الحكومة اليمنية ترفض “تبريرات” الإمارات بعد شنها غارات جوية في عدن
العالم الآن – رفضت الحكومة اليمنية مساء الجمعة ما وصفته ب”التبريرات الزائفة” بعد إعلان الإمارات العربية المتحدة أنها شنت غارات جوية في مدينة عدن في جنوب اليمن ضد “ميليشيات إرهابية”.
وكانت الحكومة اليمنية اتهمت أبو ظبي باستهداف قواتها دعما للانفصاليين الجنوبيين.
والإمارات عضو رئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن منذ آذار/مارس 2015، دعما لقوات الحكومة في مواجهة المتمردين الحوثيين المقرّبين من إيران.
لكن منذ بداية آب/أغسطس، فتحت جبهة جديدة في الحرب بين القوات الحكومية والانفصاليين المطالبين باستقلال الجنوب اليمني. وتتهم الحكومة اليمنية الإمارات بمساعدة “قوات الحزام الأمني” الجنوبية، لا سيما عبر شن غارات جوية. وقد تتسبب هذه الجبهة بإضعاف فريق التحالف والحكومة.
وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان إن أبوظبي قامت “بضربات جوية محددة” الأربعاء والخميس استهدفت “ميليشيات إرهابية”، بعد معلومات مؤكدة بأن “المليشيات تستهدف عناصر التحالف، الأمر الذي تطلب ردا مباشرا لتجنيب القوات أي تهديد عسكري”.
وأكدت أبو ظبي في بيانها أن “التنظيمات الإرهابية بدأت بزيادة وتيرة هجماتها ضد قوات التحالف والمدنيين، الأمر الذي أدى إلى تهديد مباشر لأمن هذه القوات”.
وفي الرياض، أكدت الحكومة اليمنية في اجتماع رفضها “التبريرات الزائفة التي ساقتها دولة الامارات للتغطية على استهدافها السافر لقوات الجيش الوطني”.
وأضافت الحكومة في بيان نشرته وكالة سبأ للانباء “أن محاولة دولة الامارات الصاق تهمة الإرهاب بقوات الجيش الوطني هي مجرد محاولة بائسة للتغطية على استهدافها السافر وغير القانوني لابطال الجيش الوطني”.
وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا اتهمت الإمارات الخميس بشن غارات استهدفت قواتها في عدن، دعما للانفصاليين الجنوبيين الذين استعادوا السيطرة على المدينة بعد 24 ساعة على خسارتها على أيدي القوات الحكومية، بعد استقدامهم تعزيزات عسكرية من محافظات أخرى.
وكانوا سيطروا عليها في العاشر من آب/أغسطس بعد معارك مع القوات الحكومية.
وتصنّف الامارات “الإخوان المسلمين” على أنها “جماعة ارهابية”، وتعمل على الحد من نفوذها في اليمن وخصوصا في المناطق الجنوبية.
ويتهم الانفصاليون الحكومة اليمنية برئاسة عبدربه منصور هادي بالسماح بتنامي نفوذ الإسلاميين والتأثير على قراراتها السياسية والعسكرية، وخصوصا من حزب “التجمع اليمني للاصلاح” المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين.
– هجومان في عدن-
وتعتبر عدن العاصمة الموقتة للحكومة اليمنية، إذ يسيطر المتمردون الحوثيون منذ 2014 على العاصمة صنعاء.
ووقع هجومان الجمعة في مدينة عدن أدى أحدهما إلى مقتل ثلاثة مقاتلين انفصاليين، بحسب مصادر أمنية. ونفذ الهجوم انتحاري بدراجة نارية، وهو الأول في المدينة منذ سيطرة الانفصاليين الجنوبيين عليها في العاشر من آب/أغسطس الماضي بعد معارك مع القوات الحكومية. وقد تبنى تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم.
ونجا قائد قوات الحزام الأمني في المدينة وضاح عمر عبد العزيز من انفجار عبوة ناسفة صباحا استهدفت موكبه في منطقة الشيخ عثمان في وسط عدن ما أدى إلى إصابة خمسة من مرافقيه، بحسب المصادر نفسها.
ونفذت قوات الحزام الأمني عملية دهم واسعة واعتقالات في عدن بعد الهجومين، بحسب المصادر الأمنية، مؤكدة أن هناك “خلايا نائمة” تستهدف قوات الحزام الأمني.
وقال سكان محليون إنه تمت مداهمة منازل عسكريين موالين للحكومة اليمنية.
في محافظة لحج، قتل مقاتل من الانفصاليين وأصيب ثلاثة آخرون من قوات الحزام الأمني بجروح بعد إطلاق النار عليهم من جانب مسلحين مقنعين على دراجة نارية أمام محطة وقود في مديرية تبن، بحسب مصدر أمني.
ورجح المصدر أن يكون الهجوم الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه حتى الآن، يحمل بصمات تنظيم القاعدة.
ويتهم المجلس الانتقالي الجنوبي الحكومة اليمنية بالتواطؤ مع منفذي هجومين استهدفا مقاتليه في الأول من آب/أغسطس ما أدى إلى مقتل 49 شخصا.
وتبنى المتمردون الحوثيون واحدا من الهجومين، بينما نسب الآخر إلى جهاديين.
ومساء الجمعة، أكد المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن في بيان أن الهجمات تكشف أن “الإرهاب الداعشي والقاعدي هو الوجه الآخر لهذه الحكومة ومؤسساتها المخترقة ،وهو مايؤكد كل ما ذهبنا إليه سابقاً وحذرنا منه بأن هذه الحكومة ليست سوى مظلة للإرهاب وحامية وداعمة له”.
– تدخل سعودي-
وقال هادي في بيان في وقت متأخر الخميس إن قوات الانفصاليين الجنوبيين “هاجمت كل مؤسسات الدولة ومعسكراتها في العاصمة المؤقتة عدن بدعم وتمويل وتخطيط من دولة الإمارات العربية المتحدة”.
ودعا هادي الذي يقيم في الرياض الحكومة السعودية إلى “ضرورة التدخل لإيقاف التدخل الإماراتي السافر من خلال دعم ميليشيات الانتقالي واستخدام القصف الجوي ضد القوات المسلحة اليمنية”.
ولم يصدر أي تعليق سعودي على تجدد القتال في عدن الأربعاء.
وكانت السعودية دعت الإثنين في بيان مشترك مع الإمارات الانفصاليين والحكومة اليمنية للتفاوض والحوار من أجل التهدئة في جنوب اليمن.
وكان الانفصاليون الجنوبيون يقاتلون الى جانب قوات الحكومة ضد المتمردين الحوثيين المقرّبين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في البلد الفقير منذ 2014، في إطار نزاع جعل ملايين السكان في اليمن على حافة المجاعة.
وكان جنوب اليمن يشكّل دولة منفصلة عن الشمال حتى عام 1990.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه على موقع “تويتر” فجر الجمعة “لمن فقد البوصلة نذكّر بأن حشد الجهود ضد الانقلاب الحوثي هو الهدف وحوار جدّة المقترح هو السبيل”.
” ا ف ب “