علينا قراءة هذا العالم – هيثم العجلوني – فلوريدا

0 418

العالم الآن – كيف يمكنك ان تثق في هذا العالم دون ان تقرأه ، دون ان تشاهده ، او دون ان تعيشه ، اليوم هنالك جزء كبيرٌ من هذا العالم دون سواه مُتكاسر ، متهالك ومتخلف ، لا صوت فيه غير الانفجارات والنسف والقذائف ، ولا فلسفة فيه غير فلسفة القتل والظلم والتعذيب ، ولا سيادة فيه غير حماية الزعيم ومصالح الزعيم وبطانته ، عوضاً عن حماية النفوس من الذل والخوف والمهانه ، الناس تريد اليوم احداً يدعوها الى ثقافة الجماعه وحب الحياة ، لا الى الذهاب للموت ، ولكن الساسه وتجار الدين لهم رأي اخر ، وكل يوم هنالك مشهد لعرب يحاولون التسلُّل الى موانىء أوروبا على متن قوارب التهريب والموت ، يغرق بعضها بشبّانه واطفاله دون بطاقات شخصيّه ، واحياناً دون جثث قبل رؤية اليابسة ، وكل ما سوف نعرفه ان اجداد هؤلاء العاثرين جاؤا الى اوروباً في زمن ما ، غزاة وفرساناً وعلماء ، وكان الفارق في علوم الطبابه بينهم وبين الأوروبيين وقتئذٍ ثلاثة قرون ، وقد كان مستشفى القاهره وحده حينئذٍ يضم 8 آلاف سرير وأجنحه لجميع الأمراض المعروفه آنذاك من بينها العقليه ، واليوم عاد احفادهم من دولٍ فاسده ، منبوذة من الخارج ومختلّة في الداخل ، ومن مدن يدمرها أعداؤها مره ، ويحرقها اَهلها او الاشقّاء الف مره ، وقد وصلوا الى مدن بلا عمل واحياناً بلا مأوى ، وكأنهم أتوا ليستردّوا شيئاً من رصيد الاجداد ، يتأملون تقدم الغرب تاره ويتلمّسون عجزهم تارة اخرى ، وسوف نرى في نهاية النهار عجباٌ ، شُبّان يَرَوْن ان الحل الوحيد هو احراق كل ما هو أمامهم ، او تعريب كل من يَألفون ، او أسلمة كل من يقابلون ! فيزرعوا في حقول الفرح المآسي ويطفئون بأفواههم السراج ، وقد طال بعضهم الفصام ، ولعلٌهم معذورون ، فلا عادوا يتذكرون مراكبهم الناجيه ولا هم يحفظون اسماء وتاريخ الاجداد ،، وهكذا في الغالب تبدأ فصول الملحمات التراجيديه ؛ من المنتصف يا رفيق ،،، طاب الصباح بكم ……..

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد