّا…
نصّك هو إله في ثلاثة أقانيم:
الرّوح
الكون
الفكر
هو لحظة اشتعال وانطفاء فانفجار!
نصّك ليس ملكًا لكَ..فإذا كنتَ يا صديقي لا تزال ترى نفسك إنسانًا واحدًا… أرجوك لا تقرأ هذا المقال..لا تقرأ هذا المقال إذا كنت لم تصل بعد إلى التورّط القبليّ بالشعور الإنساني الذي يجعل منك الإنسانية جمعاء، بكلّ ما تملك من بؤساء وأنبياء، وملحدين،وأطفال، وعباقرة، ونساء، ومجانين…لا تقرأ هذا المقال إذا لم تصل بعد إلى مرحلة تجعل من نصّك اقترافًا لم يتجرّأ عليه أحدٌ…بعدُ.