الصليب الأحمر يقدر مقتل أكثر من 100 شخص في غارة للتحالف في اليمن

0 296

العالم الآن – قدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأحد أن أكثر من 100 شخص قتلوا في غارة شنها التحالف العسكري بقيادة السعودية على مركز اعتقال تابع للمتمردين الحوثيين في ذمار جنوب العاصمة اليمنية صنعاء.

وكان التحالف أعلن في وقت سابق أنه استهدف “موقعا عسكريا” تابعا للمتمردين اليمنيين في ذمار.

وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن فرانز راوخنشتاين الذي توجه إلى ذمار بعد الغارة لوكالة فرانس برس “نقدر أن أكثر من 100 شخص قتلوا” في الغارة.

وبحسب رواخنشتاين فإن 40 شخصا على الأقل يتلقون العلاج في مستشفيين في المدينة إثر الغارة.

وأكد أن الموقع الذي تم استهدافه كان عبارة “عن مبنى فارغ تابع لكلية ويتم استخدامه منذ فترة كمركز احتجاز”.

وأضاف “من المثير للاستياء أن (الغارة) استهدفت سجناً. إن ضرب مبنى مماثل أمر مثير للصدمة ومحزن. السجناء محميون من قبل القانون الدولي”.

وأرسلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى ذمار فريقا مع إمدادات طبية عاجلة بينها 200 كيس للجثث.

وتابع رئيس البعثة في اليمن “بينما نتحدث، تعمل بعض الفرق بلا كلل بحثا عن ناجين تحت الأنقاض” فيما يقوم آخرون “حاليا بجمع الجثث”.

وأكد أن فرص العثور على ناجين “ضئيلة للغاية”.

وأظهرت مشاهد حصلت عليها فرانس برس مبنى تضرر بشكل كبير، بالإضافة إلى جثث عالقة تحت الركام، وجرافات تعمل على إزالة الأنقاض.

وبعدها، أعلنت الأمم المتحدة في بيان أن “52 محتجزا في عداد القتلى. وهناك 68 محتجزا على الأقل في عداد المفقودين” مشيرة الى أنه “من المرجح أن يزيد عدد الضحايا لأن جهود الإنقاذ ما زالت مستمرة”.

ونقل البيان عن مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث قوله “آمل أن يجري التحالف تحقيقا في هذه الحادثة. يجب أن تحصل مساءلة”.

وأوضحت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي في البيان أن “عدد الضحايا صادم”.

وأشارت غراندي الى أن الغارات الجوية أجبرت المنظمات الإغاثية على تحويل الإمدادات الطبية المخصصة للتعامل مع تفشي مرض الكوليرا إلى مستشفيات ذمار، مؤكدة “ليس لدينا أي خيار”.

-“جرائم حرب”-

وضعت الامم المتحدة التحالف بقيادة السعودية على لائحة سوداء بعد اتهامه ب”قتل أطفال”.

وكان التحالف أعلن في بيان بثّته قناة “الاخبارية” الحكومية السعودية أنه قام “بتدمير موقع تابع لميليشيا الحوثي بذمار يحتوي على مخازن لطائرات بدون طيار”.

وبحسب التحالف فإن الموقع أيضا “يحتوي على صواريخ دفاع جوي معادية”.
وأضاف التحالف “اتخذنا كافة الإجراءات الوقائية لحماية المدنيين في عملية الاستهداف بذمار”.

وكانت قناة المسيرة التابعة للمتمردين الحوثيين افادت في وقت سابق أن التحالف استهدف في “سبع غارات” جوية “مبنى للأسرى” في ذمار، مشيرة إلى أن القصف خلف “عشرات القتلى والجرحى”.

وقبل تعليقات الصليب الأحمر، أصدر التحالف بيانا نشرته وكالة الأنباء السعودية باللغة الإنكليزية قال فيه أن الغارة كانت على “هدف عسكري مشروع”.

وذكر التحالف أن الانفجارات المحدودة تعني ان المبنى كان يستخدم “لتخزين الأسلحة” وأن المتمردين كانوا يحاول إخفاء حقيقة الموقع عبر “الإدعاء أنه سجن سري”.

ونقل البيان عن المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي تأكيده أن “هذا تكتيك حوثي تقليدي وخرق لقوانين الاشتباك المسلح. الموقع لم يكن مسجلا لدى الأمم المتحدة ولم يكن مسجلا” على لائحة المواقع التي يحظر ضربها.

من جهته، أكد زعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي في خطاب بثته المسيرة الأحد أن “العدو تعمد استهداف الأسرى في ذمار وكان عدد كبير منهم يتهيأ للخروج ضمن صفقة تبادل”.

ويشهد اليمن منذ 2014 حرباً بين المتمرّدين الحوثيين المقرّبين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به، وقد تصاعدت حدّة المعارك في آذار/مارس 2015 مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري دعماً للقوات الحكومية.

وأوقعت الحرب حوالى 10 آلاف قتيل وأكثر من 56 ألف جريح منذ 2015 بحسب منظمة الصحة العالمية، غير أنّ عدداً من المسؤولين في المجال الانساني يعتبرون أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.

في العام 2018، خلُصت مجموعة من خبراء الأمم المتّحدة إلى أنّ جميع أطراف النزاع ارتكبوا “جرائم حرب”.

وتأتي الغارة في ذمار بعد أسابيع من فتح جبهة جديدة في الحرب اليمنية، مع اندلاع معارك بين حلفاء الرياض، اي الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والانفصاليين الجنوبيين في جنوب البلاد المدعومين من قبل الإمارات.

واوائل آب/اغسطس الماضي، سيطر الانفصاليون على مدينة عدن، التي تعتبر العاصمة الموقتة للحكومة اليمنية، إذ يسيطر المتمردون الحوثيون منذ 2014 على العاصمة صنعاء.

واتهمت الحكومة اليمنية الإمارات، وهي عضو رئيسي في التحالف بقيادة السعودية، بدعم “انقلاب” في عدن.

يذكر أن الجنوب كان دولة مستقلة حتى الوحدة مع الشمال عام 1990. ولا يزال هناك استياء في الجنوب من سكان الشمال المتهمين بتوحيد البلاد بالقوة.

ويؤكد محللون أن المعركة من أجل الجنوب تمثل اختبارا للسعودية التي تقود التحالف، والتي يتوجب عليها الوساطة لإبقاء التركيز على قتال المتمردين الحوثيين في الشمال الذين تدعمهم غريمتها إيران.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد