الجيش الليبي يسعى لليوم الثاني إلى انتزاع غريان من «الوفاق»
العالم الآن – قال مسؤول عسكري بارز في «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، لـ«الشرق الأوسط»، إن قواته ما زالت تسعى إلى استكمال سيطرتها على مدينة غريان من قبضة الميليشيات الموالية لحكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، أن قوات «الجيش الوطني» انسحبت مساء أول من أمس من المدينة التي تبعد 100 كيلومتر جنوب غربي طرابلس، بعدما دخلت ضواحيها؛ «خوفاً من تعرضها للخيانة»، لافتاً إلى أن خسائر الميليشيات تزيد على العشرين مقابل 4 قتلى فقط في صفوف الجيش.
وتابع: «الوضع بالكامل تحت السيطرة، ومديرية أمن المدينة انسحبت (أمس) إلى الزاوية كدليل على عدم قدرتهم على المواجهة أو المقاومة». وتحدث عن الأنباء المتداولة حول اعتقال قوات السراج العميد فوزي أبو حرارة، باعتباره آمر غرفة عمليات «الجيش الوطني» في غريان، وقال: «هو من سكان غريان، وكان مكلفاً في السابق عام 2017، لكنه الآن ليس ضمن قوات الجيش ولم يشارك في الهجوم ولم يدخل المعركة أصلاً، لكنهم أتوا به من بيته وزعموا اعتقاله للتغطية على خسائرهم».
واعتبر أن ظهور المشير حفتر، حسبما أعلن مكتب الإعلام بالجيش في بيان مقتضب مساء أول من أمس، وهو يشرف شخصياً على معركة استعادة غريان و«يتابع سير العمليات العسكرية»، حافز معنوي لقوات الجيش، مشدداً على أن «الهدف الرئيسي هو طرابلس». ورأى أن «كل المدن ستسقط بمجرد دخول الجيش إلى وسط العاصمة».
وقال «الجيش الوطني»، في بيان لشعبة إعلامه الحربي أول من أمس، إن «كل العمليات العسكرية تمت وفق خطة محكمة نفذت مراحلها الأولى، ولم يتبق إلا القليل من إتمام الخطة ليعلن رسمياً السيطرة الكاملة على غريان».
وكانت قوات الجيش أعلنت إحرازها تقدما صوب مدينة غريان، عقب سيطرتها على بوابة غوط الريح التي تقع على مشارف المدينة.
وذكر المركز الإعلامي للجيش أن «قواته تتقدم صوب وسط مدينة غريان»، مؤكداً السيطرة على مناطق (الكليبة وبني وزير وبوزيان) جنوب شرقي المدينة.
في المقابل، نقلت عملية «بركان الغضب» التي تشنها قوات السراج عن الناطق باسمها العقيد محمد قنونو، أن سلاح الجو التابع لها نفّذ ست طلعات جوية قتالية استهدفت فلول الجيش التي حاولت التقدم باتجاه غريان، مشيراً إلى أن قوات السراج «دحرت قوات الجيش بعد محاولة يائسة للتقدم باتجاه غريان تحت غطاء جوي، في محاولة لتحقيق نصر».
وكان مصطفى المجعي، المتحدث باسم العملية، أبلغ وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، أن قوات «الوفاق» تصدت لهجوم حاولت تنفيذه قوات «الجيش الوطني» لاستعادة غريان. وأضاف: «العملية تمت بنجاح في إجبارهم على التراجع لضواحي غريان»، مؤكداً سقوط 8 قتلى و10 جرحى في صفوف قوات «الوفاق».
وتمكنت قوات السراج نهاية يونيو (حزيران) الماضي، من استعادة غريان، والتي مثلت أول تقدم عسكري لافت لها، منذ فرض قوات «الجيش الوطني» السيطرة على المدينة مطلع أبريل (نيسان) الماضي وكانت تتخذها قاعدة لعملياتها الرئيسية في غرب البلاد.
في شأن آخر، أعلن متحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين شارلي ياكسلي، بحسب «رويترز» أمس، أن أحدث واقعة لغرق سفينة قبالة ساحل ليبيا ربما أزهقت أرواحاً كثيرة، غير أن المعلومات الأولية تشير إلى إنقاذ نحو 60 شخصاً. وقال ياكسلي على «تويتر»: «ترد أخبار مروعة عن احتمال حدوث خسائر كبيرة في الأرواح في غرق سفينة قبالة ساحل ليبيا». وأضاف أن التفاصيل لا تزال غير واضحة
” الشرق الاوسط”